شيخ الأزهر لـ«شباب بورما»: لا توجد فتنة أضر على الناس من القتل باسم الدين

الطيب: مجلس الحكماء يعقد عليكم آمالا في غرس شجرة السلام
كتب: أحمد البحيري الثلاثاء 03-01-2017 16:27

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، أن أزمة «راخين» خطر محدق يهدد ميانمار، مضيفا أنه «لا توجد فتنة أضر على الناس من القتل والقتال باسم الدين والعرق.. فإرادة الله أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وألوانهم ولغاتهم وأعراقهم».

وقال الطيب، في كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات الجولة الأولى من «ملتقى شباب بورما للحوار من أجل السلام»، الثلاثاء، إن مفهوم الأقليات البائس ينتهي دائما بسفك الدماء وتشريد الأبرياء.

وأعرب شيخ الأزهر عن أمله في أن يجعل الله تعالى العام الجديد سعيدا حافلا بالسلام والأمان للعالم كله، وأن يجعل منه عام حقن للدماء وإطفاء نيران الحروب.

وخاطب الطيب الحضور من أبناء ميانمار قائلا: «لستم أيها الإخوة والأبناء من شعب ميانمار، بحاجة إلى الحديث عن الخطر الماحق الذي يتهدد أوطانكم، بسبب الأزمة الغريبة التي تدور رحاها في ولاية راخين، والتي تفقد كل مبررات بواعثها الدينية والإنسانية والحضارية.

وأشار شيخ الأزهر إلى أنه لا يوجد برهان أكبر من هذه الشهادة التي تفتح باب الإخاء الإنساني بين العباد إلى الأبد، وهي قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾، موضحا أن تقديم الكافر على المؤمن دليل على أن الكفر هو الأغلب على الناس والأكثر فيهم، ويجب أن نعلم أن الحكمة الإلهية تتعالى عن أن يخلق الله الكافرين ثم يأمر المؤمنين بقتلهم واستئصال شأفتهم، فهذا عبث يزري بحكمة المخلوق فضلا عن حكمة الخالق.

وتابع الطيب: «أيها الشباب البورمي، إن حكمة البوذية والهندوسية والمسيحية والإسلام، التي تزخر بها أرضكم، تناديكم صباح مساء لا تقتلوا ولا تسرقوا ولا تكذبوا والزموا العفَّة ولا تشربوا المسكرات»، مضيفا: «البوذية تعاليم إنسانية وأخلاقية في المقام الأول، وبوذا الحكيم الصامت من أكبر الشخصيات في تاريخ الإنسانية، ومن أبرز صفاته الهدوء والعقلانية وشدة الحنان والعطف والمودة، وكبار مؤرخي الأديان في العالم يصفون تعاليمه بأنها (تعاليم الرحمة غير المتناهية)، وأن صاحبها كان وديعا مسالما غير متكبر ولا متشامخ، ووصاياه تدور على المحبة والإحسان للآخرين».

وأضاف: «مجلس الحكماء يعقد عليكم آمالا في أن تبدأوا غرس شجرة السلام التي تظلل مواطني راخين ومواطني بورما أجمعهم، ونشر ثقافة المواطنة، حتى تقضوا على مفهوم الأقليات وما يجره من إقصاء وتهميش، ينتهي دائما بسفك الدماء وتشريد الأبرياء».

ودعا الطيب شعب ميانمار إلى نزع فتيل الحقد والكراهية، مؤكدا أنه لا سبيل إلى ذلك إلّا بالتطبيق الحاسم لمبدأ المواطنة الكاملة والمساواة التامة بين أبناء الشعب الواحد، بغض النظر عن الدين أو العرق.

وأشار إلى أن مجلس حكماء المسلمين على استعداد دائم لتقديم كل أوجه التعاون والدعم لترسيخ هذه المبادئ، وتقديم تجربة بيت العائلة المصري، الذي يضم المسلمين والمسيحيين من شعب مصر، والذي نجح في فترة قصيرة أن يرسخ مفهوم المواطنة الكاملة والعيش المشترك.

واختتم شيخ الأزهر كلمته، قائلا: «أتمنى أن يكون لقاؤنا خطوة أولى للقاءات قادمة على طريق صنع سلام عادل ودائم من أجل ميانمار».