منير فخرى عبدالنور وزير التجارة والصناعة الأسبق لـ«المصري اليوم»: تفكيك جبهة الإنقاذ«خطأ» و..شعارات الحكومة «لا تسمن من جوع» «2-2»

السفيرة الأمريكية سألتنى عن 30 يونيو فأخبرتها أن الملايين سيخرجون ضد مرسى فقالت: «أنتم تحلمون»
كتب: طارق صلاح الأربعاء 28-12-2016 21:56

قال منير فخرى عبدالنور، وزيرالسياحة والاستثمار والتجارة والصناعة الأسبق، إنه كان هناك منافسات بين رموز جبهة الإنقاذ، فى بداية نشأتها لمقاومة نظام الإخوان الذى أضر بالبلاد. وأضاف «عبدالنور» فى الجزء الثانى من حواره لـ«المصرى اليوم» أن أمريكا والاتحاد الأوروبى حاولا بشتى الطرق الإبقاء على مرسى رئيسا، إلا أنه تم رفض تدخلاتهم فى الشأن الداخلى، لافتا إلى أن اجتماعات الجبهة شهدت خلافات كثيرة، وأن المصريين الأحرار والوفد من أكثر الجهات الداعمة لها.

وشدد على أنه جمع تبرعات لقيادات تمرد وسلمها لهم، مشيرا إلى أن الكاتب الكبير وحيد حامد سلمه 10 آلاف جنيه لدعم الحركة. ورأى «عبدالنور» أنه لو قدر لجبهة الإنقاذ أن تستمر لكانت كفيلة بحل كثير من المشاكل المتفاقمة، ومنها إزالة الاحتقان الموجود بين الشباب خاصة المسجونين، مطالبا الحكومة بضرورة التواجد فى الشارع لتوضيح الأمور للمواطنين وطمأنتهم بشكل عملى بدلا مما وصفه بالشعارات والخطابات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

■ استكمالاً لحديثنا فى الجزء الأول من الحوار عن السياحة والصناعة.. هل تتوقع طفرة فى هذين المجالين فى الفترة المقبلة؟

-بالنسبة للسياحة أذكرك أنه فى سنة 2010 زار مصر ما يقرب من ١٥ مليون سائح وكان الإيراد الإجمالى للقطاع ١٢,٥ مليار دولار، وأنا على ثقة أنه إذا أحسنا التخطيط نستطيع جذب أكثر من 20 مليون سائح سنوياً بما يحقق دخلاً لا يقل عن 20 مليار دولار، أخذاً فى الاعتبار البنية الأساسية التى تمتلكها مصر من السياحة، وهذا هو أمل مصر للخروج من الأزمة التى نعيشها فى الأجل القصير.

وفيما يخص الصناعة أتوقع أن تشهد عدة قطاعات نمواً ملحوظاً فى الأجل المتوسط منها قطاع الأسمدة الأزوتية والفوسفاتية، فالأولى ستستفيد من زيادة إنتاج الغاز الطبيعى والثانية من إنتاج الفوسفات، بعد استغلال مناجم الصحراء الغربية وأسوان. كما أتوقع أن ينمو مجال صناعة مكونات وتجميع السيارات فى ظل الاستراتيجية التى رسمناها وتقوم على منح حوافز لرفع نسبة المكون المحلى فى السيارات المجمعة وزيادة صادراتها وستنتعش القطاعات الصناعية المصدرة مثل الصناعات الغذائية والهندسية، من ثلاجات وأفران منزلية وتليفزيونات، وقطاع الجلود وصناعة الأثاث وستتمكن من الدخول فى أسواق جديدة.

■ من وجهة نظركم هل الحكومة قادرة على التصدى لتحديات المرحلة الحرجة؟

- دعنا نتفق أن الظروف الحالية صعبة والتحديات كبيرة وأعتقد أن جميع الوزراء يحاولون بذل جهد فائق لكن عليهم النزول إلى الشارع والاحتكاك به وبالأمانة ما كان يميز المهندس إبراهيم محلب الذى كان مثالا للجهد والحركة تواجده المستمر فى الشارع وهو ما تتطلبه المرحلة الحالية وأتمنى أن يصبح الدكتور شريف إسماعيل مثل سلفه بعيدا عن الشعارات والخطب التى ولاتسمن ولا تغنى من جوع وعموما فإن الكوادر والشخصيات القادرة على التفاعل مع الناس بصدق وشفافية وإقناع من الأهمية تواجدها.

