داخل منزلها ترى كل شىء مختلفاً، فالرمال التى تملأ بيتها ليست تذكاراً من الشواطئ التى زارتها، وعبوات البن التى تملأ رفوف مطبخها ليست للشرب، فهى تستخدمهما كأدوات فى رسم لوحاتها.
الفنانة الروسية ناستيا دباكوفا احترفت فن الرسم بالرمال والبن قبل 4 سنوات، ولم تجد له انتشاراً إلا فى روسيا، ومع ذلك جاءت إلى مصر لتعلم المصريين استخداماً جديدا لأصابعهم ورمالهم، وحتى القهوة التى لم يكن لها استخدام سوى فى الشرب وكتم الجروح، الظلام كان ضرورياً لورشة العمل التى أقامتها ناستيا فى ساقية الصاوى لتعليم فن الرسم بالرمال والبن، فلكى تظهر اللوحات التى ترسمها كان لابد من وجود فانوس تحت السبورة البيضاء التى ترسم ناستيا عليها، وهو ما استلزم إطفاء الأنوار فى القاعة.
لا تحتاج ناستيا لرسم لوحة بالبن أو الرمال سوى لأصابعها وأظافرها وقبضة يدها، الأخيرة تمسك بها الرمال أو البن وترشه على اللوحة البلاستيكية المستخدمة فى الرسم وبأصابعها تشكل فراغات لتصنع الشكل المطلوب.
ولأن الرسم بهاتين المادتين دقيق للغاية، تنصح ناستيا طلابها بالإحساس بالمادة فى أيديهم وتخيل شكل اللوحة وتنفيذ ما دار فى خيالهم بأصابعهم، مؤكدة أن مسح الرسم بالرمال أو البن أسهل بكثير من رسمه، وإذا كانت ناستيا تستخدم أحياناً قليلة مادة لاصقة لتلصق الرمل فهى فى أحيان كثيرة لا تستخدمها، لترسم لوحة مؤقتة يمكن أن تمحوها بيدها وترسم أخرى.
تمزج ناستيا أحياناً بين الرمل والبن فى لوحة واحدة، إلا أنها تؤكد أن الرسم بالرمال مختلف عنه بالبن وله تعاليم مختلفة، ويجب أن يتعلم الفنان كلاً منهما على حدة، علماً بأن الرسم بالبن أصعب منه بالرمال.
ناستيا تستخدم نصف كيلو بن فى اللوحة الصغيرة وهى أقل كمية يمكن استخدامها، وتستغرق ساعة وهى أقل مدة يمكن استغراقها فى اللوحة الواحدة. مصر كانت المحطة الرابعة لناستيا لتنشر هذا الفن الموفر صديق البيئة، بعدما نشرته فى كازاخستان وتركيا وأوكرانيا من خلال ورش العمل التى أقامتها هناك.