احتفالات الأقباط العالمية بـ«الميلاد» يسيطر عليها «الحذر» و«الإجراءات الأمنية»

كتب: وكالات الجمعة 07-01-2011 19:19


أحيا الأقباط الأرثوذكس فى شتى أنحاء العالم قداس ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور رسمى كبير، وخيم الخوف على الاحتفالات خشية وقوع هجمات هدد بها تنظيم القاعدة بعد الحادث الإرهابى الذى تعرضت له كنيسة القديسين فى الإسكندرية ليلة رأس السنة، بينما أكدت القوات الأمريكية فى العراق أن تنظيم القاعدة بات يستهدف المسيحيين فى بيوتهم بعد تعزيز الأمن حول الكنائس، فيما ندد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بما سماه مخطط «تطهير دينى شرير» يستهدف مسيحيى الشرق.


ووسط إجراءات أمنية مشددة ودعوات بأن يعم السلام، بدأت الكنائس الأرثوذكسية الشرقية احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد فى كنيسة المهد فى بيت لحم، ووصلت مواكب الطوائف الأربع وهى الروم الأرثوذكس والأقباط والسريان والأحباش إلى المدينة لبدء الاحتفالات فى كنيسة المهد والكنائس الأخرى، وأعرب النائب البطريركى للسريان الأرثوذكس عن أمله فى أن يعم السلام جميع الأراضى المقدسة، ووجه رسالة إلى دول العالم للاهتمام بمدينة بيت لحم التى تعانى من إجراءات الاحتلال، وحضر الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» ورئيس الوزراء سلام فياض قداس بيت لحم بيت.


بدوره، أكد الأنبا أبراهام مطران طائفة الأقباط الأرثوذكس فى القدس أن تفجير كنيسة الإسكندرية حدث عارض سيزول، مشيرا إلى أن رسالة الأقباط الأرثوذكس هى أن «الحادث الدموى سيكون موحدا للمسلمين والمسيحيين وعاملا لتعزيز الصلابة فى مواجهة كل المخططات الرامية إلى النيل من وحدة الشعب المصرى».


وأقامت الكنيسة القبطية فى لبنان قداس الميلاد وترأسه الأب رويس الأورشليمى الذى حيا جهود قوات الأمن المصرية وكل من شارك فى تقديم العزاء لضحايا كنيسة القديسين، وحضر ممثلون لرئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، ونقل سفير مصر فى لبنان أحمد البديوى تهنئة الرئيس حسنى مبارك بعيد الميلاد، مؤكدا أنه لن يسمح ليد الإرهاب والفتنة بأن تؤثر على أمن المسيحيين فى مصر، أو أن تفرق بينهم وبين إخوانهم المسلمين لأن مصر ستبقى قوية بوحدة أبنائها، كما أحيا أقباط سوريا القداس فى عدد من الكنائس وسط إجراءات أمنية مشددة


وأعلن مسؤول أمنى أردنى أن إجراءات أمنية مشددة اتخذت حول كنيستين قبطيتين فى عمان بمناسبة عيد الميلاد بعد حادث الإسكندرية، وقال مسؤول مسيحى إن الطائفة القبطية فى الأردن «قررت إقامة القداس ولكنها ألغت جميع الاحتفالات حدادا» على ما جرى فى الإسكندرية».


وأحيا أقباط فرنسا القداس فى كنيسة شاتنيه - مالابرى بباريس بحضور وزير الداخلية ومسؤولين دينيين لدعم المسيحيين وسط إجراءات معززة بعد تهديدات تلقتها كنيستهم على الإنترنت، وكان القس جرجس لوقا المسؤول عن الكنيسة القبطية أكد أنه قدم شكوى بعد تلقى كنيسته تهديدات، وشارك فى القداس رئيس المجلس الفرنسى للدين الإسلامى محمد موسوى لتقديم التعازى فى ضحايا الإسكندرية، كما شارك القس فيليب كابونجومبايا ممثل الاتحاد البروتستانتى والمجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية فى فرنسا.


