أعلنت القمة العالمية للحكومات التي تعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير المقبل برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن عشر محطات جديدة في أجندتها للدورة الخامسة، لتشمل أول وأكبر تجمع دولي لخبراء ومختصين في مجال السعادة ومنتدى التغير المناخي والأمن الغذائي ومنتدى الشباب العربي.
وأكد محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة العالمية للحكومات، أن رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هي في تحويل القمة إلى حراك عالمي لخير الشعوب. بعد أن أصبحت الحدث الأبرز والأكثر أهمية على مستوى المنطقة والأول من نوعه على مستوى العالم فيما يتعلق باستشراف المستقبل واستباق التحديات والجهوزية للمستجدات.
وأوضح القرقاوي أن القمة تشكل فرصة تاريخية لرسم مستقبل أفضل للإنسانية، حيث تحولت إلى مصدر أمل للشعوب، وتستجيب لتطلعات ملايين الشباب حول العالم الذين يبحثون عن مصدرٍ للإلهام ومحفزٍ لطرح أفكارهم وتصوراتهم الجريئة حول ما يجب أن يكون عليه مستقبلهم. مشيراً إلى المستوى الكبير من المشاركة الدولية التي ستشهدها القمة لهذه السنة حيث من المتوقع ان تشارك 150 دولة.
وتشهد فعاليات هذا العام جدول أعمال كامل مخصص للمنظمات الدولية تجري أعماله في مقر خاص بجلسات الشركاء الدوليين حيث ستناقش الأمم المتحدة مستقبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وسيناقش البنك الدولي مستقبل الحكومات والتعليم، أما صندوق النقد الدولي فسيتناول مستقبل التعاملات الرقمية وستتناول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستقبل الابتكار في الحكومات.
وأضاف: «إن الآليات التي تبنتها القمة وأرستها، والتي تركز على الشراكة في قراءة مستقبل الاقتصاد والتنمية والتطور التقني وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات القائمة والمحتملة، أحدثت تغييراً جوهرياً كان لا بد منه على مستوى مفهوم السياسات الحكومية ووظيفتها، حيث حولتها من فن إدارة المصالح الفردية لكل دولة على حدة، إلى علم إدارة المصالح المشتركة للشعوب والحكومات حول العالم».
وتابع: «القمة هذه السنة ستشهد شراكات علمية بحثية مع مؤسسات علمية محايدة ومعتمدة في العديد من المجالات، مثل هارفرد، أكسفورد، ماكينزي، إي تي كيرني، وإرنست أند يونغ، وأنه ستم إطلاق 10 تقارير بحثية مع شركاء عالميين، بالإضافة إلى العديد من المؤشرات التنموية وذلك مساهةً منها في دورها التنموي العالمي لاستشراف المستقبل بطريقة علمية ممنهجة تستند للدراسات والمعلومات الموثوقة».
واستطرد أن القمة ستستضيف متحدثين على أعلى المستويات حيث تشهد قمة هذا العام أكبر مشاركة من حيث عدد من رؤساء وقادة الدول بالإضافة إلى قادة المؤسسات الدولية وقيادات القطاع الخاص وأهم المفكرين والأكاديميين والرواد ممن يستعرضون تجاربهم ويتحاورون فيما بينهم ويتبادلون الرؤى والأفكار للخروج بالحلول الأمثل لتحديات المستقبل.
وستستضيف القمة دولة اليابان كضيف الشرف لهذا العام لتستعرض تجربتها المميزة في مجال الإدارة الحكومية ولابتكار، وتشارك اليابان بوفد رسمي رفيع المستوى يضم كبار المسؤولين الحكوميين وقيادات القطاعين العام والخاص وعدد من أبرز الخبراء والمفكرين. وستتم مناقشة الإدارة الحكومية، الإدارة المجتمعية وإدارة التغيير في اليابان وكيفية التخطيط للمستقبل وماذا يمكن أن نتعلم من التجربة التنموية اليابانية.
