أقام صنَّاع وأبطال فيلم «مولانا»، أمس الأول، عرضا خاصا للعمل بحضور عدد كبير من رجال السياسة والفن والأعمال والإعلام، فى مقدمتهم المهندس صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، والمهندس توفيق دياب، العضو المنتدب، وعمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والفنان الكبير عادل إمام، وشقيقه المنتج عصام إمام، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، منتج الفيلم، والإعلامى الكبير طارق نور، والدكتور محمد أبو الغار، والكاتب أحمد المسلمانى، مستشار رئيس الجمهورية السابق، والدكتور حسام عيسى، والإعلامية فريدة الشوباشى، ، والدكتور خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والزملاء عبد الله السناوى ومجدى الجلاد والكاتبين الصحفيين محمود مسلم وعماد الدين حسين، ومن أسرة الفيلم الكاتب الكبير إبراهيم عيسى، والفنانون عمرو سعد ودرة وريهام حجاج وأحمد الشامى وأحمد مجدى وصبرى فواز وحلمى فودة والمخرج مجدى أحمد على.
العرض الخاص كان أول لقاء يجمع الإعلامى طارق نور والكاتب إبراهيم عيسى بعد وقف برنامج «مع إبراهيم عيسى» على قناة القاهرة والناس، وحرصا على معانقة بعضهما والتصوير معا.
كما حرص على الحضور عائلة العدل، المنفذة لإنتاج الفيلم، وعلى رأسهم المنتج جمال العدل ومحمد العدل والكاتب مدحت العدل، حيث قاموا بتهنئة شقيقهم الأكبر رمزى العدل، الذى يقدم أولى تجاربه التمثيلية رغم تخرجه فى أكاديمية الفنون منذ سنوات طويلة.
كما حضر الفنان أحمد صلاح السعدنى والمخرجة ساندرا نشأت والمطرب أحمد سعد والأب بطرس دانيال ورانيا فريد شوقى والمخرج محمد سامى وزوجته مى عمر.
وبعد انتهاء العرض الخاص حرص الكاتب إبراهيم عيسى على مصافحة خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات، وقال له: «أشكرك بجد لإنك خليت الفيلم يخرج بالشكل ده.. بشكرك بجد».
وقال الفنان عمرو سعد، لـ«المصرى اليوم»، إنه شعر بالخوف من الفيلم عندما عرض عليه، مشيرًا إلى أن الحرف فى كل كلمة بالعمل مسؤولية كبيرة أخذها على عاتقه، لكنه يحمد الله على خروجه بهذا الشكل.
وأضاف «سعد»: «الفيلم لا ينتمى لشريحة اجتماعية أو تيار فكرى واحد، لكنه يقدم اشتباكا حقيقيا مع كل القضايا الشائكة فى الخطاب الدينى وعلاقته بالسياسة والمسيحية وكل ما يخص الإنسان حاليًا، فنحن فى حاجة لأن ندخل فى الموضوعات الشائكة بدون خوف أو تردد، لأننا لو لم نقدم هذه القضايا ستكون أزمة كبيرة، لأن مصر تحتاج لمئات الأعمال مثل (مولانا) لتصحيح الخطاب الدينى وفرض تأثيرهم على الناس، لكن فى النهاية نحن قدمنا الفيلم بإحساس حقيقى، لذلك من يقع تحت تأثيره حتى لو اختلف عليه سيدخل قلبه، لأننا قدمناه بمسؤولية حقيقية تجاه مجتمعنا، وهذه هى رسالة الفيلم للناس والجمهور».
وتابع: «أحمد الله على ردود الفعل القوية التى حققها الفيلم، سواء فى عرضه بمهرجان دبى أو هنا، فالعمل مع مجدى أحمد على أسعدنى، لأنه مفكر ومخرج كبير، أيضا العمل مع الأستاذ عظيم بحجم إبراهيم عيسى أسعدنى بشدة».
وقال الفنان أحمد مجدى: إن فيلم «مولانا» عمل استثنائى فيما يقدمه، شكلًا وموضوعًا، مشيرًا إلى أن أفكار وآراء الفيلم الدينية والسياسية التى قدمها إبراهيم عيسى ومجدى أحمد على كانت صريحة ومفاجئة.
