مع اقتراب يوم تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد، كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب مشغولا بتعيين فريقه من أعضاء مجلس الوزراء والمستشارين. وهذا يشمل الأطراف الفاعلة فى صناعة النفط والمعادين للأفكار صديقة البيئة فى المناصب الإدارية الرئيسية. وفيما يبدو وكأنه خطوة غير متوقعة، أعلن ترامب أنه قد عين الرئيس التنفيذى لشركتى تيسلا وSpaceX إيلون ماسك رئيسا لمنتدى الاستراتيجية والسياسات. أيضا من بين أحدث الإضافات إلى هذه المجموعة من المستشارين هو الرئيس التنفيذى لشركة أوبر ترافيس كالانيك. الغرض من المنتدى هو تبادل المعارف من أجل المساعدة فى وضع سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة.
وكجزء من المنتدى، اجتمع الرئيس المنتخب مع ماسك وعددا كبيرا من الشخصيات الأخرى المعروفة فى مجال التقنيات والريادة لتبادل وجهات النظر حول سياسات الحكومة وكيفية خلق بيئة من شأنها أن تساعد الشركات الأميركية فى الازدهار وخلق فرص عمل على مدى السنوات الأربع القادمة وما بعدها. رفضت تيسلا التعليق، إلا أنها أكدت أن ماسك قبل دعوة ترامب للانضمام إلى المنتدى. ومن جانب أوبر فقد ورد فى بيان لها لإحدى الصحف أن كالانيك هو الآخر قبل الدعوة، مصرحا: «إننى أتطلع إلى العمل مع الرئيس الجديد ومع هذه المجموعة، حول القضايا التى تؤثر على أعمالنا والركاب والسائقين علاوة على 450 مدينة التى نعمل فيها».
وقد انضم إيلون موسك لمجلس دونالد ترامب الاستشارى على الرغم من رفضه لشخصية ترامب بعد أن كان قد وصفه بأنه «ليس الرجل المناسب لهذا المنصب» خلال الانتخابات، ولم يكن ذلك الرفض لترامب بسبب الطريقة التى صعد بها الميلياردير إلى البيت الأبيض ولكن ماسك كان قد صرح من قبل لمحطة تليفزيونية أنه يعتقد أن السياسات الاقتصادية والبيئية التى تؤمن بها هيلارى كلينتون «هى الصحيحة»، وكان ذك الحديث قبل أربعة أيام من فوز ترامب. وأضاف «لا يبدو أن لديه الشخصية التى قد تنعكس جيدا على الولايات المتحدة». ماسك وعدد من كبار العاملين فى منطقة «سيليكون ڤالى» الشهيرة فى سان فرانسيسكو وهى معقل الريادة التكنولوجية حول العالم، قاموا بلقاء ترامب الأسبوع الماضى لمناقشة تأثير إدارته على شركات التكنولوجيا فى المنطقة وفى الولايات المتحدة بشكل عام. من ناحيته كان رئيس أوبر كالانيك رافضا لترامب أيضا أثناء الانتخابات، وقتها قال مازحا أنه سينتقل إلى الصين إذا فاز ترامب فى الانتخابات. كالانيك لم يجتمع مع ترامب وباق المديرين الأسبوع الماضى بسبب سفره. قام بحضور الاجتماع فى أبراج ترامب فى نيويورك شخصيات بارزة مثل الرئيس التنفيذى لشركة أبل تيم كوك والرئيس التنفيذى للعمليات لدى فيسبوك شيريل ساندبرج. كانت تتمتع كلينتون بتأييد واسع فى سيليكون ڤالى أثناء حملتها الانتخابية، كما كان من قبلها الرئيس أوباما، وعلى العكس شهدت المنطقة حشدا واسعا ضد تصريحات ترامب المناهضة للهجرة، فى حين وقع أكثر من 580 موظف من شركات التكنولوجيا بما فى ذلك تويتر وجوجل خطابا مفتوحا يتعهدون فيه بعدم المساعدة فى بناء «السجل الإسلامى» الذى كان ترامب قد وضعه ضمن خطط الإدارة فى حملته الانتخابية، وجاء فى الخطاب: «نحن نختار الوقوف تضامنا مع الأميركيين المسلمين، والمهاجرين، وجميع الناس الذين تتعرض حياتهم وسبل عيشهم للتهديد بسبب سياسات جمع البيانات التى اقترحتها إدارة ترامب. نحن نرفض بناء قاعدة بيانات من الناس على أساس المعتقدات الدينية التى يجب حمايتها دستوريا. نحن نرفض تسهيل الترحيل الجماعى لناس تعتقد الحكومة أنهم غير مرغوب فيهم».