البابا فرنسيس يندد بـ«الجنون القاتل» للجهاديين

كتب: أ.ف.ب الإثنين 09-01-2017 19:39

ندد البابا فرنسيس، الإثنين، خلال تقديمه التهاني بالعام الجديد إلى السلك الدبلوماسي بـ«الجنون القاتل» للإرهاب الأصولي، ودعا مجددا كل السلطات الدينية إلى «التوحد في التأكيد على أنه لا يمكن لأحد أن يقتل أبدا باسم الله».

ودعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية الحكومات إلى محاربة الفقر الذي يشكل برأيه أرضية للأصولية، وعبر البابا، 80 عاما، في كلمة مطولة أمام السفراء المعتمدين في الفاتيكان عن الأسف أن يظل الدين في مطلع عام 2017 يستخدم «ذريعة للانغلاق والتهميش والعنف».

كما تطرق في كلمته إلى استقبال المهاجرين ونزع الأسلحة ومكافحة التغييرات المناخية وضرورة القيام بـ«أفعال شجاعة» من أجل السلام في فنزويلا والشرق الأوسط وليبيا والسودان وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسط وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما وأوكرانيا وقبرص.

وخلال استعراضه للدول التي تعرضت لاعتداءات إرهابية في عام 2016، ندد البابا بـ«الجنون القاتل الذي يسيء استخدام اسم الله من أجل نشر الموت».

وتابع «إنها أعمال جبانة تستخدم الأطفال لتقتل كما حدث في نيجيريا. تستهدف من يصلي كما حصل في الكاتدرائية القبطية في القاهرة أو من يسافر ويعمل كما حصل في بروكسل أو يتنزه في طرقات المدن، كما حصل في نيس وفي برلين، أو من يحتفل ببساطة بحلول العام الجديد كما حدث في إسطنبول».

ومضى البابا يقول «أطلق نداء إلى السلطات الدينية كي تتوحد في التأكيد بقوة أنه لا يمكن لأحد أن يقتل أبدا باسم الله». الفقر أرض خصبة، وألمح البابا أيضا إلى وجود رابط بين الفقر والأعمال الإرهابية.

وقال «الإرهاب الأصولي ثمرة لبؤس روحي ذريع يكون أحيانا مرتبطا بفقر اجتماعي كبير، ويمكن أن يهزم بالكامل فقط من خلال إسهام مشترك من قبل القادة الروحيين والسياسيين.

وبينما يتعين على المسؤولين الدنيين نقل القيم الدينية التي لا تقبل أي تناقضات بين مخافة الله ومحبة القريب، فإنه على المسؤولين السياسيين ضمان الحق في الحرية الدينية لما لها من دور إيجابي وبناء من أجل قيام مجتمع مدني، ودعا المسؤولين السياسيين إلى الحؤول دون توفر الشروط التي تكون أرضا خصبة لانتشار الأصولية، ومع أن تصريحاته لا تشكل مفاجأة فهو وضع محاربة الفقر في صلب رسالته الباباوية.

لكنها يمكن أن تثير اعتراض الذين يعتبرون أن التركيز على دور الفوارق الاجتماعية والحرمان في زيادة مخاطر الانتقال إلى الأصولية من شأنه الحد من مسؤولية مرتكبي مثل هذه الفظاعات عن أفعالهم.

التهديد النووي الكوري في موازاة ذلك، شدد البابا علي ضرورة تقديم حياة لائقة للمهاجرين قائلا «لا يمكن أن يحل السلام الحقيقي طالما بقي كائن بشري واحد تُنتهك هويته الشخصية ويتحوّل إلى مجرد رقم إحصائي أو إلى غرض ذي اهتمام اقتصادي».

في المقابل، دعا المهاجرين إلى «احترام قوانين وثقافات وتقاليد» الدول التي تستضيفهم، وشدد على ضرورة أن تقوم السلطات بإجراء تقييم «لمدى قدرة البلاد على تقديم حياة لائقة للمهاجرين».

وأشاد البابا بالاتحاد الأوروبي الذي «يعتبر فرصة فريدة للاستقرار والسلام والتضامن بين الشعوب»، الذي يحتفل هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه، وشدد على أنه «أمام التوجهات المفكِّكة، من الملحّ جدًا تحديث» فكرة أوروبا من أجل ولادة أنسنة جديدة مرتكزة إلى القدرة على الإدماج والحوار».

وفي مسائل أخرى، لفت البابا إلى «القلق الكبير» الذي تثيره التطورات في شبه الجزيرة الكورية من سباق جديد للتسلح النووي، كما حض إسرائيل والفلسطينيين على استئناف الحوار قائلا: «لا يجوز لأي نزاع أن يصبح عادة يبدو وكأنه لا يمكن التخلي عنها»، ودعا إلى تعزيز الجهود من أجل إحلال السلام في ليبيا والسودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وطالب ببذل جهود من أجل التعايش السلمي في بورما والأسرة الدولية إلى مساعدة «من لديهم احتياجات كبيرة وعاجلة».