■ هل بمقدور الحكومة اتخاذ قرارات من تلقاء نفسها دون الرجوع لرئيس الجمهورية؟

- رئيس الجمهورية، رئيس السلطة التنفيذية وفقاً لأحكام الدستور لذلك الحوار بينه وبين الحكومة حوار مستمر لوضع الخطط وميزانية الدولة ورسم السياسات وهو أمر طبيعى وواجب، لذلك تجده يتابع كل كبيرة وصغيرة ويلتقى مجلس الوزراء أو المجموعات الوزارية المختلفة أو وزراء بعينهم بشكل يومى تقريباً وهناك من ناحية أخرى أمور تنفيذية لا يحتاج الرجوع فيها إلى رئيس الجمهورية.

■ بمناسبة الحديث عن الكوادر شغلت موقع الأمين العام لجبهة الإنقاذ أين هى الآن؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- للأسف انفض هذا الائتلاف الذى ضم كل القوى السياسية المدنية فى مواجهة المد الإخوانى وكان قد تشكل بتلقائية غريبة دون ترتيب مساء يوم نشر الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس الأسبق محمد مرسى وأراد من خلاله احتلال كل السلطات ولذلك تجمعت رموز سياسية ورؤساء الأحزاب والقيادات المدنية والمهتمون بالشأن العام فى حزب الوفد، لرفض هذا الإعلان والاتفاق على مقاومة نظام الإخوان وإسقاطه وبدأنا نلتقى يومياً مابين الوفد ومقر المصريين الأحرار بالزمالك واتخذت الجبهة شكلاً مؤسسياً، حيث تم اختيار الدكتور محمد البرادعى منسقاً عاماً للجبهة والدكتور أحمد البرعى أميناً عاماً لها، ثم فى شهر يناير 2013 ولتفادى الاحتكاكات التى تكررت كثيرا بين الدكتور البرعى والسيد عمرو موسى قاموا بإلقاء هذه المسؤولية على عاتقى وقد أبلينا بلاءً حسناً، فنظمنا مظاهرات كانت تجوب شوارع القاهرة والإسكندرية وبعض عواصم المحافظات كل يوم جمعة تهتف «يسقط يسقط حكم المرشد»، ودعونا لمقاطعة نظام الإخوان الذى سعى إلى اختراق كافة مفاصل الدولة من خلال أعضاء تنظيمه ومريديه ولا شك أننا ساهمنا بقدر كبير فى التمهيد لمظاهرات 30 يونيو وتعبئة التأييد لقرارات 3 يوليو وللأسف انفض هذا الائتلاف وكان يستطيع أن يلعب دوراً مهماً فى المراحل التى تلت هذه الأحداث وأن يحل كثيرا من المشكلات والأزمات التى تفاقمت منها الاحتقان بين الدولة والشباب الذى زُج به فى السجون، والوقوف حائط سد أمام القوى السلفية، ورعاية حوار وطنى واسع لإيجاد توافق حول الحلول المطروحة للأزمة الاقتصادية أو الديمقراطية، أقول للأسف إنما لكل مرحلة ظروفها وأدواتها وأنا شخصياً دخلت الوزارة فى تشكيلها الأول برئاسة الدكتور حازم الببلاوى فى منتصف شهر يوليو 2013 ومعى مجموعة من الزملاء من أعضاء جبهة الإنقاذ منهم الدكتور أحمد البرعى فتفرغنا للعمل التنفيذى وابتعدنا عن الجبهة ولم نحضر الاجتماعات القليلة التى عقدتها بعد ذلك وأعتقد أن الجميع رأى أن الجبهة أدت مهمتها وحققت هدفها فانفضت وكان ذلك خطأً كبيراً.

