قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، الإثنين، إن وزارة الخارجية الأوكرانية استدعت السفير الاسرائيلي لدى كييف لمناقشة اجتماع بين رئيسي وزراء الدولتين تم إلغاؤه، بعد تصويت كييف لصالح قرار لمجلس الامن يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
ويمثل استدعاء السفير الاسرائيلي ايلي بيلوتسيركوفسكي إلى وزارة الخارجية في كييف أحدث مناورة دبلوماسية منذ أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يوم الجمعة الماضي يدين النشاط الاستيطاني الإسرائيلي ويدعو إسرائيل إلى وقف مثل هذه الأعمال.
وكان من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير جرويسمان إسرائيل بعد غد الأربعاء، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى الزيارة بعد تصويت أوكرانيا لصالح القرار.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان أمس الأحد إنها تظل ملتزمة بعلاقتها مع إسرائيل رغم هذه الخطوة.
وقال البيان: «نحن على ثقة بأن المناقشات الداخلية النشطة والانفعالية في إسرائيل لن تؤثر على العلاقات الودية التقليدية الأوكرانية-الإسرائيلية، القائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
واتخذ نتنياهو عددا كبيرا من الإجراءات ردا على ما وصفه مكتبه بالقرار «المخزي» و«السخيف».
وتم استدعاء سفراء الدول الـ14 الأعضاء بمجلس الأمن التي صوتت لصالح القرار إلى وزارة الخارجية الاسرائيلية في القدس أمس الأحد، الذي كان يوم عيد الميلاد. وحتى سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، دان شابيرو، استدعي للقاء نتنياهو في وقت لاحق من أمس الأحد لمناقشة القرار الوحيد من نوعه للولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت، ما سمح بتمرير القرار.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أيضا أمس الأحد أن نتنياهو ألغى اجتماعا كان مقررا مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر المقبل في منتجع دافوس السويسري.
ومتحدثا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، قال نائب السفير البريطاني لدى إسرائيل، توني كاي، الذي كان واحدا من المبعوثين الذين جرى استدعاؤهم، إنه شعر بخيبة أمل ازاء رفض نتنياهو التحدث مع ماي، وأعرب عن أمله بأن تلوح فرصة لمحادثة بين الاثنين مستقبلا.
وقد أثارت تحركات نتنياهو، التي شملت أيضا الطلب من وزارة الخارجية بإعادة تقييم العلاقات مع مؤسسات الأمم المتحدة، انتقادات من زعماء أحزاب المعارضة في الداخل فضلا عن قادة من الخارج.
وقال دان كورتزر، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في عهد الرئيس السابق جورج بوش، للإذاعة الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن «اللغة المستخدمة ضد رئيس الولايات المتحدة في حد ذاتها لم يسبق لها مثيل، حقا لا ينبغي أن تكون هذه هي اللغة التي يستخدمها حليف مع حليف، مهما كان الشخص غاضبا».
واتهم نتنياهو الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، بالضغط من أجل تمرير القرار من وراء الكواليس. وقال مساء أمس الأحد «ليس لدينا شك في أن إدارة أوباما بدأت ذلك الأمر، ووقفت وراءه، ونسقت صياغته وطالبت بأن يتم تمريره».
وهناك تكهنات بأن نتنياهو يمد يده إلى إدارة ترامب، ومخاوف من أن القيادة الحالية للولايات المتحدة تخطط لخطوات إضافية قبل 20 يناير.
ومن المقرر عقد اجتماع يوم 15 يناير المقبل في باريس كجزء من مبادرة السلام الفرنسية، فضلا عن شائعات عن خطاب لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بشأن محددات من أجل التوصل إلى حل الدولتين.
وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، اليوم الإثنين، مبادرة السلام المخطط لها، واصفا إياها بأنها «محاكمة ضد إسرائيل».
ورفضت الحكومة الإسرائيلية مرارا جهودا لإعداد مؤتمر للسلام، في حين رحب القادة الفلسطينيون بالخطة.