أكد الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تبذل أقصى جهدها لحماية دور العبادة، وكشف ملابسات حادث الإسكندرية، لتقديم الجناة للعدالة، مشيراً أن كشف غموض الحادث «سيعطينا مفتاحا بعدم تكراره، لأن علينا أن نتعلم من جميع الدروس المستفادة من الحادث»، فيما أعرب البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن تقديره لمشاعر التضامن الشعبى، التى حدثت عقب الجريمة، مؤكداً أنها خففت مشاعر الحزن عنا.
وقال «نظيف»، فى تصريحات صحفية، عقب زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، الجمعة، إننا جميعا نحتفل بميلاد السيد المسيح لأننا كمسلمين نؤمن بالمسيح عليه السلام، مؤكداً أن الحادث الذى تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية آلم المصريين جميعا، وألقى بظلاله على العيد هذا العام.
وأضاف: «إننى اعتبر أن اليوم عيد لكل المصريين، ورب ضرة نافعة، لأن ما نراه اليوم هو مزيد من التقارب بين جميع المصريين، دون التفات إلى تنوع دياناتهم»، وأعرب عن اعتقاده بأن المصريين أثبتوا لأنفسهم، وللعالم قدرتهم على الوقوف صفا واحدا، مشيداً بالروح التى سادت بينهم عقب الحادث، والتى شوهدت على شبكة الإنترنت، وفى الشوارع، وبرامج التليفزيون، والصحف.
واعترف رئيس الوزراء بمسؤولية الحكومة عن حماية كل مواطن فى مصر، وحماية الأقباط باعتبارهم جزءاً عزيزاً من نسيج هذا المجتمع، مؤكداً تشديد الحراسة على جميع دور العبادة، والكنائس تحديدا، لعدم السماح بتكرار مثل هذا الحادث، مطالباً المجتمع بالتضافر مع الجهات المسؤولة.
وردا على سؤال حول تحرير بناء الكنائس قال رئيس الوزراء، إن هناك قانوناً ينظم بناء دور العبادة، وليس هناك تحرير بالكامل، ونحن نضع قيودا على بناء المساجد والكنائس، وعلينا التأكد من وجود دور العبادة بما يكفى.
وأعلن عن دراسة مجلس الوزراء لبعض إجراءات تخفيف القيود على بناء دور العبادة، فى اجتماعه الخميس، إلا أنه رفض الإفصاح عن طبيعة هذه الإجراءات قائلاً: «الوقت بدرى شوية للإعلان عنها».
من جانبه، قال البابا شنودة الثالث، إننا نقدر مشاعر التضامن الشعبى التى شاهدناها عقب الجريمة، والتى خففت مشاعر الحزن عنا، مؤكدا أن الإرهاب غريب على شعب مصر وتاريخه الطويل من التعايش والتآخى بين المسلمين والأقباط.
ونفى البابا أن يكون فكر فى إلغاء الاحتفال بعيد الميلاد، «لأنه إحياء لذكرى دينية عزيزة على قلوبنا».
من جانبه أكد الدكتور ماجد راضى، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، أن الدكتور نظيف بحث مع قداسة البابا شنودة، خطوات مواجهة التهديدات الموجهة للمصريين جميعا، لافتا إلى أن حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، لم يكن موجها إلى المسيحيين فقط، ولكن إلى المصريين جميعا.