حصار أمنى وتفتيش ذاتى ووجوه حزينة فى 5 ساعات عاشتها «مطرانية أسيوط»

كتب: ممدوح ثابت الجمعة 07-01-2011 19:58

قضت «المصرى اليوم» 5 ساعات من المعايشة الحية داخل إبراشية مارمرقص للأقباط الأرثوذوكس بمدينة أسيوط وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة بعد أن أغلقت من الصباح الباكر الشوارع المؤدية للكنائس ومنعت أجهزة الأمن مرور السيارات بالشوارع التى يوجد بها كنائس وأعلنت حالة الاستنفار الأمنى القصوى.


فى تمام الرابعة عصرا دخلت «المصرى اليوم» إلى إبراشية مارمرقص والمعروفة باسم المطرانية والتى تقع فى منطقة كزم عباس ذات الأغلبية القبطية وتطل بواجهتها الرئيسية على الكنيسة الإنجيلية الأولى، وما أن اقتربنا من الحواجز المرورية والمتاريس وجدنا ضباطاً وجنود الأمن المركزى يصطفون فى تشكيلات كبيرة تغلق الشوارع، حيث قام الضباط والجنود بـ«تفتيشنا ذاتيا» ودخلنا فى الشارع المؤدى إلى الكنيسة ليتم التفتيش مرة أخرى ثم إلى الباب الرئيسى حيث البوابة الإلكترونية وتم التفتيش بعناية كبيرة وتم الإبلاغ عن وجود صحفى «المصرى اليوم» ويحمل كاميرات للتصوير وبموافقة راعى الكنيسة وسمح لنا بالدخول وكان منظرنا ملفتا للنظر طوال فترة القداس ولكن قربنا من الآباء والشمامسة كسر حواجز كثيرة.


الوجوه حزينة وقلقة.. وشاشات العرض تملأ القاعات فضلا عن شاشات بلازما عليها عبارات «دماء شهدائنا الأقباط مش رخيص».. وفى البداية كانت الأعداد المتجهة للصلاة من المسيحيين من شعب الكنيسة قليلة ثم زادت فى الساعة الأخيرة وقبل انتهاء «التناول».


بدأ القداس الذى ترأسه القس بانوب ثابت راعى الكنيسة وبعد ساعة تقريبا امتلأت القاعة تماما وبدأت الصلوات وبدأ العشرات يتوافدون على الكنائس حتى جاءت العظة التى ألقاها القس بنهام وأكد قائلاً: »إننا لا نخشى الموت وشهداؤنا فى السماء مع أبينا ونحن نباركهم ونصلى من أجلهم.. والشهداء مكتوب عليهم ولقد اختارهم المسيح ليكونوا شهداء فهم لا يموتون صدفة، فالله هو الذى يحمينا وليس أحد سواه«.


وزاد الحضور وأغلقت القاعة الرئيسية وبدأ شعب الكنيسة يدخل إلى القاعات الجانبية وخرج عدد من الشمامسة والخدام لاستقبال وفد الكنائس الإنجيلية والمشيخية برئاسة القس باقى صدقة، رئيس السنودس الإنجيلى، وحضور عدد من المشايخ والقساوسة والذين حضروا للمطرانية لحضور القداس تضامنا مع الأقباط الأرثوذوكس فى قداسهم واحتجاجا على الأحداث الأخيرة وجلسوا فى الصف الأول.


واستمر الطقس الدينى حتى جاء ما يعرف باسم »التناول« ، وبعدها وقف القس بانوب ثابت راعى الكنيسة ورئيس القداس وشكرالشعب وأعضاء الطائفة الإنجيلية وطلب رئيس القداس من الشعب والاباء والكهنة صلاة «الجبنوت.. أبانا الذى »على أرواح شهداء الإسكندرية ونجع حمادى وجهش عدد من النساء والرجال بالبكاء وبعدها طلب رئيس القداس من الشعب الانصراف وعدم التجمع نهائيا أمام الكنيسة.