■ هل كان هناك ضغوط تمارس على جبهة الإنقاذ لتفادى عزل مرسى؟

- نعم بكل تأكيد وكان ذلك من عدة أطراف منها سفيرة أمريكا السيدة آن باترسون التى جاهرت بموقفها المؤيد لمرسى ونظام الإخوان وحاولت فى اتصالات متعددة معنا أن تثنينا عن اتخاذ موقف متشدد رافض لنظام الإخوان، وأذكر أننى قابلتها فى مناسبة اجتماعية نظمتها سفارة المجر على شرف عدد من وزراء حاليين وسابقين من دول أوروبا الشرقية، الذين حضروا إلى مصر يوم 27 يونيو 2013 وسألتنى عن تقديراتى لما سيحدث يوم 30 يونيو فكانت إجابتى واضحة، وأكدت أن عدة ملايين ستكون فى شوارع مصر من أقصاها إلى أدناها تطالب برحيل محمد مرسى فنظرت إلىّ متأزمة وقالت لى أنتم تحلمون لأن معلوماتنا تقول غير ذلك! أيضا الاتحاد الأوروبى من الذين مارسوا ضغوطاً على الجبهة من خلال السيدة كاترين آشتون، ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، التى زارت مصر عدة مرات خلال هذه الفترة، والتقيتها على رأس وفد من جبهة الإنقاذ ضم السفير نبيل إسماعيل فهمى، الذى تقلد وزارة الخارجية بعد ذلك، وآخرين، وأكدت خلال الاجتماع أن الاتحاد الأوروبى لن يتخلى عن تأييد مرسى ولا بديل أمامنا غير التفاهم مع نظام الإخوان للوصول إلى توافق ولا أنسى السيد برناردينو ليون، ممثل الاتحاد، وهو دبلوماسى إسبانى الذى تم تعيينه لهذا الغرض، وكان دائم الاتصال بالسيد عمرو موسى والدكتور البرادعى وآخرين، وكان يزورنى فى منزلى كلما جاء مصر يصاحبه سفير الاتحاد السابق السيد جيمس موران، وكان حديثه يدور حول ضرورة إيجاد توافق مع نظام الجماعة ويردد باستمرار أن الغرب لن يقبل عزل مرسى الذى انتخب ديمقراطياً وقلت له وزملائى إن ذلك يشكل تدخلاً سافراً غير مقبول فى شأن مصر الداخلى وبالمناسبة تم تعيين برناردينو ليون بعد ذلك ممثلاً للاتحاد الأوروبى فى ليبيا وسعى خلال عدة أشهر إلى إيجاد توافق بين الأطراف المتنازعة هناك، ولما فشل استقال، وأعتقد أنه يعمل حالياً مستشاراً دبلوماسياً لدولة الإمارات العربية المتحدة وهناك طرف حاول أن يلعب دوراً وهو تيم كولينز رجل أعمال أمريكى وصديق مقرب من جون كيرى وزير خارجية أمريكا وعرض الوساطة بين الإنقاذ والرئيس السابق، لكن باءت محاولاته بالفشل.

■ تردد القول بأن الجبهة شهدت كثيرا من الاختلافات بين رموزها خاصة البرادعى وموسى اشرح لنا الأمر؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- هذا كلام غير دقيق كانت هناك منافسة ليست معلنة على قيادة الجبهة بين السيد عمرو موسى والدكتور البرادعى لكنها لم تكن أزمة حقيقية وهذا لا يعنى أنه لم يكن هناك تباين فى الآراء ووجهات النظر بل كانت المناقشات ديمقراطية تنتهى بالأخذ برأى الأغلبية وعلى سبيل المثال أذكر أن القوات المسلحة كانت قد دعت للقاء بين الشخصيات والرموز المدنية وجبهة الإنقاذ، ومحمد مرسى وقيادات الإخوان فى محاولة للتوسط وإيجاد توافق بين الطرفين واجتمعنا فى مقر حزب الدستور الذى ترأسه الدكتور البرادعى لمناقشة الأمر واختلفنا حول جدوى هذا الاجتماع وتلبية الدعوة وكان البرادعى من أنصار والاعتذار عن الحضور بينما رأيت أنا والسيد عمرو موسى تلبية الدعوة وبعد التداول انحازت الأغلبية لرأينا، وتم تكليفى أنا وعمرو بالذهاب لتمثيل الإنقاذ إلا أنه لسبب أجهله تم إلغاء الدعوة قبل الموعد المحدد لها بساعات قليلة، وكان الموضوع الثانى الذى يثير خلافات فى الآراء هو جدوى التفاوض مع مرسى من عدمه، وأشهد أن الغالبية العظمى من أعضاء الجبهة كانت تعارض أى محاولة للتفاهم وقررت مقاطعته، خاصة أنه قد ظهر جلياً فشل نظامه فى إدارة وحكم البلاد بعد معاداته كل فئات الشعب من مثقفين وإعلاميين وصحفيين وفنانين ونقابات وقضاة ورجال قانون، فضلاً عن عدم احترامه لأبسط المبادئ الدستورية والقانونية، ومحاصرته للمحكمة الدستورية لمنعها من الانعقاد، ومساندته لحركات استنكرها الشعب مثل حركة «حازمون» ما أفقد مرسى ونظامه ثقة الشعب.

