صحفيون وخبراء: الإعلام يشهد أزمة كبيرة.. وسقف الحرية بلا مسؤولية

كتب: محسن سميكة الأحد 28-08-2011 20:00

اتفق صحفيون وخبراء على أن الإعلام المصرى بوسائله المختلفة المطبوعه والمقروءة والمرئية يشهد أزمة كبيرة بعد الثورة بسبب غياب المهنية والتوازن وارتفاع سقف الحرية بلا أى مسؤولية، وحذروا من خصخصة الصحف والمؤسسات القومية باعتبارها ملكية عامة لها بعد سياسى ومعنوى وأمن قومى.

وقال المشاركون فى ندوة «موقف الصحافة من الثورة المصرية» التى عقدها قصر الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، السبت، إن الإعلام المصرى بشكل عام والصحافة بشكل خاص دورهما قبل الثورة نقل الحقائق وليس صناعتها، وأشاروا إلى أن هذا الدور يجب أن يستمر بعد الثورة، مطالبين الجماعة الصحفية بإعداد مشروعات قوانين خاصة التى ترفض الحبس فى قضايا النشر أسوة بالقضاة الذين تقدموا بمشروع قانون للسلطة القضائية.

وقال محمود مسلم، مدير تحرير «المصرى اليوم»، إن الإعلام ناقل للحقائق ولا يصنعها، مستشهدا بالثورة التونسية التى كانت تفتقد الإعلام الخاص واعتمدت على وسائل الاتصال الحديثة، ولفت إلى أن الصحف الحزبية والخاصة كان لها دور فى الثورة من خلال التراكم، وأجبرت الصحف القومية على تطوير نفسها.

وأضاف مسلم أن الحرية فى الإعلام بعد الثورة أصبحت بلا سقف مما أدى إلى أزمة غياب التوازن والقواعد الإعلامية وأصبحت الحرية بلا مسؤولية.

ودعا الجماعة الصحفية لإعداد مشروع قانون لمنع حبس الصحفيين مثل القضاة الذين أعدوا مشروعاً لقانون السلطة القضائية، موضحا أن هناك أزمة فى الإعلام من الممكن أن نطلق عليها أزمة الانفلات أو الفوضى، مشيرا إلى أن مبيعات الصحف المصرية شهدت زيادة فى التوزيع بنسبة 100٪ بعد 11 فبراير وبعد شهرين من هذا التاريخ تراجعت الأرقام مرة أخرى نتيجة عوامل كثيرة منها الإحباط والتشبع.

وقسم ياسر عبدالعزيز، مراحل تحول الصحف القومية قبل وبعد الثورة إلى 3 مراحل: الأولى قبل الثورة وتتعلق بغسل دماغ المواطنين وإيهامهم بأن كل شىء تمام، والثانية أثناء الثورة وكانت تعتمد على تعمد التعتيم والإكراه والترويع وإثارة الذعر والتخويف من الثورة وعواقبها، وأخيرا المرحلة الثالثة التى تمارسها الصحف القومية حاليا وتتعلق بغسل الأيدى.

وقال الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، إن المشاهد عاقب الإعلام الرسمى بعد الثورة بالمقاطعة بسبب موقفه من الأحداث فى بدايتها، مشيرا إلى أن الحرية التى يمارسها الإعلام حاليا «منفلتة» دون قواعد أو مهنة أو أى شىء، متوقعا أن تظل حالة الفوضى الإعلامية حتى تنتخب الحكومة المقبلة والرئيس القادم.

وقال جمال فهمى، الكاتب الصحفى، إن إعلامنا المصرى شديد البؤس قبل وبعد الثورة نتيجة أنه كان يتمتع بحريات مهنية يمكن أن نطلق عليها حريات عرفية، متهما الإعلام بإنه يجهل الناس ولا يثقفما معلقا «أغلب الذين يتصدرون المشهد الإعلامى جهلاء جدا وغير مثقفين»، موضحا أن هناك بؤرا فى الإعلام الحر لعبت دورا فى التثقيف. مشيرا إلى أن الثورة صادفت أسوأ مجلس فى تاريخ نقابة الصحفيين لأنه مجلس فلول على حق ووضعه سيئ جدا، معلقا «بعض أعضاء مجلس نقابة الصحفيين لا يقرأون الصحف».