استمر إقبال السودانيين الجنوبيين على مراكز الاقتراع الاثنين لليوم الثانى على التوالى للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب الذى انطلق الأحد.
وتشهد مراكز الاقتراع التى فتحت أبوابها الساعة الثامنة من صباح الاثنين بالتوقيت المحلى عملية تزاحم كبيرة لدرجة أن بعض المواطنين وصلوا قبل الموعد الرسمى بنحو الساعتين للمشاركة فى الاستفتاء الذي تستمر فعالياته حتى 15 يناير الحالى.
ويبلغ عدد الذين لهم حق التصويت فى هذا الاستفتاء نحو أربعة ملايين سودانى جنوبى يعيش أكثر من ثلاثة ملايين منهم فى ولايات جنوب السودانى والباقى فى ولايات الشمال والخارج.
ويصوت هؤلاء الجنوبيون أمام 2600 مركز انتخابى بولايات جنوب السودان وأكثر من 165 مركزا فى الشمال وعدد من المراكز فى خارج البلاد.
ويشترط لصحة الاستفتاء وقانونيته أن تبلغ نسبة المشاركة فيه 60 بالمائه من إجمالى عدد المسجلين.
ويراقب عملية الاستفتاء نحو 1200 مراقب أجنبى ونحو 17 ألف مراقب محلى من داخل السودان ويقوم بتغطية وقائع هذه العملية مئات الصحفيين والإعلاميين والمصورين الذين يمثلون 200 مؤسسة أجنبية إعلامية وصحفية.
ومن المنتظر أن تبدأ المؤشرات الاولية لنتائج هذا الاستفتاء فى الظهور إعتبارا من يوم 22 يناير الحالى على أن تعلن النتيجة النهائية من قبل المفوضية القومية للاستفتاء- ومقرها الخرطوم- فى الأسبوع الأول من فبراير المقبل.
وتشهد مدينة جوبا عاصمة الجنوب مظاهر احتفالية غير مسبوقة تمهيدا لإعلان الانفصال خاصة أن كل مؤشرات التصويت تصب فى صالح هذا الخيار.
ولا تزال الفرق الموسيقية تجوب الشوارع حاملة أعلام الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما يرقى إلى مسامع الجميع الزغاريد التى تنطلق من مراكز الاقتراع بنكهة إفريقية.
كما تجوب المدينة سيارات تحمل لافتات الانفصال وصور زعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون جارانج.
ويتسابق المصوتون للحديث أمام مراسلى القنوات الفضائية ووكالات الأنباء عن مستقبل الدولة الجديدة المنتظرة وأهمية هذا الاستفتاء بالنسبة لشعب الجنوب.
كما انطلقت عملية الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان فى يومها الثانى، بولايات شمال السودان بسلاسة واطمئنان، وتسير العملية بذات الهدوء الذى بدأت به الأحد، وما زال إقبال الناخبين ضعيفا على المراكز نسبة إلى أن عدد المسجلين فى هذه الولايات يعد بالآلاف، مقارنة بأعداد المسجلين فى الجنوب الذى يصل لأكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون.
وتفيد ملاحظات المراقبين باستباب الأوضاع الأمنية بكل المراكز وتعاون ضباط وموظفى المراكز مع المراقبين والناخبين بالنظر إلى الجهود الإدارية والتنظيمية والترتيبات الأمنية التى تم اتخاذها من قبل الحكومة ومفوضية الاستفتاء على مستوى المراكز.
ورغم روح التفاؤل التى حاول المراقبون عكسها فى تقاريرهم خاصة على مستوى مراكز ولاية الخرطوم إلا أن حجم الإقبال على التصويت فى اليوم الأول على مستوى المراكز كان دون المطلوب مقارنة مع عدد المسجلين- على قلتهم- رغم المبررات التى تم الاستناد عليها المتعلقة ببرودة الطقس خلال فصل الشتاء الذى يبدأ متأخرا فى السودان عموما، وتزامن عمليات التصويت خاصة فى ساعاته الأولى مع ذهاب المستهدفين لأعمالهم.
ولعل قلة الإقبال بولاية الخرطوم أتاحت للمراقبين الوقوف على حجم ومستوى الترتيبات بصورة أكثر وضوحا عما كان عليه الأمر بمدن ومراكز الجنوب التى شهدت تدافعا فى اليوم الأول حيث كان يوما احتفاليا.
ولم يتخط الإقبال بالخرطوم وفقا لإفادات المراقبين فى أحسن الفروض الثمانين ناخبا من جملة المسجلين التى تتراوح بين 170 إلى 700 ناخب في المركز الواحد.
ويبرر رؤساء بعض المراكز ضعف الإقبال خلال الساعات الأولى لعملية الاقتراع لدرجة البرودة وذهاب معظم العاملين لأشغالهم، ورغم هذا فإن نظرة رؤساء هذه المراكز لسير العملية فى يومها الأول هى التفاؤل لارتباط الأمر فى ذاكرتهم - كما يشيرون – بالواقع أثناء فترة التسجيل للاستفتاء التى كانت ضعيفة أيضا فى أيامها الأولى ولذلك يعتبرون الأمر جيدا وأنه قابل للارتفاع فى الأيام المقبلة من الاقتراع.
وكان محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان قد وجه بمد فترة الاقتراع للناخبين اعتبارا من الاثنين لتصبح الفترة من الثامنة صباحا حتي السادسة مساء بدلا عن الخامسة مساء، لظروف الناخبين وارتباطهم بأعمال مختلفة لاسيما العاملين في الدولة، حتي يتمكنوا من الأدلاء بأصواتهم.