احتفل ملايين الأقباط في مصر، مساء الخميس، بعيد الميلاد المجيد وسط جو من التوتر، بعد تهديدات باستهداف الكنائس خلال قداس العيد، وتفجير كنيسة القديسَين بالإسكندرية، ليلة رأس السنة.
وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة على جميع الكنائس في مصر، ومنعت عشرات المسلمين من التضامن مع الأقباط أو مشاركتهم في القداس أو تقديم التهاني في عدد من المناطق، وأعادت الشرطة رسم خريطة المرور في أكثر من منطقة لتأمين الكنائس مما تسبب في اختناق مروري، وتراجع عدد الأقباط المشاركين في قداس عيد الميلاد بالكنائس.
وترأس البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية القداس الذي أقيم في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.وحضر القداس عدد كبير من الوزراء والمسؤولين بينهم جمال وعلاء مبارك، ورؤساء تحرير الصحف القومية.
وقد أوفد الرئيس مبارك، السيد سعيد كمال زادة كبير أمناء رئاسة الجمهورية إلى الكاتدرائية لتقديم التهنئة لقداسة البابا، والأقباط، وحضور الاحتفال.
وشهدت منطقة العمرانية تواجداً أمنياً مكثفاً، وأقيمت حواجز أمنية على مداخل ومخارج المنطقة، التي يوجد بها عدد من الكنائس من بينها كنيسة العذراء بشارع خاتم المرسلين، وكنيسة مارمينا والملاك سوريال بشارع مجمع المدارس، وكنيسة العذراء والقديس موريس بالثلاثيني، وكنيسة العذراء ماري بولس بالكُنيسة.
ومنع رجال الأمن، الصحفيين من الدخول للكنائس أو التواجد أمامها، وكذلك منعت قوات الأمن، بعض الشباب المسلمين، الذين توفدوا على الكنائس لتهنئة الأقباط والتضامن معهم.
كانت قوات الأمن، قد قامت بالعديد من الإجراءات الأمنية، أثناء دخول الأقباط للكنائس، منها: الكشف عن الهوية بالبطاقة الشخصية، وإظهار «وشم الصليب» على اليد، ثم المرور على أجهزة كشف المعادن أكثر من مرة، وعدم السماح بدخول الحقائب، بينما عبر بعض الشباب عن استيائهم من منعهم الدخول للاحتفال مع أصدقائهم المسيحيين. وتواجد بعض شباب الأقباط الذين قاموا بتفتيش حقائب المارة أمام كنائس المنطقة، حاملين كارنيهات كُتب عليها «خدمة نظام أمن الكنيسة».
وتوافد أكثر من 3000 من الأقباط على كنيسة كليوباترا بمصر الجديدة، وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة حول محيط الكنيسة ومنعت الصحفيين من الدخول والتصوير.
وطوقت قوات الأمن مبنى الكنيسة من الجانبين، وفرضت كردونا أمنيا مشددا على مسافة 50 مترا من بوابة الكنيسة، وتولى شباب من كشافة الكنيسة تنظيم الدخول، فيما منعت قوات الشرطة دخول من لا يحملون بطاقات شخصية، بعد تفتيش الزائرين. ونظم أعضاء حملة دعم البرادعي وقفة رمزية أمام الكنيسة، تحت شعار «شعب واحد.. مصير واحد».
وفي نجع حمادي قرر الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، نقل قداس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد من مقر المطرانية بمدينة نجع حمادي إلى دير الأنبا بضابا بالمدينة نفسها قبل بداية القداس بنحو نصف ساعة فقط . ولم يوضح الأنبا سببا لتغيير مكان القداس.
وخرج الأقباط من كنائس نجع حمادي مرتدين السواد، على دفعات تفصل بين الواحدة والأخرى 5 دقائق، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومنع الأنبا كيرلس استقبال أي من المسؤولين لتقديم التهنئة، كما منع مسؤولي الكنيسة من الحديث لوسائل الإعلام، وقال:«من يرغب في التهنئة بالعيد يأتي للمطرانية الجمعة».
وتصاعد القلق في كنائس المنيا، بعد العثور على علبة بها مسامير، واشتباه مسؤولي الكنيسة فيها، وحاصرت قوات الأمن المطرانية، ومشطت فرق المفرقعات المكان، وحرزت العبوة. وقالت المطرانية إن الهدوء عاد للكنائس في المحافظة.
وغلق الأمن جميع الطرق المؤدية لدير مواس بالمنيا، وقصر المرور على مدخل واحد، وسط إجراءات أمنية مشددة، شملت فحص البطاقات الشخصية، وإبعاد المسلمين، والصحفيين عن محيط الدير.
وقال مصدر من داخل الكنيسة، رفض نشر اسمه، إن الكنيسة طلبت السماح بدخول مسؤولين من السلطات المحلية ومن المحافظة للتهنئة، إلا أن الأمن رفض طلب الكنيسة، وأضاف المصدر:«الكنيسة ليس لها أي صلة بمنع دخول المسلمين إليها والأمر برمته قرره الأمن».وتابع: «الإجراءات الأمنية المشددة، والأداء المتوتر لقوات الأمن يزيد من توتر الأقباط، وأثر سلبا على عدد الأقباط الذين توافدوا على الكنائس، رغم أننا في مناسبة من المعتاد أن يجتمع فيها الأقباط».
وفي الإسكندرية، تحولت المنطقة المحيطة بكنيسة القديسين لثكنة عسكرية، وفرقت قوات الأمن مظاهرة نظمها عشرات الشباب المسلمين أمام كنيسة القديسين، للتضامن مع الأقباط وهتف المتظاهرون«لا إله إلا الله .. الإرهاب عدو الله».
واختتم الأقباط قداس عيد الميلاد مبكرا في أسيوط، حيث بدأت كنائس المحافظة القداس في الرابعة، واختتمته في الثامنة من مساء الخميس، فيما نظم عدد من الشباب الأقباط مظاهرة في منطقة المنفذ وسط أسيوط تنديدا بالهجوم الإرهابي على كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وفي البحيرة نظم الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك، عصر الخميس، وقفة صامتة في ميدان الساعة بدمنهور، شارك فيها نحو 150 شخصاً، للتنديد بـ«تفجير الإسكندرية». وحمل المشاركون خلال الوقفة التي استمرت نحو نصف ساعة، صور جمال مبارك، ولافتات تحمل شعار الهلال والصليب، كُتب عليها «أنا مواطن مصري.. الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك».