احتجزت سلطات مطار الخرطوم، أجهزة ومعدات وتجهيزات بث تخص التلفزيون المصري، كانت في طريقها إلى الدخول لتغطية أحداث الاستفتاء على انفصال الجنوب المقرر الأحد.
وقالت مصادر مطلعة إن السبب الحقيقي وراء توقيف المعدات ومنعها من الدخول، إن المحطة أعدت استوديو به خلفية تحمل خريطة للسودان لا تتضمن منطقة حلايب، وذلك وفق ما نقلته صحيفة الرأي العام السودانية.
وأضافت المصادر، أن الملحق الإعلامي المصري بالسودان أجرى اتصالات بالمسؤولين لتجاوز الأمر، إلا أن الاتصالات لم تثمر وباءت بالفشل.
وكان عدد من أهالي ومشايخ قبائل العبابدة والبشارية والبجا بمنطقة حلايب، جنوب محافظة البحر الأحمر، أعلنوا مؤخرا رفضهم تصريحات المسؤولين السودانيين حول «سودانية حلايب»، وقالوا إن مصريتنا لا تخضع للمزايدات أو المزاج السياسي السوداني، خاصة أن حدودنا ثابتة ومحددة بخط عرض ٢٢ شمالاً، وطالبوا بالتوقف عن المزايدات السياسية التي يتم إطلاقها من حين لآخر حول حلايب.
وكان أول ظهور لأزمة حلايب بين مصر والسودان حينما كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يجرى استفتاء على الوحدة العربية، وكان من بين لجان الاستفتاء لجنة في مثلث حلايب، وتصادف أن انتخابات محلية سودانية كانت تجرى في الوقت نفسه، ووضع السودان لجنة انتخابية لها في حلايب، ورأى الرئيس عبدالناصر أنه لا يصح أن يدعو للوحدة العربية ويترك بابا لدخول الخلافات بين مصر والسودان فقرر إلغاء اللجنة الانتخابية المصرية على أن يحل المشكلة بهدوء مع السودان فيما بعد.
وتفجرت القضية مرة أخرى حينما دفعت السودان ببعثة استكشافية للتنقيب عن البترول في مثلث حلايب عام ١٩٩٢ ورفضت مصر وصعّد السودان الأزمة دوليا.