يعد مسجد النبى دانيال من أشهر وأقدم المساجد بالإسكندرية، وهو مزار للعديد من السائحين، خاصة الآسيويين الذين يحرصون على زيارة الضريح الموجود أسفل المسجد الذى يقال إنه للنبى دانيال.
هو مسجد بناؤه بسيط ومن طرزه وطراز منارته القديمة التى كانت قائمة على يسار الباب العمومى، اعتبره الباحث الأثرى الكبير حسن عبد الوهاب من أبنية القرن الثانى عشر الهجرى (السابع عشر الميلادى)، كما أن عقود المصبة المؤدية للقبة ومقرنصات المنور فوق القبر، وطراز القبة التى كانت تعلوه ترجع إلى هذا العصر.
ترجع إشاعة وجود النبى دانيال بالإسكندرية إلى القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى)، ولم يأخذ بها أجلة العلماء، فكما يؤكد التاريخ أنه ليس هناك أى صلة تربط الإسكندرية بالنبى دانيال المعروف، وهو أحد أنبياء بنى إسرائيل، الذى عاش فيما بين القرنين السادس والخامس، حتى مات فى بابل ودفن فيها، أى أنه عاش ومات قبل إنشاء الإسكندرية بما لا يقل عن ثلاثمائة سنة، أما دانيال المنسوب إليه المسجد المعروف باسمه فهو الشيخ محمد دانيال الموصلى أحد شيوخ المذهب الشافعى، الذى جاء إلى الإسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجرى واتخذ من مسجد الإسكندر، كما كان يسمى حينئذ مكانا يدرس فيه الأصول وعلم الفرائض على نهج الشافعية حتى وفاته عام 810هـ، فدفن فى المسجد ثم أصبح ضريحه مزاراً للناس، وقد تم تحريف الاسم فيما بعد من الشيخ دانيال إلى النبى دانيال.
لازمت المسجد أيضاً فكرة وجود قبر الإسكندر به إلا أن الأبحاث والحفائر التى تمت بهذا الجامع فى آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين دحضت هذه الأفكار، بناء على ما قام به الباحث الأثرى حسن عبد الوهاب بتكليف من الأمير عمر طوسون، وأثبت من خلالها أن بقعة المسجد استعملت كمقبرة إسلامية منذ ألف سنة على الأقل.
يوجد المسجد بشارع النبى دانيال بالإسكندرية، وهو شارع أكثر ما يميزه هو احتواؤه للمسلمين والمسيحيين واليهود، فإلى جانب مسجد النبى دانيال، يوجد أيضا المعبد اليهودى، الذى تتردد عليه الجالية اليهودية بالإسكندرية، وعلى الجانب الآخر من الشارع توجد الكنيسة المرقسية أقدم كنيسة فى مصر وأفريقيا.