اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الأحد، بتصاعد الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة، ومقتل جندي وإصابة 4 آخرين من الجيش الإسرائيلي بنيران مقاتلين فلسطينيين، بالإضافة إلى إصابة 4 عمال أجانب جراء إطلاق قذيفة فلسطينية سقطت على أحد الحقول التي يعملون بها، الأمر الذي أرجعته «هاآرتس» إلى خلل في المنظومة الصاروخية الإسرائيلية، بينما اهتمت «معاريف» بتصريحات قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي «طل روسو» الذي قال إن السبب في سقوط إصابات هو أن منظومة الردع الإسرائيلية غير مجهزة لرصد قذائف الهاون، بينما اهتمت «يديعوت أحرونوت» بدعوة 150 أكاديمياً إسرائيلياً لمقاطعة مركز جامعي إسرائيلي لإقامته فوق أرض محتلة.
«هاآرتس»
قالت صحيفة «هاآرتس» إن الإدارة الأمريكية «تبذل جهداً إضافياً لاستئناف المسيرة السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين»، وأضافت أن «مستشار رئيس الوزراء، «يتسحاق مولخو»، سيسافر هذا الأسبوع لواشنطن لمحادثات من أجل استئناف المفاوضات، وفي نفس الوقت سيتواجد ممثل فلسطيني في محادثات أخرى مع الأمريكيين».
وقالت الصحيفة إن «دينيس روس»، الذي وصفته الصحيفة بالمستشار البارز للرئيس الأمريكي، زار في نهاية الأسبوع الماضي إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتقى يوم الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، واتفق معه على أن يصل «مولخو» لواشنطن، بالإضافة لمسؤول فلسطيني، سيكون على ما يبدو رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات.
وأشارت «هاآرتس» إلى أنه من غير المتوقع أن يلتقي «مولخو» والمسؤول الفلسطيني، وتابعت «سيقيمان محادثات منفصلة مع الأمريكيين في محاولة للوصول إلى صيغة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين، وفي هذا السياق يرفض الفلسطينيون استئناف المفاوضات طالما أن إسرائيل لم تستأنف تجميد البناء في الاستيطان».
من ناحية أخرى، اهتمت «هاآرتس» بتصاعد الأوضاع على الحدود مع قطاع غزة، وأشارت الصحيفة إلى إصابة 4 جنود إسرائيليين جراء ملاحقة خلية فلسطينية، بالإضافة إلى مقتل الرقيب أول «نداف روتينبرج»، في نفس الحادث بسبب ما قالت عنه الصحيفة بأنه خلل في منظومة إطلاق القذائف الإسرائيلية، كما أشارت الصحيفة إلى إصابة 4 عمال تايلانديين السبت، بإصابات متوسطة وبسيطة، جراء سقوط قذيفة فلسطينية على أحد الكيبوتسات في مدينة «شاعار هانيجيف»، وقالت «هاآرتس» إن الجيش الإسرائيلي قد يرد بمهاجمة أهداف لحركة حماس في قطاع غزة.
«معاريف»
أما صحيفة «معاريف»، وفي نفس السياق، فقد أبرزت تصريحاً لقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي «طل روسو»، قال فيه إن «الجيش الإسرائيلي سيصل إلى كل المسؤولين عن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة»، تصريح «روسو» جاء أثناء جولة له في المكان الذي سقطت فيه ظهر أمس قذيفة أسفرت عن إصابة 4 عمال في حقول أحد الكيبوتسات جنوب إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن «روسو» أضاف أن السبب في اشتعال الأوضاع في الجنوب نابع من أن حماس لم تنجح في منع المنظمات الإرهابية الأخرى من إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون ضد إسرائيل، وتابعت: «سكان المنطقة سمعوا من قائد المنطقة الجنوبية، أن أحد أسباب سقوط إصابات في الأرواح أمس أنه لا يوجد هناك منظومة ردع ضد قذائف الهاون، كما نقلت «معاريف» عن «روسو» قوله: «سنبذل قصارى جهدنا لتطوير وسائل حديثة لتحديد قذائف الهاون».
من ناحية أخرى، تابعت «معاريف» قضية «النسر الإسرائيلي» التي كانت قد نشرت تفاصيلها في نهاية الأسبوع الماضي، وهو النسر الذي تم إمساكه في السعودية واتهام إسرائيل باستخدامه في التجسس عبر جهاز صغير تم تعليقه في قدمه، قالت إسرائيل إنه ليس إلا جهاز جي بي إس.
واهتمت الصحيفة بتصريحات الأمير بندر بن سعود، الأمين العام للهيئة الوطنية للحياة الفطرية السعودية، التي أكد فيها عدم صحة التقارير التي تحدثت عن أن النسر يتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، وقال الأمير بندر إن الجهاز المثبت على قدمي النسر يستخدم لتتبع الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية، وأعلن أن النسر سيتم إطلاقه من جديد، وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن مدير مركز رصد الطيور المهاجرة الإسرائيلي أعرب عن سعادته لقرار الأمير بندر إعادة إطلاق النسر، مؤكداً أن هذه الخطوة ستساهم في أبحاث هجرة الطيورة المهددة بالانقراض.
«يديعوت أحرونوت»
قالت «يديعوت أحرونوت» إن 150 أكاديمياً إسرائيلياً بارزاً وقعوا على وثيقة تطالب بمقاطعة المركز الجامعي الإسرائيلي في مستوطنة «أرئيل»، وذلك بسبب قيام المركز على أرض فلسطينية محتلة، وقالت الصحيفة إن وزير التعليم الإسرائيلي «جدعون ساعر» وصف الوثيقة بأنها «خطوة استفزازية لا معنى لها حيث لا يعمل الموقعون عليها في المركز الأكاديمي».
كما قالت الصحيفة إن رئيس لجنة التعليم بالكنيست «أليكس ميلر»، من حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يتزعمه وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» اعتبر أن الوثيقة «جزء من الحرب الشعواء التي يشنها أكاديميون إسرائيليون ضد الجامعات الإسرائيلية»، ووصف «ميلر» الوثيقة بأنها «عار على جبين موقعيها».
وعن الاعترافات المتتالية لدول أمريكا اللاتينية بدولة فلسطينية على حدود 67، قالت «يديعوت أحرونوت» إن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً قلل، السبت، من اعتراف تشيلي بالدولة الفلسطينية، واصفاً هذا الاعتراف بأنه «خطوة عديمة الجدوى لن تغير شيئاً، ولن تساهم في دفع عملية السلام، ولن تشجع الفلسطينيين على استئناف المفاوضات مع إسرائيل».
وقالت الصحيفة إن اعتراف تشيلي بالدولة الفلسطينية يأتي بعد اعتراف عدد من الدول الأمريكية اللاتينية هي البرازيل، الأرجنتين، بوليفيا، والإكوادور، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شكر نظيره التشيلي «سبستيان بانيرا» على هذه الخطوة، ورحب بزيارته إلى المنطقة في مارس المقبل، كما اهتمت الصحيفة بالترحيب المصري بالإعلان التشيلي، ودعوة المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي، الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
وفي حوار نشرته «يديعوت أحرونوت» مع وزير الداخلية الإسرائيلي، «إيلي يشاي»، رئيس كتلة «شاس» البرلمانية في الكنيست، أبدى «يشاي» اعتراضه على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» التي سيطرحها ، الأحد، على مجلس الوزراء الإسرائيلي، التي تقترح تخصيص 700 مليون شيكل لتمويل أنشطة أجهزة الإطفاء الإسرائيلية، على أن يتم تخصيص نصف المبلغ للاستعدادات لمواجهة حالات الطوارئ، والنصف الآخر لتشكيل سرب من طائرات الإطفاء، كما ربط «نتنياهو» تحويل الأموال بعمل إصلاحات في جهاز الإطفاء، وهو ما رفضه «يشاي» الذي أعلن أنه سيتقدم باقتراح آخر، لا يشترط تحويل الأموال بإجراء إصلاحات ولا يشمل سربا جويا للإطفاء، واتهم «يشاي» اقتراح «نتنياهو» بأنه يعرض حياة مواطني إسرائيل للخطر.
وتأتي هذه المناقشات في أعقاب كارثة حريق الكرمل، وهو الحريق الأكبر الذي شهدته إسرائيل طوال تاريخها، والذي فتح الفشل الإسرائيلي في إخماده الباب أمام النقاش حول أهمية تطوير أجهزة المطافئ الإسرائيلية.