«زي النهارده».. أول عرض لأوبرا عايدة 24 ديسمبر 1871

كتب: ماهر حسن السبت 24-12-2016 03:48

كان من مظاهر الإعداد لحفل الافتتاح المهيب لقناة السويس في ٧ ١ نوفمبر ١٨٦٩، أن عبّد الخديو اسماعيل طريق الهرم، وأنشأ دار الأوبرا الخديوية في سياق الاستعداد لهذا الحفل وافتتحت دار الأوبرا الخديوية في ٢٩ نوفمبر عام ١٨٦٩، وقد بنيت الدار على عجل فيما لا يتجاوز خمسة أشهرتكلف بناؤها ١٦٠ ألف جنيه، وقام المعماريان بيترو أفوسكانى وروتسيى بتصميمها وقد صنعت من الخشب وكانت تسع ٨٥٠ مقعدا، وكان موقعها مكان جراج العتبة الحالي.

وكان الخديواسماعيل قدعهد إلى ميريت باشامديرالآثارالفرعونية بأن يختار موضوعا يصلح نصه لأن يكون روايةلأوبرا مصريةفوضع ميريت باشا قصةأوبرا عايدة، وتم إرسالها للموسيقار الإيطالى الشهير جوسيبى فيردى ليلحنها حتى يشاهدها ضيوف مصر في حفل بالأوبرا ضمن فعاليات الاحتفال بافتتاح قناة السويس، فلما حان موعد افتتاح الأوبرا في ٢٩ نوفمبر لم يكن فيردى قد انتهى من تلحين أوبرا عايدة، فتم عرض أوبرا ريجوليتو في ذلك اليوم.

وكان أول عرض لعايدة «زي النهاردة» في ٢٤ ديسمبر ١٨٧١ وكان فيردى قد وضع موسيقى أوبرا (عايدة) مقابل ١٥٠ ألف فرنك من الذهب الخالص، دفعها إسماعيل باشا خديومصر وقديماً جاء على غلاف الترجمة العربية القديمة لأوبرا عايدة: «إنها قطعة تياترية تشتمل على مناظر معجبة ومراقص مستغربة تتخللها أغان موسيقية طربية موزعة على ثلاثة فصول وسبعة مناظرومضيفة بأمر سعادة خديو مصر لقصد تصويرها في تياترو الأوبرا بمصر القاهرة».

وكان ميريت باشا قد كتب القصة فيما صاغها شعراً الإيطالى أنطونيو جيالانزوى وهى تحكى قصة انتصار مصريين على الأحباش وقصة الحب التي نشأت بين (عايدة) الأسيرة الحبشية وراداميس، قائد الجيش المصرى، الذي لم يجد فرعون مصر في النهاية مناصاً من أن يحكم عليه بالإعدام بعدما ثبت تورطه مع عايدة في محاولة للهرب إلى الحبشة.

وقد احترقت دار الأوبرا عن آخرها في ٢٨ أكتوبر ١٩٧١، ولم ينج من الحريق سوى تمثالين من تصميم الفنان محمد حسن، وقد ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار أوبراالقاهرة في ١٩٨٨ بعدما حصلت مصرعلى منحة يابانيةمن وكالة جايكا،وأسندت مهمةبناء أوبراجديدة لشركة كاجيما اليابانية، وقد استغرق بناؤها ثلاث سنوات.