مفتي تونس يدعو «الأفاضل» لعدم الصلاة على «المنتحرين»

كتب: الألمانية د.ب.أ السبت 08-01-2011 16:07

 

دعا مفتي تونس التي شهدت في الفترة الأخيرة حالات انتحار حرقا- إلى عدم الصلاة على المنتحر «استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره».

وقال الشيخ عثمان بطيخ، مفتي تونس، في تصريحات نشرتها السبت جريدة «الصباح» التونسية على موقعها في شبكة الإنترنت- إن «الانتحار ومحاولته جريمة وكبيرة من الكبائر، ولا فرق شرعا بين من يتعمد قتل نفسه أو قتل غيره».

وأضاف: «سيان أكان القتل بسم أو بسلاح أو بحرق أو بغرق، فكله عمل شنيع، ومحاولة ذلك جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، والمنتحر مرتكب كبيرة وليس بكافر، فيغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ولا يصلي عليه الأفاضل من الناس استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره».

وتابع أنه «على المرء أن يكون عاقلا مسيطرا على انفعالاته متغلبا على الصعاب بالصبر والجد والاجتهاد، ولا يستنكف من أن يعمل أي عمل شريف لئلا يكون عالة على غيره، وعلى المرء ألا تهزه العواطف والأقاويل المغرضة، والتعاطف مع ضعفاء الحال لا يكون بالبكاء والصراخ وإنما بتقديم المساعدات المادية لهم.»

وأضاف: «ولو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم ووزعوها بالعدل على المناطق الأكثر احتياجا وفقرا، لكان خيرا لهم ولغيرهم».

وكانت احتجاجات اجتماعية واسعة  اندلعت يوم 18 ديسمبر 2010 في عدة مدن بولاية سيدي بوزيد بعد إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه احتجاجا على تعرضه للصفع على يد شرطية منعته من بيع الخضر والفاكهة دون ترخيص من البلدية.

وسكب الشاب الجامعي محمد البوعزيزي ( 26 سنة) البنزين على جسمه وأضرم النار في نفسه أمام مقر بلدية سيدي بوزيد في 17 ديسمبر 2010، ، ثم توفى مساء الثلاثاء الماضي بعد صراع مع الموت بأحد المستشفيات.

وفجرت الحادثة موجة احتجاجات اجتماعية لاتزال مستمرة بعد أن امتدت إلى عدة ولايات أخرى في البلاد، ويندد المحتجون بـما يسمونه «تردي ظروف المعيشة وتفشي البطالة والفساد».

وأقدم عدد من الأشخاص، أغلبهم من العاطلين، عن العمل على إحراق أنفسهم­ في وقت لاحق­ بنفس طريقة البوعزيزي.