وأوضح أن جائزة أفضل وزير في العالم تركز في دورتها الثانية على تجارب الدول النامية وتستثني الوزراء في حكومة دولة الإمارات لضمان الحيادية. وقد عملت القمة العالمية للحكومات بالشراكة مع إرنست آند يونغ العالمية على إجراء مسح شامل استمر على مدار العام قامت على أساسه باختيار الوزراء المرشحين وفق معايير محددة وصارمة شملت الحقائق والأرقام والتأثير المباشر لخططهم ومبادراتهم على حياة الناس ونجاحهم في تنفيذ المبادرات والبرامج بالإضافة إلى معايير السمعة والنزاهة والشفافية.
وفي هذا العام قامت مؤسسة القمة بالتعاون مع إرنست آند يونغ بتكليف لجنة تحكيم دولية تضم في عضويتها مجموعة من الأسماء البارزة والتي ستقوم بعملية تقييم شاملة لانتقاء أفضل الوزراء على مستوى العالم.
وتتميز القمة لهذا العام بتخصيصها حيزاً كبيراً من فعالياتها لقضايا التغير المناخي والبيئة حيث أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة بأن القمة العالمية للحكومات ستشهد انطلاق منتدى التغير المناخي والأمن الغذائي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» والتي ستمثل أول منصة من نوعها تجمع الحكومات والقطاع الخاص وصانعي القرار في وضع إطار عمل للتصدي للتغير المناخي وضمان وضع الحلول اللازمة لمنظومة الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف: «سيحمل المنتدى المصغرة عنوان: العمل من أجل المناخ: مستقبل الغذاء. وستشتمل على عدة فعاليات موزعة على مدار 3 أيام. وستشهد 3 جلسات رئيسية متخصصة وطاولة حوار مستديرة على مستوى الوزراء وكبار الشخصيات.
وسيتحدث في المنتدى سعادة جوزيه غرازيانو دا سيلفا مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، وعدد من الخبراء الدوليين في مجالي التغير المناخي والأمن الغذائي.
ومن جانبها أوضحت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للسعادة أن الفعاليات الرسمية للقمة تمتد على مدار ثلاثة أيام وتسبقها فعالية الحوار العالمي للسعادة التي تستقطب أكثر من 300 خبير ورائد وأفضل العقول العالمية في مجال السعادة للتباحث في كيفية عمل الحكومة للانتقال من رضى الشعوب إلى سعادة الشعوب، وتتضمن فعاليات يوم السعادة ورش عمل وجلسات حوارية ستشكل مخرجاتها دليل عمل للحكومات الهادفة لرفع مستوى السعادة في العالم.
وقالت شمة بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب أن منتدى الشباب العربي سيكون أول تجمع عالمي يقام على مدار 3 أيام ويهدف إلى إشراك جيل الشباب العربي في العمل مع الحكومات وصناع القرار.
وقالت المزروعي أن فعاليات النسخة السابقة من القمة شهدت إعلان دولة الإمارات عن تعيين وزيرة شؤون الشباب الأصغر في العالم لتسجل سابقة تؤشر على مدى اهتمام الدولة وقيادتها بعنصر الشباب ودورهم في بناء الدول والمجتمعات. وتستمر القمة في هذا التوجه في دورتها الحالية مع تخصيص مجموعة من الفعاليات ضمن منتدى الشباب العربي الذي يناقش دورهم المستقبلي عبر استضافة الرواد والمؤثرين من جيل الشباب والتفاعل المباشر بين شباب الدولة والعالم وإشراكهم في حوار بناء مع القادة والمسؤولين وصناع القرار.
وشهدت فعاليات قمة العام الماضي مشاركة عدد من كبار المتحدثين الدوليين بما في ذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أنخيل غوريا.
كما شهدت الدورة الماضية من فعاليات القمة العالمية للحكومات، مشاركة أكثر من ثلاثة ألاف شخص من 125 دولة حول العالم، بما في ذلك كبار الشخصيات، وقادة وخبراء القطاعين الحكومي والخاص في العالم، وصناع القرار، والوزراء، والرؤساء التنفيذيين، وقادة الابتكار، والمسؤولين والخبراء ورواد الأعمال، وممثلي المؤسسات الأكاديمية، ونخبة من طلاب الجامعات.