«زي النهارده».. وفاة الخديو توفيق 7 يناير 1892

كتب: ماهر حسن السبت 07-01-2017 07:41

ولد الخديو توفيق في 15 نوفمبر 1852 في القاهرة وكان الابن الأكبر للخديو إسماعيل من مستولدته نور هانم شفق، التي لم تكن ضمن زوجاته الأربع، وربما يكون ذلك سببا في عدم إرساله مع باقي أبنائه للدراسة في أوروبا، ويفسر العلاقة السيئة بينه وبين أبيه والتي تجلت في نأيه عن أبيه بعد خلعه وإقصائه كل رجاله. جاء الخديو توفيق حاكما لمصر خلفا لوالده الخديو إسماعيل فكان سادس حكام مصر من الأسرة العلوية، وظل على سدة الحكم من 26 يونيو 1879حتى وفاته شابا «زي النهاردة» 7 يناير 1892.

شهد عهده اندلاع الثورة العرابية، ثم الاحتلال البريطاني، وفي 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وفقدت مصر حكم السودان، وأصدر في 1 مايو 1883 القانون النظامي، الذي بمقتضاه شكل مجلس شورى القوانين وقد بيعت في عهده حصة مصر في أرباح قناة السويس (15%)، وكانت مرهونة لبعض الماليين الفرنسيين منذ عهد إسماعيل، وفقدت مصرما تبقى لها من الفائدة المادية للقناة كما تمكن الأجانب من السيطرة على الاقتصاد المصري.

وفي عهد «توفيق» تذمر الضباط المصريون من اضطهاد عثمان رفقي وزيرالجهادية (الحربية) الشركسي، وإجحافه بحقوقهم، وقدموا عريضة لمصطفى رياض رئيس النظار في فبراير 1881 للمطالبة بعزله، وبالرغم من تدبير مؤامرة للقبض على مقدمي العريضة واحتجازهم، إلا أن زملاءهم تمكنوا من إطلاق سراحهم، ثم قام أحمد عرابي بثورة في 9 سبتمبر 1881، وكان من مطالبه عزل رياض باشا، وتشكيل مجلس النواب، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي، واستجاب الخديو وعزل الوزارة، وكلف شريف باشا بتشكيل وزارة جديدة، فكون وزارة وطنية.

في 14 سبتمبر 1881 ووضع «شريف» دستورا جديد ا للبلاد هو دستور 1882 يتضمن توسيع اختصاصات المجلس، وجعل الوزارة مسؤولة أمامه، وبسبب التدخل الأجنبي في الشأن المصري قدم شريف باشا استقالته، وأرسلت إنجلترا وفرنسا أسطوليهما للإسكندرية وقدمتا مذكرة في 25 مايو 1882 تطالب بإقالة وزارة البارودي، وإبعاد عرابي عن مصر،واستقال البارودي احتجاجًا على قبول الخديو المذكرة، واضطر الخديو إلى إبقاء عرابي. ثم وقعت مذبحة الإسكندرية في 11 يونيو 1882 ثم تذرعت إنجلترا بإصلاح العرابيين طوابي الإسكندرية، وقامت بضرب الإسكندرية في 11 يوليو 1882، وخاض عرابي معركة في دمنهور وكفر الدوار لصد الإنجليز، ونقل تحصيانته إلى التل الكبير لوقف زحف الإنجليز الذين نزلوا في الإسماعيلية لكنه مني بهزيمة ثقيلة ليبدأ الاحتلال الإنجليزي لمصر.

كان «توفيق» قام في1881 بزيارة لبورسعيد وأصدر أمرا بإنشاء مسجد وإنشاء مدرسة ملحقة به لتربية الأطفال، والذي عرف باسم المسجد التوفيقي. ومما يذكر لتوفيق أنه نظم مخصصات الأسرية الخديوية، فألغى مخصصات والدته وحرمه، واكتفى بمبلغ مائة ألف جنيه لمخصصاته السنوية، كما كان أول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه، لدفع الدين المطلوب من الحكومة.

كان «توفيق» مهتمًا بنشر التعليم فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة وعندما تولى الحكم أصدر مرسومًا في 27 مايو 1880 بتأليف لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشؤونه، واقترحت اللجنة تأسيس مدرسة عليا للمعلمين لتخريج أساتذة، كما اقترحت زيادة عدد المدارس، فأنشئ كثير من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية. وأنشئ في عهده مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية وأصدر لائحة الموظفين المدنيين التي تضمن لهم حقوقهم في المعاش، ثم لائحتي المعاشات الملكية والعسكرية وألغى السخرة، وأمر بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية واستدان بمبلغ مليون جنيه لإصلاح القناطر الخيرية وبدأ بحفر الرياح التوفيقي في1887 وصدرت لائحة تنظيم أعمال الري وتوسيع نطاقها.

أنشئ في عهده العديد من الشركات والبنوك الأجنبية، ومنها الشركة المساهمة الأمريكية التي تكونت عام 1881 لتوصيل التليفون بين القاهرة والإسكندرية، وشركة ترام القاهرة، وشركة النور، وشركة ترام الإسكندرية، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيلية.