بكاء كريستيانو رونالدو من أبرز مشاهد أمم أوروبا في 2016

كتب: الألمانية د.ب.أ الخميس 29-12-2016 12:05

الاستقبال التاريخي للمنتخب الأيسلندي ونهاية سيطرة المنتخب الأسباني على الكرة الأوروبية والكارثة الجديدة للكرة الإنجليزية في المحافل الدولية وأغنية كرة القدم الشهيرة «ويل جريجز أون فاير» للجماهير الأيرلندية، كانت هذه هي أبرز أحداث أول بطولة كأس أمم أوروبية كبرى.

ولكن لم يكن أي منها يضاهي مشهد اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو وهو يبكي حزينا ثم فرحا في فترة لم تتجاوز الساعتين خلال نهائي البطولة الأوروبية، التي توجت البرتغال بلقبها.


وتوج نجم ريال مدريد مشواره الكروي الكبير بالمجد في ليلة العاشر من يوليو الماضي على ملعب «ستاد دو فرانس»، عندما رفع في سماء العاصمة الفرنسية باريس كأس اللقب القاري الأول للبرتغال في تاريخها.


وكان الهدف، الذي سجله إيدر لاعب البرتغال من تصويبة صاروخية في الدقيقة 109 من المباراة النهائية أمام فرنسا هو الهدف الختامي لهذه البطولة، التي كما شهدت تألق الرياضيين على أرض الملعب شهدت أيضا ضلوع الجماهير المتشددة في إثارة الفوضى في المدرجات وفي شوارع العاصمة الفرنسية.


وقال رونالدو عقب تلك المباراة، التي اضطر إلى مغادرتها في الدقيقة 25 محمولا على محفة طبية «نقالة»، بسبب إصابته بالتواء في الركبة: «لطالما قلت إنني أرغب في الفوز بشيء مع البرتغال لأدخل التاريخ ولقد حققت هذا، فزت بكل شيء على مستوى الأندية، ولكن كان ينقصني شيء مع المنتخب».


وبما إنه لم يتمكن من تقديم خدماته داخل الملعب في تلك الليلة، حاول القيام بهذا الأمر من على مقاعد البدلاء، حيث شوهد عدة مرات وهو يعطي التعليمات للاعبين أكثر مما يفعل مدرب المنتخب البرتغالي، فيرناندو سانتوس.


وكادت البرتغال أن تودع أمم أوروبا من الدور الأول، ولكنها استفادت من النظام الجديد للبطولة، الذي وضعه الفرنسي ميشيل بلاتيني، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، وتأهلت إلى دور الستة عشر، ضمن أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث.


وشاركت ألمانيا في «يورو 2016» كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب، وسعت في فرنسا إلى استكمال مجدها بعد التتويج بلقب مونديال البرازيل 2014، إلا إن أحلامها تحطمت في الدور قبل النهائي على صخرة المنتخب المضيف (فرنسا)، الذي كان أكثر فاعلية وجاهزية بقيادة المهاجم أنتوني جريزمان، الذي توج بلقب هداف البطولة.
وكما كان الحال مع ألمانيا، لم تكن البطولة الأوروبية الأخيرة فأل خير أيضا للمنتخب الأسباني، حامل اللقب، الذي وضع نهاية لعصره الذهبي، بعد سقوطه المفاجئ أمام نظيره الإيطالي بقيادة المدرب الوطني أنطونيو كونتي، في دور الستة عشر.


ومع انتهاء العصر الذهبي للمنتخب الأسباني، جاءت أيضا نهاية مدربه فيسنتي دل بوسكي، الذي آثر الابتعاد عن فريق بدأ مرحلة تجديد الدماء. واستقل المنتخب الإنجليزي طائرة العودة لبلاده أيضا قبل الموعد المتوقع، إلا أن هذا الأمر لم يكن مفاجئا على الإطلاق، فقد خرج هذه المرة من دور الستة عشر على يد المنتخب الأيسلندي، وهو الفريق، الذي نال تعاطف العالم أجمع، بفضل الروح المرحة والودودة للاعبيه، الذين يتمتعون بلطف كبير رغم مظهرهم الخشن.


ولم تكن أيسلندا المنتخب الوحيد، الذي تحدى المنطق، بل كانت ويلز أيضا مع جاريث بيل على موعد مع التألق، بالإضافة إلى منتخبات أيرلندا والمجر وأيرلندا الشمالية، التي لم يكن لها أي دور يذكر في النسخ السابقة من البطولة، ولكنهم هذه المرة تمكنوا من إدهاش العالم وظلوا لوقت أطول من المتوقع على الأراضي الفرنسية.


واستطاعت هذه المنتخبات، المصنفة كفرق من الصف الثاني، استنساخ الشفرة الجينية للفرق الكبرى، ودججت نفسها بأسلحة الانضباط التكتيكي وروح الفريق.
بيد أن هذا الأمر تسبب في وجود الكثير من مباريات البطولة بدون فرص تذكر وأهداف قليلة، بما فيها مباراة دور الستة عشر بين البرتغال وكرواتيا، التي لم تسجل طوال 90 دقيقة أي تسديدة على المرمى من الطرفين ،وسجلت منتخبات البطولة 108 أهداف في 51 مباراة.


وكان منتخبا ألبانيا وتركيا أبرز الخاسرين في النظام الجديد للبطولة الأوروبية، بعد أن اضطرا للانتظار عدة أيام لحسم حسابات التأهل في المجموعات، على أمل الصعود إلى دور الستة عشر ضمن أفضل منتخبات صاحبة المركز الثالث.


ويبدو أن الاحتمالات بالنسبة لبطولة «يورو 2020» لن تكون أفضل في رأي الكثيرين، فمن المقرر أن تستقبل البطولة من جديد 24 فريقا، لتدخل مرة أخرى في دوامة الحسابات مع انطلاق مباريات الجولة الأخيرة من دور المجموعات لتحديد المنتخبات المتأهلة إلى الدور الثاني.


ولكي تزداد الأمور تعقيدا سيكون على المنتخبات المشاركة في «يورو 2020» القادمة قطع كيلومترات طويلة بالطائرات، كون البطولة سيتم تنظيمها في 13 مدينة مختلفة.