■ نرغب فى معرفة الكواليس داخل الجبهة فى الأوقات التى سبقت عزل محمد مرسى؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- فى منتصف شهر يونيو كان واضحاً أن الأوضاع لا يمكن أن تستمر على ما هى عليه، المحافظون المعينون فى الحركة التى صدرت لم يتمكنوا من دخول مبنى محافظاتهم وواجهوا غضبا شعبيا أغلق فى وجوههم أبواب مكاتبهم، وطرد وزير الثقافة من وزارته بعد أن أصدر قراراً بفصل السيدة إيناس عبدالدايم، مديرة الأوبرا وأصبح مقر الوزارة بشارع شجرة الدر بالزمالك ملتقى المعارضين لنظام الإخوان يتظاهرون فى داخله وأمامه مساء كل يوم، وازدادت شعبية حركة تمرد وتسابق المصريون على توقيع البيان الذى أصدرته، وأطلقت الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وللتظاهر يوم 30 يونيو، وتأكدنا أن نظام الإخوان ينهار وبدأت المناقشات حول ما بعد مرسى، ومن الغريب أنه لم يحدث أى خلاف فى هذا الشأن، فمنذ اللحظة الأولى اقترحنا دعوة رئيس المحكمة الدستورية لتولى بصفة مؤقتة رئاسة الجمهورية لمدة سنة تجرى خلالها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ويعدل الدستور، ولم نتحدث حول ترتيب هذه الاستحقاقات ولم ننتبه لها رغم أهميتها، بينما اتفقنا على التعبئة لمظاهرة 30 يونيو باعتبار أنها المسمار الأخير فى نعش النظام، وأهمية التعرف على موقف ورأى القوات المسلحة بشأن المستقبل، وذكر الدكتور البرادعى أنه سيتولى هذا الأمر، وبالفعل فى جلسة ثنائية لى معه بمنزله يوم أول يوليو أخبرنى بأن راينا يتطابق معها، وتناقشنا حول التشكيل الوزارى، فقال لى إن الأرجح سيعرض عليه تشكيل الوزارة وإن كان هو لا يرغب فى ذلك وفِى 3 يوليو تم إقرار خارطة المستقبل التى رحب بها الرأى العام، ثم تم تعيين الدكتور محمد البرادعى نائباً لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية، وأكد لى البرادعى عن ارتياحه لهذا التعيين، لأنه لا يرغب فى تحمل مسؤولية رئاسة الوزارة وبدأ التشاور حول التشكيل الوزارى وطرح اسم الدكتور زياد بهاء الدين الذى كان وقتها فى بوخارست عاصمة رومانيا، فعاد إلى القاهرة واقترح اسم الدكتور حازم الببلاوى لتولى رئاسة الوزراء على أن يكون نائباً له ويشغل حقيبة التعاون الدولى ورحبت المؤسسات بهذا الاختيار.

