بعد غياب دام لنحو أربعة عقود، يعود المنتخب الأوغندي لكرة القدم إلى الظهور في بطولة كأس الأمم الأفريقية بطموحات كبيرة ومواجهات صعبة ومثيرة تنتظر الفريق في مجموعة نارية بالنهائيات.
وبعد سنوات طويلة توارت فيها الأضواء بعيدًا عن المنتخب الأوغندي ليغيب الفريق عن المعترك الأفريقي رغم مشاركاته في التصفيات مرارًا، فاجأ المنتخب الأوغندي الجميع داخل القارة الأفريقية ببلوغه نهائيات كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين التي تستضيفها الجابون من 14 يناير الحالي إلى الخامس من فبراير المقبل.
كما فجّر المنتخب الأوغندي مفاجأة كبيرة أخرى ببلوغه الدور النهائي من التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018.
ولكن الحظ عاند الفريق في الحالتين، حيث أوقعته القرعة في مجموعة صعبة بتصفيات المونديال ومجموعة مماثلة في نهائيات كأس أفريقيا 2017 بالجابون، بل إنه يواجه المنتخبين المصري والغاني في كلا المجموعتين.
ولذا، قد تكون مشاركته في كأس أفريقيا بالجابون بمثابة بروفة جيدة له قبل استئناف مسيرته في تصفيات المونديال، خاصة أن مباراتيه المقبلتين في التصفيات ستكونان أمام المنتخب المصري ذهابًا وإيابًا.
ولا يحظى المنتخب الأوغندي بترشيحات قوية في كأس أفريقيا 2017 بالجابون رغم البصمة الجيدة التي تركها في اثنتين من النسخ الخمس السابقة التي شارك فيها بالبطولة الأفريقية.
واستهل المنتخب الأوغندي مشاركاته في البطولات الأفريقية بالنسخة الثالثة التي استضافتها إثيوبيا عام 1962 وحصل الفريق فيها على المركز الرابع بينما خرج صفر اليدين من دور المجموعات في مشاركاته الثلاث التالية أعوام 1968 و1974 و1976 .
وفي 1978، فجر المنتخب الأوغندي المفاجأة وتأهل للمباراة النهائية بالبطولة التي استضافتها غانا لكنه خسر النهائي صفر / 2 أمام أصحاب الأرض.
وها هو الفريق يستهل عودته للبطولة من حيث انتهت آخر مشاركاته السابقة حيث سيفتتح الفريق مسيرته في البطولة الجديدة بالجابون من خلال مواجهة مثيرة مع نظيره الغاني في 17 كانون ثان/يناير الحالي بينما يلتقي في المباراتين التاليتين نظيريه المصري والمالي في 21 و25 من الشهر نفسه.
ويدرك المنتخب الأوغندي صعوبة المهمة التي تنتظره في هذه المجموعة النارية حيث يحتاج الفريق إلى عزيمة وروح انتحارية بجانب عنصر المفاجأة من أجل اجتياز هذه المجموعة إلى الأدوار الفاصلة.
وكان المنتخب الأوغندي تأهل للنهائيات بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات برصيد 13 نقطة وبفارق الأهداف فقط خلف منتخب بوركينافاسو.
ويقود الفريق الأوغندي المدرب الصربي ميلوتين سريدويفتش الذي تولى المسؤولية في 2013 وحقق طفرة ملحوظة مع الفريق لكنه يحتاج الآن إلى مفاجأة هائلة للعبور إلى الدور الثاني بالبطولة الأفريقية وهو ما سيكون نجاحا كبيا له وللفريق.
ويعتمد المدرب الصربي، الذي سبق له أيضا تدريب المنتخب الرواندي وفريق أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، على مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون مزيجا بين عدد قليل من المحترفين في أوروبا وبعض الناشطين في الدوري المحلي وعدد من اللاعبين المحترفين بأندية أفريقية وآسيوية.
كما يغلب عنصر الشباب على معظم لاعبي الفريق وهو ما يصعب من مهمة المنتخب الأوغندي نظرا لقلة خبرة هؤلاء اللاعبين بل وعدم خبرتهم بالبطولات الكبيرة.