وأضاف «مجدى»: أقدم دور شاب يريد أن يغير ديانته من الإسلام للمسيحية، ويقع ما بين رغبته فى عمل مشاكل حوله، ورغبته فى إثبات وجوده وما بين إيمانه الحقيقى، لذلك اعتبرها شخصية استثنائية فى حياتى، بها مرجعية، وهى شخصية نادرة، وأتمنى أن تكون الشخصية ملهمة.
وقال المخرج مجدى أحمد على: إن الفيلم يقدم دورا مهما فى استنهاض الهمم لدى المجتمع كله، مشيرًا إلى أن الفن أصبح دوره حاليًا كبيرا فى هذا الوقت، لذلك نحتاج لعشرات مثل فيلم «مولانا» لأجل التغيير.
وأضاف «مجدى»: «نحن الآن نحتاج لثورة حقيقية لدى المثقفين والمعلمين والأساتذة، ونحتاج لثورة فى السينما والمسرح والخطاب الدينى والثقافى العام، ونحتاج لحركة تنمية كبرى من أجل التخلص من الفقر، فالأهم من كل ذلك هو التعليم، لأننا لو شددنا الهمة على كل العجز الذى نعيشه سنبدأ فى التنمية الحقيقية والنهوض بالبلد».
وتابع: «إحساسنا بالعجز هو ما يقدمه الفيلم، فلو تخلصنا من هذا العجز الذى نعيشه سنبدأ على الفور فى تغيير واقعنا، فستجد أن إحساسنا بالعجز عن التغيير هو سبب التطرف والإدمان والجهل والعشوائية وكل الدمار الذى نعيشه، لذلك كان علينا أن نشتبك فى الفيلم مع أحداث حقيقية قوية».
وواصل: «أحيى الرقابة التى كنت أشك تماما فى أن الفيلم لن يمر كما قدمناه، لكنى سعيد بموقفها القوى والشجاع بعدم حذف أى مشهد أو لفظ من العمل، فأنا دائما محظوظ مع الرقابة المصرية، فدائما أقدم أفلامى بعيدًا عن الاستفزاز والابتذال، ولكنى أرصد وأقدم قضية آمنت بها، فى محاول لكسب الناس للفيلم، أن أجعلهم يؤمنون بهذه القضية التى أقدمها، لكن أصبحنا حاليًا بعيدًا عن الرقابة على المصنفات فى وضع أصعب، وهو الرقابة المجتمعية، فنحن حاليا فى وضع شرس وخطير، فكل شخص أصبح لديه هاجس وخوف وتوهم من أن الكل يحيط ويكيل به، فلو وجدنا شخصا يقوم بالتصوير فى مكان عام ستجد أن كل المجتمع تحول إلى مخبرين واتهم بالتجسس، لذلك أصبح لدينا سوء فهم للفن وللثقافة بشكل عام، وعلينا أن نغير معاملتنا الأخلاقية مع الفن، لذلك أرى أن الرقابة تحولت لذاتية أكبر منها حكومية».
وذكر أن الفيلم تطرق لقضايا شائكة عن المسيحية والتبشير والتنصير والسياسة، وقال: «أتوقع الاختلاف مع الناس وأن يروا الفيلم ويحبوه وأن يختلفوا معه، فأهلا بالاختلاف، ولكنى لا أريد أن يصل لما هو أبعد من الاختلاف، فدائما أنا على اقتناع بأن التغيير لن يأتى إلا إذا اختلفنا وقدم كل منا أفكارا تخدم ولا تهدم، ولكنى سأظل أسيرا فى هذا الطريق، وأتمنى أن يدفع فيلم (مولانا) آخرين للسير فيه».
وأضاف: حوار إبراهيم عيسى كان مكتوبا بالفصحى فى الرواية، لكن فى الفيلم كتبه بشكل لطيف وخفيف الظل، وكان هناك دمج بين أرواحنا، وكنا متفقين فى كل خطوط العمل، ولم يكن بيننا خلافات فى التوجه، فأنا وإبراهيم عيسى لدينا نفس الفكر العام والتوجه، وقدمناه الرواية فى الفيلم ببساطة وخفة ظل، لذلك أنا دائما على اقتناع بأن الأفكار الكبرى تمر بسلاسة وسهولة دون خطب وأشياء صعبة».