■ ما ملابسات استقالة الدكتور محمد البرادعى من موقعه كنائب لرئيس الجمهورية؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- خلال شهر يوليو وبعد تعيين الدكتور البرادعى نائباً لرئيس الجمهورية وتشكيل وزارة الدكتور الببلاوى، اعتصم الإخوان واتباعهم فى ميدانى رابعة فى مدينة نصر والنهضة فى الجيزة، وحضر إلى مصر عدة أطراف فى محاولة للتوسط بين النظام الجديد وقيادات الإخوان التى تم القبض عليها، ومن هؤلاء السيدة كاثرين أشتون ووزيرا خارجية قطر والإمارات العربية المتحدة وعرضوا حلولا للخروج من الأزمة، منها ما رفض تماماً مثل اقتراح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لأن الأحداث كانت قد تجاوزته تماماً، وآخر بالإفراج عن بعض المقبوض عليهم، وكان الدكتور البرادعى ضمن الذين يتولون المفاوضات وأذكر أنه عند وصولى مقر مجلس الوزراء لحضور آخر اجتماع للمجلس فى شهر رمضان المبارك قبل العيد يوم الثلاثاء الموافق 6 أغسطس قابلنى السيد نبيل فهمى، وزير الخارجية، وطلب منى سرعة الاتصال بالدكتور البرادعى لتهدئته وأخبرنى بأنه يريد أن يستقيل من منصبه، ولم يذكر لى السبب فتوجهت لإجراء الاتصال من داخل مكتب السكرتارية بالمجلس وفِى طريقى قابلت الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الذى قال لى إنه اتصل بالبرادعى، ولا داعى للاتصال لأنه هدأ وعادت المياه إلى مجاريها، وعلى الفور تحدثت إلى الدكتور البرادعى تحديدا يوم وقفة العيد التى كانت فى الخميس 8 أغسطس للمعايدة، ودار بيننا حوار طويل فهمت منه أنه غير راضٍ عن طريقة إدارة الأمور، وكشف لى عن توصله لصيغة مقبولة من الأطراف الأخرى لحل المشكلة والتزم بها مع الوسطاء الخليجيين ومع المسؤولين عن الأمن لتنفيذها، وأعتقد أنه كان يقصد وزير الداخلية ورؤساء وقيادات أجهزة سيادية، لكن كما وصف بأنهم لم ينفذوا الاتفاق، وهو أمر غير مقبول، على حد قوله، ولما سألته عن فحوى هذا الحل الذى توصل إليه قال التزمت بالإفراج عن الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب السابق والقيادى فى تنظيم الإخوان وعن المهندس أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط فى مقابل تخفيض أعداد المعتصمين فى رابعة والنهضة فبادرته بالاستفسار ماذا يقصد بتخفيض الأعداد، وكيف يمكن قياسها وما جدوى التخفيض، ونحن نبحث عن فض هذه الاعتصامات كاملاً كى تعود الحياة إلى طبيعتها، وقلت له بمنتهى الصراحة إن الحل الذى يقترحه غير متوازن ولا يمكن تنفيذه، وعلمت بعد ذلك باجتماع مجلس الدفاع الوطنى يوم 13 أغسطس الذى اتخذ قرار فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة وأن البرادعى استقال اعتراضا على ذلك، وبعدها غادر البلاد دون إخبار أحد وانقطع التواصل بيننا من هذا الوقت، وبالنسبة لقرار فض الاعتصام أحب أذكر للتاريخ أن مجلس الوزراء كان قد اتخذه بالإجماع فى اجتماعه فى نهاية شهر يوليو وفوض وزير الداخلية والأجهزة الأمنية بتحديد الموعد المناسب للتنفيذ وكان المجلس يقدر تماماً استحالة حدوث ذلك خلال شهر رمضان المبارك وكان مفهوما انه سيكون بعد العيد.