وأكد أعضاء مؤتمر مسؤولى الأديان فى فرنسا أنه لا يمكن لأحد استخدام الأديان لإضفاء الشرعية على العنف والتفرقة، وأدانوا أعمال العنف التى ترتكب باسم الدين ضد مؤمنين آخرين والتى تستهدف البشرية كلها، بينما ندد ساركوزى بما سماه «مخطط تطهير دينى شرير» يستهدف الأقليات المسيحية فى الشرق الأوسط بعد حادث الإسكندرية، وقال ساركوزى «لا يمكن أن نقر ومن ثم أن نسهل ما يزداد شبها بمخطط تطهير دينى شرير جدا فى الشرق الأوسط فى إشارة إلى مسيحى الشرق ومن بينهم الأقباط».


وبينما دعت وزارة الداخلية الإيطالية الإدارات الأمنية إلى «اتخاذ الإجراءات المراقبة والوقاية المناسبة فى محيط أماكن عبادة الأقباط» فى إيطاليا خلال الاحتفالات، تراجع عمدة روما جانى أليمانو عن قراره بالمشاركة فى مظاهرة تنظمها الجالية القبطية المصرية فى إيطاليا الأحد المقبل تحت قيادة الأنبا برنابا السريانى راعى الكنيسة الأرثوذكسية هناك، مؤكدا أن تلك المظاهرة طائفية لا تخدم المصلحة العامة للمواطنين بل تؤجج الصراعات الدينية.


وشارك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا فى القداس الذى أقيم فى دوسلدورف كما شارك عدد من قادة الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية ورئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية تضامنا مع أقباط مصر فى ألمانيا بعد حادث الإسكندرية.


وأحيا ملايين الأقباط الأرثوذكس فى روسيا عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة وشارك فى الاحتفالات الرئيس ديمترى ميدفيديف وقرينته فى القداس الرئيسى فى موسكو، ودعا كيريل الأول بطريرك روسيا الأرثوذكسى المسيحيين أن يتسموا بالعطف والمودة مع إخوانهم الآخرين والمجتمع بشكل عام، وتستمر احتفالات عيد الميلاد، ومن بينها الاحتفال فى «كتدرائية المسيح المخلص» فى موسكو  الجمعة.


وأعلنت الشرطة الأسترالية أن 4 كنائس قبطية فى سيدنى تلقت تهديدات بالهجوم عليها بالتزامن مع الاحتفالات مؤكدة أنها تراقب التطورات الدولية إثر الهجوم على كنيسة الإسكندرية، وأحيا الأقباط فى سيدنى القداس بينما بحثت الشرطة عن متفجرات كما حلقت مروحيات الشرطة فوق المنطقة.


وفى غضون ذلك، قال اللفتنانت جنرال روبرت كون نائب قائد العمليات الأمريكية فى العراق إن تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين يستهدف المسيحيين فى منازلهم بعد أن كثفت السلطات العراقية إجراءات الحماية حول الكنائس، وأضاف أن القاعدة عاقدة العزم على مواصلة الهجمات ضد المسيحيين بعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة الكاثوليكية قبل نحو شهرين الذى خلف أكثر من 50 قتيلا، وأضاف «غيرت القاعدة نهجها لملاحقة المسيحيين أينما يعيشون». وتابع «يبدو أنهم يركزون فى الوقت الحالى على المسيحيين»، مشددا على أن قوات الأمن العراقية تشعر بالقلق وأنها كثفت إجراءات الحماية للمسيحيين وكنائسهم الـ144، وأن قوات الأمن نشرت دوريات وقوات إضافية وسمحت بقيام المجتمع المحلى بحراسة مناطق يعيش فيها مسيحيون».


جاء ذلك بعد أن أعلنت قوات الأمن فى الموصل عن إحباطها محاولة لتفجير كنيسة كاثوليكية بالمدينة بعد عثورها فى عيد الميلاد على مخبأ للمتفجرات فى منزل قرب الكنيسة يضم 6 قنابل وسترتين ناسفتين وكان تنظيم دولة العراق الإسلامية التابع للقاعدة حذر من أن المسيحيين العراقيين يواجهون خطر المزيد من الهجمات ما لم يضغطوا على الكنيسة فى مصر للإفراج عن سيدتين اعتنقتا الإسلام.