قارنت صحيفة «التليجراف» البريطانية بين سقوط العقيد الليبي معمر القذافى وسقوط نظرائه في دول الربيع العربي.. واصفة الثورة في ليبيا بأنها «الثورة الحقيقية الأولى في الربيع العربي».
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر أهمية - وعلى النقيض من تلك الدول أو أي دولة أخرى في الربيع العربي - تعتبر ليبيا هي الثورة الحقيقية الأولى، ففي البحرين وسوريا واليمن فشلت المحاولات الثورية حتى الآن تماما، وفي تونس ومصر يوجد تغيير في القمة، لكن هياكل السلطة الأساسية للنظام والبيروقراطية مازالت فاعلة.
وأضافت في ليبيا ذهب كل شيء وذلك في جزء منه، لأن القذافي ضمن عدم وجود شيء أكثر هناك بغض النظر عن نفسه وعائلته في المقام الأول.
وقالت: «إنه حتى قبل الانتفاضة لم يكن لدى ليبيا برلمان أو قيادة عسكرية موحدة أو أحزاب سياسية»، مشيرة إلى قول القذافي في خطاب تليفزيوني عند بدء اندلاع الانتفاضة في أواخر فبراير الماضى «هذه هي دولتي.. معمر ليس بالرئيس الذي يترك منصبه.. هو زعيم الثورة حتى النهاية».
وقارنت بين سقوط القذافي ونظيره العراقي صدام حسين، وقالت الصحيفة، في مقال نشرته في عددها الصادر الأحد على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت: «إنه رغم الفوضى وإراقة الدماء التي تعم طرابلس سوف يثبت سقوط القذافي أنه أكثر تنظيما عن سقوط صدام».
وأضافت: «إن الاختلاف يبدو أكبر من مجرد التشابه، ففي بغداد في 2003 لم يستغرق انهيار المدينة إلى حالة من النهب والفوضى أقل من 24 ساعة، وهي الحالة التي لم تتعاف منها حتى الآن».
واستطردت الصحيفة: «إنه في طرابلس - مع كل مظاهر الخوف والموت - تسير الأمور حتى هذه اللحظة على نحو منظم بشكل لافت للنظر، فرغم السيارات والدبابات المحترقة والمتاريس والحجارة والأثاث المكتبي الملقى في الشوارع، فإنه على بعد مسافات قليلة توجد نقاط تفتيش بها مقاتلون ثوار يتحلون بروح الود والأدب، وإنه بعد خمسة أيام من سقوط معظم المدينة ليس ثمة أعمال نهب كثيرة أو لا توجد على الإطلاق».
ولفتت الصحيفة إلى أن الشوارع خالية في غالب الأمر، إلا أن بعض المتاجر آخذة في فتح أبوابها، وأن الكهرباء انقطعت لعدة ساعات قليلة ليلة الجمعة، إلا أنها عادت في وسط طرابلس على الأقل، فيما تعمل الهواتف وعادت شرطة المرور إلى الظهور .
وأشارت الصحيفة إلى أنه على النقيض من العراق، لم يكن الأمر في ليبيا تغيير نظام فرض من الخارج أو فرض من خلال جيش احتلال، وأن الثورة كان يمكن أن تفشل بدون مساعدة «الناتو»، إلا أنها جاءت بمبادرة من الليبيين أنفسهم الذين خاضوها على أرض الواقع .
ونوهت صحيفة «التليجراف» البريطانية في تحليلها إلى أن ليبيا ليس لديها انقسامات طائفية أو دينية كالتي ابتليت بها العراق.
ورجحت الصحيفة ألا تعاني ليبيا من مشاكل كثيرة مع جيرانها على النقيض من بغداد أو كابول، لأنه يجاورها دول حميدة مثل تونس ومصر، اللتين تخوضان نضالا لتحقيق الديمقراطية.
واختتمت الصحيفة تعليقها بأن نقلت عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى لم تذكر هويته قوله إن «المجلس الانتقالى الوطني الليبي لديه الكثير من خطط العمل الجيدة على الورق، إلا أن ترجمتها إلى التطبيق العملي لم ير بعد، خاصة في الفترة الأولية»
مضيفا بقوله: «الشعب الليبي يشعر حاليا بسعادة وفخر، لأنه تخلص من القذافي، لكن في الأسابيع المقبلة سوف يتطلب الأمر شيئا أكثر من مشاعر الفخر».