يتوجه المواطنون فى جنوب السودان الأحد للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على الانفصال، وسط مظاهرات للفرح بـ«الخطوة الأخيرة نحوالاستقلال». ومن المقرر أن يدلى ما يقرب من نحو 4 ملايين ناخب مسجل فى جنوب السودان بأصواتهم فى الفترة بين يوم الأحد المقبل و15 يناير الجارى للاختيار بين الاستقلال أو الإبقاء على اتفاق تقاسم السلطة مع الخرطوم. وتشير جميع المؤشرات إلى انفصال الجنوب عن الشمال، نظرا لأن قادة الجنوب دعوا علانية إلى الانفصال. وسيتم إعلان نتائج الاستفتاء فى شهر فبراير المقبل، وفى حال اختار الجنوب الاستقلال، سيستغرق الأمر 6 أشهر لاستكمال العملية القانونية.
وتظاهر مئات الجنوبيين السودانيين الجمعة فى شوارع جوبا عاصمة الجنوب السودانى احتفالا بما سموه «الخطوات الأخيرة نحو الحرية» فى إشارة الاستفتاء. وتقدمت فرقة موسيقية التظاهرة وارتدى أفرادها قمصانا كتب عليها «نحن مغادرون» وعازمون على الانفصال عن السودان والتصويت لصالح الانفصال. ووراء الفرقة الموسيقية تجمع عدد من طلبة المدارس داخل شاحنة وهم يرقصون على أنغام مكبرات ضخمة للصوت تردد «نعم للانفصال لا للوحدة».
وفيما دعا مجلس الأمن الدولى أبناء الجنوب السودانى إلى الإدلاء بأصواتهم فى استفتاء حق تقرير المصير فى مناخ من «السلام والهدوء»، وقال ديفيد جريسلى مسؤول جنوب السودان فى بعثة الأمم المتحدة فى السودان »كل شىء يبدو فى مكانه فى المناطق التى تضم 2638 مركز اقتراع ستفتح فى الثامنة صباح غد الأحد. وأضاف أن «المشككين الذين كانوا يعتقدون أن جنوب السودان لن يجهز لتنظيم الاستفتاء كانوا على خطأ».
وأكد غريسلى أن «الوضع الأمنى مستقر» على الرغم من المعارك القبلية التى أوقعت 11 قتيلا و25 جريحا فى نهاية الأسبوع الماضى فى ولاية البحيرات الجنوبية، مشيرا إلى أن قرابة 143 ألف جنوبى عادوا من شمال السودان إلى قراهما منذ نهاية أكتوبر الماضى.
وقالت مليندا يانج مسؤولة منظمة «اوكسفام» للإغاثة فى جنوب السودان إن عودة الناخبين إلى الجنوب «تزيد الضغط على المجتمعات التى ينقصها الماء والغذاء والمسكن والخدمات الصحية».
وفيما دعا الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر شمال السودان إلى القبول «سلميا» بقرار الجنوب، اقترح جوزيف لاجو أول نائب جنوبى لرئيس السودان ومستشار رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير تشكيل هيئة سودانية مشتركة لربط الشمال والجنوب معا بعد الاستفتاء وقال إنهما بحاجة لهيئة مشتركة للتنسيق فى حل القضايا السياسية والاقتصادية مشيرا إلى أن الهيئة ستشبه مجموعة شرق أفريقيا (اياك) وهى تكتل تجارى يضم 5 دول وسيكون هدفها حل النزاعات وتنسيق السياسات بين 4 ملايين جنوبى يحسمون مصير السودان غدا.. إذا انفصلا لدولتين.
جاء ذلك فيما استبعد جون كوك المسؤول بحكومة الجنوب وزير البترول السابق بها أن يلجأ الجنوب فى الوقت الراهن لتصدير البترول عبر ميناء ممبسا الكينى، وقال إن الأنسب استغلال البنيات الموجودة حالياً بالشمال، وأضاف: لكن إذا ظهر بترول على الحدود مع كينيا فسيصبح هناك مبرر قوى لتصديره عبر ممبسا، مؤكدا أهمية البترول فى ربط الشمال والجنوب حال الانفصال.