بثت القناة الثانية الإسرائيلية تقريراً أعدته في سيناء، تناول تأثير التوتر على الحدود وفي العلاقات (المصرية – الإسرائيلية)، على السياحة في جنوب سيناء، وقال التقرير: «إن شواطئ سيناء فارغة أكثر من أي وقت مضى، في ذروة الموسم السياحي»، وأضاف: «إن الترابين، المنطقة التي ظلت لسنوات الأكثر شعبية لدى الإسرائيليين، كانت مهجورة تماماً. ليس فقط تحذيرات السفر التي تصدر عن مركز مكافحة الإرهاب الإسرائيلي هي التي منعت الإسرائيليين من الوصول إلى سيناء، أو هي التي فعلت ذلك، لكن أيضاً التفجيرات التي تتم على الحدود المصرية، والثورة، وخلع مبارك».
وقال تقرير التليفزيون الإسرائيلي: «إن المضيفين على شواطئ سيناء متفائلون بشأن المستقبل، لكنهم يعرفون أن الأمر بحاجة إلى وقت حتى يعود الشعور بالأمن، ويعود معه السياح».
ونقلت القناة عن «محمد»، صاحب مطعم على شاطئ الترابين قوله: «لا يوجد هنا أحد»، وأضاف: «الكل خائف، قبل عشر سنوات كان هنا الكثير من الإسرائيليين، نحن نحب العمل معهم، لأنهم أناس عاديين، مثلنا تماماً».وعلق مقدم التقرير على كلام «محمد» قائلاً: «إنه يستعيد الماضي، على أمل أن تعود الأمور لسابق عهدها».
وأضاف التقرير: «إن من يعملون في بيوت الضيافة على شواطئ سيناء، ومعظمهم من البدو، هم أكثر من تضرروا من الموقف، لكن ليس فقط هم، فالرحلة على طول الطريق القادم من طابا جنوباً إلى شرم الشيخ كفيلة بأن تفهمك إلى أي مدى وصلت كآبة الموقف، الشواطئ الذهبية كما هي، لكن شعور بالفراغ في كل مكان».
وأضاف: «الكثير من مبان الفنادق التي تم إيقاف البناء فيها ممتدة على طول الشاطئ، فقط لأنه لا أحد يأتي إليها، في محاولة يائسة، يحاول المستضيفون البدو إقناع الآخرين بأنه على عكس الوضع في شمال سيناء، فإن الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة المصرية، آمن وينتظر بفارغ الصبر عودة السياح إليه»، وتابع التقرير: «البدو الذين يعملون في المنتجعات، هم أكثر المتضررين من الموقف، الفنادق التي بدأ فيها البناء قبل عدة سنوات، لا يوجد من يملأها، العمال يحاولون إقناع الآخرين بأن هناك فرقا كبيرا بين التهديد هنا في منطقة الشواطئ، وبين شمال سيناء، القريب من قطاع غزة».
أحد من يعملون في بيوت الضيافة في جنوب سيناء، ويدعى «أحمد» قال للتليفزيون الإسرائيلي:
«نحن بعيدون جداً عن شمال سيناء، وعن حماس وعن رفح، إنهم على بعد 350 كيلومتر من هنا»، وأضاف: «أيضاً يوجد فرق كبير بين عقلية البدو في شمال سيناء، والبدو هنا، الذين يريدون أن يأتي الإسرائيليون ويريدون القيام بأعمال جيدة معهم».
وتابع «أحمد» في حديثه للتليفزيون الإسرائيلي: «هذه الحكومات أشعلت النار والخوف، وأضرت بالمواطنين البدو المتعطشين للسياحة في ذلك الوقت، وبالإسرائيليين الخائفين من قضاء الوقت في سيناء»، وأضاف: «المشكلة بين حكومات وليست بين شعوب، سنعلم ما سيحدث هنا في المستقبل خلال عدة شهور، بعد الانتخابات، وبعد تشكيل حكومة جديدة في مصر، نحن نحتاج إلى سلطة جديدة في مصر، وإذا حدث ذلك، ستمتلئ شواطئنا ليس فقط بالإسرائيليين، لكن أيضاً بسياح كثيرين من أوروبا».