شن أعضاء لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب هجوما حادًا على زيارة مسؤوليين سعوديين وقطريين لأثيوبيا مؤخرًا واعتبروها اساءة لملف سد النهضة، ووصفها آخرين بأنها لا قيمة لها، وانتقدوا أداء وزارة الرى في ملف سد النهضة.
وقال النائب حاتم باشات إن زيارة السعودية لأثيوبيا ليس لها قيمة، مشيرا إلى أن الأمر متعلق باستثماراتهما هناك.
وأضاف أن دخول السعودية في عمق المشكلة مع مصر أمر مستبعد لأنها تعلم مدى نتائج تورطها على المدى البعيد مع مصر، وأن الأمر لا يتعدى مجرد موقف تسجله، أما قطر فزيارتها تضيء الضوء الأحمر، على حد قوله.
وتابع أنه لابد من عقد لقاءات فردية مع السفراء الأفارقة بعيدا عن اللقاء الجماعي الذي تنوي اللجنة عقده، مشيرًا إلى أن بعض السفراء الأفارقة يجهلون طبيعة المشكلة ولا يعلمون عنها الكثير.
واعترض «باشات» على عقد جلسة استماع لخبراء في الري حول أزمة سد النهضة وقال إن هذه مهاترات لا داعي للدخول فيها لان الشارع المصري لا يحتمل إحباطات جديدة، وقد يكون لذلك اثر على اللجنة الفنية التي تقوم بالتفاوض مع إثيوبيا.
ومن جانبه قال النائب مصطفى الجندي، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، إن مصر قدمت كل شيء للإبقاء على علاقتها تاريخية مع إثيوبيا، وأن مصر لديها مليار و٢٠٠ مليون دولار استثمارات في إثيوبيا.
وعن زيارة مسؤولين قطريين وسعودييين لأثيوبيا، كشف «الجندي» عن أن وزير الخارجية، أكد للنواب عدم وجود أي معلومات بشأن تمويل سد النهضة من جانبهم، مؤكدا أن هناك علاقات بين قطر والسعودية وإثيوبيا في قطاعات الزراعة والصناعة.
وتعليقا على ما وصفه الأعضاء سوء أداء وزير الري قال رئيس اللجنة «الأمر في أيدينا لو وزير مش عاجبنا ومش شايف شغله نشيله من منصبه»، لافتا إلى أن اللجنة ستدعو عددًا من المسؤولين عن هذا الملف، كما أن اللجنة ستطلب عقد لقاء مع رئيس الجمهورية لبحث آليات التحرك لحل الأزمة.
وأشار إلى أن اللجنة سيكون لها دور في استغلال بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم والتي سيشارك فيها منتخب مصر في الجابون.
وأوضح خلال اجتماع اللجنة الإثنين لمناقشة ملف سد النهضة الإثيوبي، أن ما سبق وقام به اللاعب محمد أبوتريكة، من التعاطف مع غزة في إحدى المباريات كان له مردود إيجابي كبير.
وأكد أن اللجنة ستتواصل مع وزير الشباب والرياضة وشركة مصر للطيران، من أجل الترتيب لمشاركة اللجنة، وكذلك لقاء اللاعبين وسبل استغلال المباريات التي ستشارك فيها مصر من اجل تقوية العلاقات بين مصر ودول القارة الأفريقية.
جاء ذلك ردًا على مقترح النائب سعيد حساسين، عضو اللجنة، الذي أكد أن منتخب مصر سيشارك في البطولة بالجابون، مطالبا بعقد لقاءات مع اللاعبين من أجل تعريفهم بكيفية التعامل مع الأفارقة، وكذلك من الممكن استغلال الفرحة بالأهداف بشكل معين لتوصيل رسالة قوية للعلاقات بين مصر وأفريقيا.
وقال النائب محمد الحشاش إن ظهور السعودية في المشهد الاثيوبى امر يثير القلق، وتساءل: «هل ما يحدث تغير في سياسة الملك الراحل عبدالله وطرح وجهة نظر جديدة للملك سلمان؟».
وقال النائب كمال أحمد، إن مصر خسرت كنزين كانا يستخدمان في أفريقيا وهما المصالح والأفارقة الذين تعلموا في مصر وأصبحوا مسؤولين الآن، وأضاف أن «سد النهضة أصبح أمرا واقعًا والخطر الحقيقي لم يأت بعد، إنما سيكون في المستقبل، وهو ما يدفعنا إلى أن نضغط من أجل مصالحنا، وأن نبحث عن بديل»، وذكر أن الضغوط التي تمارسها السودان على مصر من أجل حلايب وشلاتين.
وتابع قائلا إن ما يحدث من قطر والسعودية في زيارتهما الأخيرة لأثيوبيا هو كيد نسا ويعطي قوة للمفاوض الإثيوبي، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن السعودية كان لها رغبة في دخول الجيش المصري لليمن ورغم أن المصريين يضحون بالدماء ولا يضحون بالريالات، إلا أن الجميع نسى ان لنا تجربة مريرة في اليمن، ونحن ممكن ان ندافع عن الاراضى المقدسة ولكن لن نشارك في حرب مذهبية سببها شعور السعودية بخطر ايران الذي يخنقها من كل جانب.
وقال النائب فؤاد حسب ان زيارة السعودية لاثيوبيا متعلقة باتفاقية تيران وصنافير التي وصلت لمجلس النواب مؤخرًا، وأكد على ضرورة وضع توقيت الزيارة في الاعتبار.
وطالب هشام مجدى وكيل اللجنة رئيس الجمهورية بإقالة الحكومة، قائلا: «تأكدنا اليوم أن هذه الحكومة ليست مصرية بل تعمل ضد المصلحة المصرية».
وأشار إلى ضرورة عقد لقاء بين اللجنة والرئيس للاتفاق على ضرورة وجود إرادة سياسية وقرار سيادي يوجه للحكومة لتكون في عمق القارة الأفريقية.