غموض حول تأثير انفصال جنوب السودان على مصر.. وخبراء : «الكرة في ملعب القاهرة»

كتب: داليا عثمان الجمعة 07-01-2011 22:21

أجمع خبراء فى الشؤون الأفريقية والدولية، ودبلوماسيون، على أن انفصال جنوب السودان قادم لا محالة فى ضوء استفتاء تقرير المصير، المقرر إجراؤه غدا، إلا أنهم اختلفوا حول تأثير الانفصال، حال حدوثه، على مصر، وتحديداً فيما يتعلق بحصتها فى مياه النيل، إذ رأى البعض أن مصر لن تتأثر بذلك، فى حين رأى البعض أن زيادة عدد دول حوض النيل سيؤثر على الأمن القومى المصرى، واتفق الطرفان على أن سياسية «القاهرة» تجاه دولة الجنوب، حال انفصالها، هى التى سترسم ملامح الخطة المستقبلية لطبيعة العلاقات بينهما.

وشدد السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، على ضرورة احترام نتيجة الاستفتاء وتنفيذها، لأنها ستعكس رغبة مواطنى جنوب السودان، سواء اختاروا الوحدة أم الانفصال، ودعا إلى ضرورة أن تواصل مصر الاتصال بالجنوب، مشيراً إلى أهمية التعاون مع أى سلطة تكون مسؤولة عن إدارة الجنوب.

وفيما يتعلق بتأثير انفصال الجنوب على مصر، قال «شاكر»، لـ«المصرى اليوم»، إنه لا يعتقد أن الانفصال سيؤثر على حقوق مصر من مياه النيل لأنها حقوق معترف بها دوليا، متوقعاً أن يكون الجنوب السودانى، سيكون حريصاً على عدم المساس بمياه النيل، ومطالباً بأن يكون انفصال الجنوب، حال انفصاله، دون تداعيات خطيرة لذلك.

وأعرب الدكتور ماهر شعبان، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بمعهد الدراسات الأفريقية، عن اعتقاده بأن الانفصال جنوب السودان قادم لا محالة، «خاصة أن الولايات المتحدة تؤيده بشكل كبير»، ووصف انفصال الجنوب بأنه «أمر أليم»، لأن مصر والسودان كانتا دولة واحدة منذ، عهد محمد على.

ودعا «شعبان» إلى إعادة تقييم السياسة الخارجية المصرية للتعامل مع الدولة الجديدة «جنوب السودان»، حالة انفصالها، مؤكدا أن مصر لابد أن تركز على تنمية الجنوب، مع الحفاظ على علاقاتها مع حكومة الشمال.

وأكد السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقاً، رئيس الجمعية الأفريقية، أن الأهم من حدوث الانفصال هو أن يمر بسلاسة وشفافية لمنع وقوع أى نزاعات فى المستقبل.

وأضاف أنه إذا اختار الجنوبيون الانفصال فإننا نرجو أن يكون انفصالاً وليس «طلاقاً»، كما يحدث بين الزوجين، إذ إنه بعد الانفصال، قد يقررا، العودة إلى بعضهما.

قال الدكتور الوليد سيد محمد على، رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطنى السودانى بالقاهرة، إن الحكومة السودانية اتخذت قرار الاستفتاء لوقف نزيف الحرب، وليس حباً فى الانفصال، مؤكدا أن الاستعمار هو الذى خلف مشكلة الجنوب، وأن الحكومات المتعاقبة حاولت حل مشكلة الجنوب لكنها فشلت.