شهدان سعد الشاذلى: مبارك نفذ مخططاً إسرائيلياً لإبعاد والدى سياسياً وعسكرياُ

كتب: محمد فايد الأحد 28-08-2011 20:14

نظمت أسرة الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان القوات المسلحة فى حرب 73، مساء السبت، حفلاً لتأبين وتكريم الفريق بعد وفاته فى فبراير الماضى، بمسقط رأسه فى قرية شبراتنا مركز بسيون بمحافظة الغربية، بحضور عدد كبير من تلاميذه وأفراد أسرته.


بدأ الحفل، الذى حضره أكثر من 5 آلاف من أبناء القرية والقرى المجاورة، بتلاوة القرآن الكريم، ثم كلمة لأبناء وأحفاد وتلاميذ الشاذلى، وبعدها تم تكريم حفظة القرآن الكريم من الأطفال والحاصلين على المراكز الأولى فى الدورة الرياضية التى حملت اسم الفريق الشاذلى ونظمتها أسرته.


حرص على الحضور كل من الإعلامى أحمد المسلمانى واللواء محمد التميمى من سلاح الصاعقة، أحد تلاميذ الفريق الشاذلى، واللواء محمد بدر، من سلاح المدرعات واللواء عبدالواحد بدر.


وقالت شهدان، كريمة الفريق سعد الدين الشاذلى، لـ«المصرى اليوم» إن والدها عانى الاضطهاد طوال عصرى والسادات ومبارك، مؤكدة وجود مشروع ومخطط إسرائيلى لإبعاد والدها عن الحياة السياسية والعسكرية بعد نجاحه فى رسم خطة حرب أكتوبر، بالإضافة إلى بطولاته فى حرب الاستنزاف، مما جعل إسرائيل تعتبره مصدر خطورة، ونفذ هذا المخطط مبارك وأعوانه بدقة وسرعة فائقة، لأنه كان يراه خصما ثقيلاً، لابد من إبعاده ولم يكتف بذلك، بل صدر حكم فى عهده بحبسه 3 سنوات، بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وبالفعل تم تنفيذ الحكم وبعدها قررنا الذهاب إلى منظمة العفو الدولية لإثبات براءته، وأكد القضاء المدنى براءته، وأصدر حكما ببطلان الحكم العسكرى بحبسه. وأضافت: «بالرغم من ذلك واصل مبارك اضطهاده لوالدى وسحب منه نجمه سيناء، وتم تجاهله فى جميع المناسبات والاحتفالات العسكرية بأعياد أكتوبر، بالرغم من أنه كان العقل المدبر لهذه الحرب وكان بطلها الحقيقى».


وأشارت إلى أن والدها لم يكن له طموح سياسى، لكنه كان معارضاً شرساً يدافع عن حقوق المصريين، وينتقد ويعارض أخطاء النظام فى عهدى السادات ومبارك.


وكشفت شهدان عن أن خلاف والدها مع السادات يرجع إلى غيرته الشديدة منه، لسطوع نجمه وقتها، وبعدها حاول السادات الانتقام منه فدبر له المحاكمات العسكرية، واتهمت السادات بأنه السبب الرئيسى فيما وصلت إليه مصر الآن من فساد وتخلف، بسبب أخطائه الفادحة وسوء اختياراته.


وقالت إن أخطاء السادات العسكرية أدت إلى أخطاء سياسية، وبالخصوص اتفاقية كامب ديفيد، التى أضرت بمصر كثيرا وتعتبر سبباً فيما نعانى منه اليوم.


وقالت إن والدها عندما علم بالثورة وخروج الملايين إلى ميدان التحرير للهتاف ضد مبارك، وهو على فراش الموت، قال لها: «بس يارب ميتكررش تانى».


من جانبه أكد اللواء «محمد التميمى»، أحد تلاميذ الفريق الشاذلى، خلال الحفل، أنه كان مرافقا للراحل طيلة حياته وأن الفريق عانى من الاضطهاد والظلم فى عهدى والسادات ومبارك وأن هذا الاحتفال هو أقل تكريم لرجل أعطى مصر كثيرا وهضم حقه، لأنه لا يعرف النفاق وأنه لو عاش مع الباطل ونافق مثلما نافق الآخرون لكان فى أعلى المناصب، لكنه اختلف مع النظام فى عهد السادات، بسبب الوقفة التعبوية وقرار الحرب الذى وقع عليه الفريق الشاذلى بخط يده وهو الهجوم على سيناء والوصول إلى العريش، ولكن بعض القيادات أحبطت همته.


وأضاف أن الشاذلى لم يكن يعرف المناورات السياسية، وكان جاداً فى عمله، والدليل أن الرئيس عبدالناصر أوكل إليه قيادة قوات الصاعقة والمظلات ونجح فى تطهير هذه القوات وأعدها ودربها على حرب الاستنزاف ونجح فى تنفيذ عمليات فى منتهى الأهمية وقتها.


وأشار إلى أن الشاذلى هو العقل المدبر والمنفذ لعملية السبت الحزين وأنه شارك معه فى هذه العملية التى نفذت داخل إسرائيل ونتج عنها قتل 48 إسرائيلياً وأسر جنديين، مما جعل جولدا مائير، رئيس وزراء إسرائيل، وقتها، تطلق عليها عملية السبت الحزين.


وقال إن الشاذلى كان من المعارضين لوقف إطلاق النيران وكان يرى أن أى مبادرة تأتى من أمريكا تضر بمصالح مصر إلا أن القيادة السياسية وافقت عليها.


وقال اللواء محمد بدر، أحد تلاميذ الشاذلى: إن الفريق الراحل كان يتميز بالشجاعة ولم ينحن يوما أو ينكسر أمام أحد، ويكفيه شرفا أنه فى ميدان التحرير هتف له الملايين: «عاش كفاح سعد الشاذلى.. ويسقط يسقط حسنى مبارك».


وأضاف أن الله تعالى أرسل رسالة إلهية إلى الشعب المصرى وهى أنه فى يوم وفاة البطل الشجاع، صاحب الإنجازات الحقيقية، فى حرب 73 يعلن مبارك تنحيه.


وأكد أن كل ما قاله السادات عن الثغره كذب 100% وأن كل ما قاله الفريق الشاذلى عن الثغرة هو صادق فيه، «وأنا شاهد عيان عليها وشاركت فيها» - على حد قوله.