■ صف لنا شخصية الدكتور محمد البرادعى من خلال معرفتك به؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- الدكتور البرادعى أرى أنه رجل يبحث عن المثالية، فهو مؤمن تماماً بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ولا يساوره الشك لحظة بضرورة وإمكانية تطبيقها فى كل المجتمعات مهما اختلفت درجة وعيها ونموها، وهو رجل لا يرتاح للاجتماعات التى تحضرها أعداد كبيرة، وتجده يتهرب من اللقاءات الشعبية ومن الاحتكاك بالشارع لذلك أقول عنه إنه أبعد ما يكون عن رجل السياسة، لعلك تذكر كيف هرب من الذين ذهبوا إلى مطار القاهرة لاستقباله عند عودته إلى مصر فى منتصف سنة ٢٠١٠ ولم يلقِ عليهم حتى السلام وأنا لم أشاهده كثيرا محتكاً بجموع شعبية، وكانت المرة الأولى التى رأيته فيها من خلال شاشة التلفاز يوم الجمعة ٢٨ يناير ٢٠١٠ فى بداية ثورة يناير وكان وسط مظاهرة كبيرة وحاشدة بالجيزة ومحاطا بقوى الأمن المركزى وبجانبه الدكتور أسامة الغزالى حرب، بينما المرة الثانية عندما ذهب إلى ميدان التحرير لإلقاء كلمة وجاءت مقتضبة جدا وفاترة، لم تلهب الثوار كما كان متوقعاً، والثالثة يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أثناء المظاهرة الكبرى وكنت ضمن عدد من قيادات الجبهة التى جاورته فى الشارع، وأذكر أن الأستاذ إبراهيم عيسى كان حاضراً معنا وأستطيع أن أؤكد أنه لم يكن مرتاحاً فى هذا الجو لكننى أتحفظ على الاتهامات التى وجهت إليه من عمالة وخيانة وغير ذلك من الألفاظ التى للأسف أصبحت تطلق على عواهنها دون حساب، ولا ننكر أنه رجل يمتلك اتصالات دولية بحكم عمله الدبلوماسى بسياسيين، وهذا لا يعنى مطلقا أنه يعمل وفق أجندة أجنبية، باختصار أعتقد أننا حملناه أكثر بكثير مما يستطيع أن يتحمل وطالبناه بأكبر مما يمكن أن يعطى.

■ ما هى الجهات التى كانت تدعم جبهة الإنقاذ؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- كل القوى المدنية ساهمت فى دعم جبهة الإنقاذ إنما يجب أن أشيد بموقف حزب المصريين الأحرار ورئيسها آنذاك أحمد سعيد الذى استضاف أغلب الاجتماعات ووفر لنا كل السبل لإنجاز المهمة، وأشيد طبعاً بأكبر الأحزاب المصرية، حزب الوفد، فكان مقره بيت الأمة الذى لجأت إليه بتلقائية كل القيادات المدنية مساء يوم ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ واستضاف عدة لقاءات هامة، ويجب أن أذكر أيضاً الدكتور محمد أبوالغار الذى جمعنا مراراً فى منزله، كما لا أنسى حماس المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة والحضور الدائم لحمدين صباحى والدكتور أسامة الغزالى حرب والدكتور وحيد عبدالمجيد والدكتور رفعت السعيد الذين أثروا المناقشات بآرائهم واقتراحاتهم النيرة، والحقيقة أنها كانت تجربة رائعة لتضافر الجهود وتعاون الجميع لتحقيق الهدف.

■ حركة تمرد هل كان لها علاقة بجبهة الإنقاذ؟

المصري اليوم تحاور«منير فخرى عبدالنور»، وزير التجارة والصناعة الأسبق

- لم يكن لحركة تمرد علاقة مباشرة بجبهة الإنقاذ، أعتقد أنه كان لبعض أعضاء الجبهة علاقة شخصية بالقائمين على حركة تمرد، أنا شخصياً كنت معجباً جداً بالشباب القائمين عليها واتصلت بهم وبالتحديد بمحمود بدر بصفتى الوفدية وسألته إن كان فى حاجة إلى مساعدة فكان رده بالإيجاب وطلب مساعدة فى جمع التوقيعات على بيان تمرد ودعماً مالياً، وأذكر أننا فى الوفد كلفنا لجان المحافظات بجمع التوقيعات، وتابع الأستاذ فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب آنذاك تنفيذ ما اتفقنا عليه، ونظمنا حفلا أذاعته القنوات التليفزيونية فى حينه لتسليم قيادات تمرد مئات الآلاف من التوقيعات، أما بالنسبة للدعم المالى فقمت بنفسى بجمع تبرعات، وأذكر أننى فى أحد البرامج التليفزيونية ذكرت أننى أجمع تبرعات لحركة تمرد، وتلقيت مكالمة من الأستاذ وحيد حامد الذى طلب فيها مقابلتى فى أحد فنادق وسط القاهرة وبالفعل أعطانى مبلغ عشرة آلاف جنيه سلمتها مع مبالغ أخرى للأستاذ محمود بدر وزملائه، أذكر منهم أحمد بديع ونانسى المليجى، أذكر أيضاً أن حركة تمرد كانت نشطة فى حى الوايلى، حيث دائرتى الانتخابية السابقة، وكان لها مندوب اسمه وحيد المصرى مولنا ببعض أنشطته، وتعاونت معه لجنة الوفد.