سلطت الصحف الفرنسية، اليوم، الضوء على مؤتمر باريس الدولي للسلام في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وإعلان حل الدولتين، وذلك بمشاركة 75 دولة عربية وأجنبية.
وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن المؤتمر مبادرة جيدة من باريس، مشيرة إلى أن فرنسا لا تتخلى عن حل الدولتين، مؤكدة أنهم لهم الحق في القتال لتشجيع التوصل إلى حل للصراع؛ وذلك بعد المثابرة والإصرار الذي قام بها وزير خارجية فرنسا، جان مارك إيرولت، بتوصية من رئيس البلاد، فرانسوا هولاند، لعقد المؤتمر.
وأضافت الصحيفة أن المؤتمر لن يجلب السلام في الأشهر القليلة المقبلة، ولكن سيقوم بإعادة تشغيل الحوار بين الطرفين بمعجزة من أجل التعايش جنبًا إلى جنب بسلام.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة ترى أنه لا بديل عن حل الصراع في ظل استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية، والتي من خلالها تصبح فرصة إقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش صعبة، لافتة إلى أن القيادة الفرنسية مصرة على إيجاد حل عادل للفلسطينيين الذين يعانون منذ قرابة الخمسين عامًا بعد حرب 67 واحتلال الأراضي الفلسطينية، والتي يمارس بها الإسرائيليون كل أنواع القمع والإذلال لأصحاب الأرض.
وفي نص متوازن للغاية، نقلت الصحيفة تحليل إيلي بارنافي، السفير الإسرائيلي السابق في باريس، الذي أكد أن امتناع إدارة أوباما عن التصويت في مجلس الأمن لمنع قرار إدانة الاستيطان، هو سبب رفض نتنياهو للذهاب إلى المؤتمر، موضحًا أن 70 دولة بجانب 5 دول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يشاركون من أجل التذكير بالتزامهم بحل الدولتين.
وأوضحت الصحيفة أن ائتلاف نتنياهو يعول على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإفضاء الشرعية على سياسة الاستيطان، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي وحده يبرر إقامة مؤتمر باريس لوقف هذه المأساة على الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن المؤتمر قد يبدو دون جدوى وذلك قبل 5 أيام من تنصيب البيت الأبيض لترامب رئيسًا لأمريكا، إلا أن الهدف منه الخروج من الوضع الراهن في الصراع، من خلال التفاوض لأنه السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم.
ونوهت الصحيفة بأن نص مشروع البيان الختامي لمؤتمر، الذي تمت كتابته في باريس، أجريت تعديلات طفيفة عليه من قبل كبار المسؤولين من 10 دول عربية وأوروبية.
وقال مسؤول فرنسي كبير -رفض كشف اسمه- لصحيفة لوموند، إن الوضع على الأرض خطير للغاية، مؤكدًا أن هناك حاجة ملحة لصد ممارسات إسرائيل الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني والتحرك قبل اندلاع موجة عنف لا يستطيع أحد إيقافها في الضفة الغربية.
وكان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، قال في خطابه الوداعي إن حل الدولتين في خطر، بعد ستة أيام، كما أشار رئيس الدبلوماسية الأمريكية في كلمة وداع إلى أن حل الدولتين «في خطر»
وأكد السفير الفرنسي السابق في واشنطن، بيير فيمونت، أن إصرار باريس على إيجاد حل للدولتين يعتبر نجاحا، لأن فرنسا تريد وضع النزاع على جدول أعمال المجتمع الدولي.
وأضاف فيمونت أن المؤتمر لن يحقق النتائج الملموسة ولن يناقش معايير جديدة للسلام أو الدخول في تفاصيل القضايا المعروفة مثل الحدود ووضع القدس وعودة اللاجئين والأمن وتقاسم المياه وغيرها، ولكن هو عبارة عن مؤتمر للتذكير بمبادئ السلام وإقناع الطرفين بالعودة للمفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن من شروط المؤتمر في يونيو الماضي كانت عدم دعوة الإسرائيليين والفلسطينيين، لإنشاء إطار لاستئناف المفاوضات في المستقبل، لافتة إلى أن هذا المؤتمر سيعقد دون الطرفين أيضًا والسبب هو رفض تل أبيب الحضور، موضحة أن هناك مبادرات للحوار من قبل المجتمع المدني الدولي لإعادة مناخ من الثقة للطرفين.
أما صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، أكدت على لسان الكاتب جيل وليام جولدناديل، أن أهم شيء في المؤتمر أن يتم فعل أي شيء لتحقيق السلام، متسائلاً: «لكن كيف نشجع كلا الشعبين لتحقيق السلام وهما لا يريدانه؟».
وأوضح أنه من الضروري تقديم تضحيات مؤلمة من قبل الطرفين، لأن ذلك هو الثمن الذي يستحق السلام، مضيفا أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يتطلب العشرات من المؤتمرات التي تنتهي بتصريحات لا معنى لها، ولكن التفاوض المباشر هو الحل.
بينما تقول مجلة «لو بوان» الفرنسية إنه لا نتائج ملموسة من المؤتمر التي وصفته بالرمزي، قائلة: «لا نتائج دون حضور الطرفين صاحبي المصلحة».