مع اقتراب خوض منتخب مصر الأول منافسات أمم أفريقيا 2017 بالجابون، يمتلك أحفاد الفراعنة عددا كبيرا من المباريات التي تمكنوا خلالها بروح وعزيمة الكبار، من تحويل التأخر في النتيجة لانتصارات عريضة وتصحيح الأخطاء وكسب الرهان من المنافسين مع نهاية المواجهات.
البداية كانت في نسخة 1984 بكوت ديفوار، في مواجهة منتخب مصر أمام أصحاب الأرض والملعب، فمُني مرمى الفراعنة بهدف مع الدقائق العشرة الأولى لشوط المباراة الثاني، ليتوقع الجميع صعوبة عودة أبناء النيل للمباراة، وأن الهزيمة باتت قريبة منهم لا محال، إلا أن طاهر أبوزيد يتعملق ويسجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 66 و72، ليُحول تأخر منتخب بلاده أمام أفيال كوت ديفوار وسط أنصارهم لانتصار تاريخي.
وفي مباراة «تحصيل حاصل»، لم تؤثر نتيجتها على بلوغ منتخبنا القومي ربع نهائي نسخة 2000 بغانا ونيجيريا، يواجه الفراعنة المنتخب البوركيني في الجولة الختامية للدور الأول من المسابقة، ويتوقع الجميع تجرع منتخبنا «حامل اللقب» في هذه النسخة الهزيمة الأولى له بالدور الأول عقب تأخره بهدفين دون رد في شوط المباراة الأول، لتلقي جماهير الكرة في مصر «الفوطة»، غير واثقة في عودة لاعبي منتخب بلادها للمواجهة، إلا أن الأمور تتغير رأسًا على عقب في شوط المباراة الثاني ويأتي الرد عنيفًا للغاية من الفراعنة، فيدكوا شباك بوركينا فاسو بأربعة أهداف حملت توقيع حسام حسن وأحمد صلاح حسني وهاني رمزي وعبدالحليم على، ليحقق المصريون عودة تاريخية لم يكن يتخيلها أكثر المتفائلين من أنصاره.
ويدخل منتخب مصر نسخة 2010 بأنجولا وهو متربعًا على عرش القارة الأفريقية وبطلاً لآخر نسختين من المسابقة، حيث يستهل مشواره بمواجهة صعبة تجمعه بالنسور الخضراء، المنتخب النيجيري، والذي كشر عن أنيابه مطلع اللقاء وأعلن عن نفسه مبادرًا بالتهديف في الشباك المصرية، ولكن الفراعنة لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فزادت غيرتهم على قميص منتخب بلادهم بهدف التقدم للمنافس ولقنوا النسور الخضر درسًا في فنون اللعبة وزاروا شباكه 3 مرات، محققين انتصارًا عريضًا لازال محفوراً في ذاكرة أنصار الكرة المصرية، وجاءت أهداف الفراعنة بأقدام أحمد حسن وعماد متعب ومحمد ناجي جدو.
عودة تاريخية أخرى للمنتخب المصري خلال تاريخ مشاركاته بأمم أفريقيا، ولكن هذه المرة ليس في مباراة من 90 دقيقة، بل خلال نسخة تمكن من التتويج بها ورسم البسمة على شفاه جماهيره العريضة، فنال الفراعنة هزيمة مفاجئة على يد نظيره السنغالي بلقاء الافتتاح لنسخة 1986 أمام 100 ألف مشجع من أنصار المنتخب المصري، في ظل استضافة القاهرة للحدث الكروي الكبير، لتفقد جماهير الكرة بالبلاد تحقيق منتخبنا الوطني للقب في ظل أداء متراجع ونتيجة ولا أسوأ مع ضربة البداية، ولكن لعنة الفراعنة تحل بجميع منافسيها في المباريات التالية، ويُسقط الفراعنة كلا من كوت ديفوار وموزمبيق بثنائية نظيفة بالدور الأول، ويحققون انتصاراً تاريخياً هو الأخير للفراعنة على حساب أسود الأطلسي منتخب المغرب حتى اللحظة الراهنة، بصاروخ طارهر أبوزيد في لقاء النصف نهائي، ثم يعانق أبناء النيل الأميرة السمراء على حساب أسود الكاميرون في المباراة النهائية بركلات الترجيح، عقب تعادل سلبي هو الأول من نوعه يحسم الشوطين الأصليين والإضافيين للنهائي القاري، ويرسم منتخبنا الوطني البسمة على شفاه عشاقة وتندلع الأفراح في شوارع وميادين مصر، ليكون التتويج باللقب بمثابة النموذج الحي للتحلي بالروح والعزيمة وعدم الاستسلام في عالم المستديرة.