«باسمنا».. فيلم بريطانى يعكس الآثار النفسية للمجندات العائدات من العراق

كتب: ريهام جودة الجمعة 07-01-2011 16:33


العودة من الخدمة العسكرية فى الشرق الأوسط ومحاولة الحياة بشكل طبيعى والانصهار فى المجتمع من جديد، هى فكرة الفيلم البريطانى الجديد «باسمنا» (In Our Name) الذى يعد من الأفلام القليلة التى تركز بشكل أساسى على عمل المجندات فى دول الشرق الأوسط، بعد عدد من الأعمال تناولت الآثار السلبية للجنود الذكور العائدين من العراق.


تدور أحداث الفيلم حول المجندة «سوزى» التى تعود إلى أسرتها فى شمال بريطانيا بعد خدمتها فى جولة بالشرق الأوسط، وتحاول الاندماج مجددا فى الحياة الطبيعية وعائلتها المكونة من زوجها «مارك»، وهو أيضا مجند فى الجيش البريطانى ويشعر بحرمان جسدى نتيجة لغياب زوجته عنه لفترة طويلة، والابنة «كاس» التى تشعر بالحزن الكبير لغياب والدتها عنها طوال تلك الفترة.


تنعكس الآثار النفسية لما عانته «سوزى» خلال فترة خدمتها فى العراق حين تذكرها أعمال تجديد المدينة التى تعيش فيها بأصوات ضجيج الحرب والانفجارات، كما يذكرها الصبية الذين يرتدون أغطية للرؤوس والوجوه ويتسكعون ليلا فى المدينة دون أن يجدوا ما يفعلونه بالملثمين والمقاتلين العراقيين وهم يحملون البنادق ويهاجمون القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية ردا على الحرب على بلادهم.


وإلى جانب هذا الخط الدرامى، يسير خط آخر مواز يتمثل فى الفجوة والابتعاد بين الزوجين، لغياب الزوجة لفترة طويلة، ما يجعل «مارك» عدوانيا فى تعامله مع زوجته «سوزى»، خاصة حين تجده يروى بسعادة وتبلد ذكرياته مع حوادث الانفجارات وموت زملائه خلال فترة خدمته، ولا يقدر مشاعر الأسى والخوف التى عادت بها بعد تجربة الخدمة العسكرية نفسها التى خاضها، كما يشعر بالغيرة عليها خاصة عندما يزورها أحد زملائها فى الجيش.


وتزداد الآثار النفسية السيئة لتجربة «سوزى» فى العراق حين تتذكر مقتل طفل عراقى على يد زملائها فى القوات الأمريكية، فتشعر بالقلق على ابنتها والخوف من أى رد فعل انتقامى ضدها، رغم أنها فى بريطانيا لم تعد فى الخدمة، لدرجة أنها تعيش تهديدا غير موجود فى الواقع نحو ابنتها بشكل يصيبها ببارانويا حقيقية أو فوبيا من هاجس عدم الأمان نحو ابنتها أو مقتلها، وينعكس ذلك فى علاقتها بالمحيطين بها، خاصة حين تستقل «تاكسى» يقوده رجل مسلم، فتجد نفسها تتعامل معه على أنه إرهابى، وتذهب بها مخاوفها إلى الإيقاع بنفسها وبابنتها فى خطر حقيقى وتهديدات من قبل مجهول تظن أنه أحد المقاتلين العراقيين أتى للثأر منها.


تلعب بطولة الفيلم البريطانية «جوان فروجات» وهى ممثلة صاعدة يتنبأ لها النقاد بمستقبل واعد بعد هذا الفيلم، وبعد عدد من الأعمال التليفزيونية فى بريطانيا منها «الحياة على المريخ»، إلى جانب الممثلين «ميل راديو» و«كلوى جين ويلكينسون» و«أندور نوت» فى أدوار الزوج والابنة والزميل «بول»، وكتبه وأخرجه الاسكتلندى «برايان ويلس».


صوِّر الفيلم فى بريطانيا وهو إنتاج مشترك بين شركتى إنتاج مستقل هما بA10 Films, Escape Filmsا، وقد بدأ عرضه تجاريا مؤخرا فى بريطانيا، ويتوقع حصوله على جوائز فى حال مشاركته فى مهرجانات السينما المستقلة وفقا لما رآه عدد من النقاد البريطانيين الذين أجمعوا على شجاعة الفيلم فى إدانة المشاركة البريطانية فى الحرب على العراق، وغياب الدعم من قبل النظام السياسى للمجندات أو المجندين العائدين من الخدمة العسكرية فى الجيش البريطانى بالعراق، وأيضا فى طرح مشكلة الاختلافات العرقية فى المجتمع البريطانى ووجود بعض المشاكل الداخية مثل الفقر الذى تعانى منه بعض المدن فى شمال بريطانيا.