ديفيد فريدمان.. يميني متطرف سفيرا لواشنطن في إسرائيل (بروفيل)

كتب: شادي صبحي الإثنين 19-12-2016 16:21

جاء اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، المحامي اليميني المتطرف ديفيد فريدمان سفيرا لواشنطن في إسرائيل، بمثابة صدمة لأن فريدمان، 57عاما، مؤيد للاستيطان في الأراضي المحتلة، ومن داعمي ضم إسرائيل للضفة الغربية، ومن أشد المطالبين بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بما يهدد بتقويض حل الدولتين، وبما يحدث انقلابا في السياسة التقليدية لواشنطن بشأن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية ووضع القدس المحتلة.


ويعتبر فريدمان، الذي يتحدث اللغة العبرية بطلاقة، من «صقور» إدارة ترامب نظرا لأراءه المتطرفة تجاه عملية «السلام»، فهو معارض لحل الدولتين، ويتوافق مع ترامب برغبته في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإن اعتبرها المراقبون وعدا لايمكن تحقيقه لأن الإدارات السابقة لوحت به دون تنفيذه نظرا لأنه ينسف عملية السلام، ولكن تولي فريدمان منصبه الحساس ينذر بإمكانية تحقيقه، إذ قال فور اختياره إنه يتطلع إلى القيام بمهمته «من السفارة الأمريكية في القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل».


وفريدمان، صديق ترامب، ومحاميه منذ 15 عاما، ومستشاره في حملته الانتخابية، وهو خبير في العقارات وقضايا الإفلاس، هو ابن الحاخام موريس فريدمان الذي ترأس مجلس نيويورك للحاخامات، وتخرج فريدمان من كلية كولومبيا وكلية الحقوق في «جامعة نيويورك»، ويشبه فريدمان، اليهود الأمريكيين الذين يؤيدون حل الدولتين، باليهود الذين ساعدوا النازيين في الحرب العالمية الثانية، ووصف فريدمان، الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بأنه «معاد للسامية»، وفي حفل أقامه أنصار ترامب في القدس، في أكتوبر الماضي، قال فريدمان إنه في حالة وجود «إدارة لترامب فإنها لن تضغط أبدا إسرائيل من أجل حل الدولتين، أو أي حل آخر ضد رغبات الشعب الإسرائيلي»، وعبر خلال حملة الانتخابات عن دعمه توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، كما يقيم علاقات وثيقة مع المستوطني، وسرعان ما رحب أحد قادة المستوطنين يوسي داجان بتعيينه، ووصفه بـ«الصديق الحقيقي والشريك لدولة إسرائيل والمستوطنات»، وقال رئيس المنظمة الصهيونية في أمريكا، مورتون كلين، إن «من المحتمل أن يكون فريدمان أعظم سفير أمريكي لدى إسرائيل».


وتزيد مواقف فريدمان تجاه المستوطنات القلق أكثر من تصريحاته، فهو يترأس منظمة «أصدقاء مؤسسات بيت إيل في أمريكا»، الداعمة لمستوطنة كبيرة بالقرب من رام الله، ويتمتع بعلاقة وثيقة مع جاريد كوشنر، صهر ترامب، الذي يتوقع أن يعهد إليه الرئيس المنتخب الإشراف على ملف مفاوضات السلام، وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء «راض» عن التعيين، رحب مجلس «يشع» الاستيطاني الذي يمثل 400 الف مستوطن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، باختيار فريدمان.


ولاقي تعيين فريدمان انتقادات من المبعوث الأمريكي السابق لمفاوضات السلام، ديفيد آرون ميلر، إذ اعتبر أن اختياره بمثابة «سكب الزيت على الهشيم في الشرق الأوسط المشتعل»، وقال مفاوض السلام الإسرائيلي السابق، دانيال ليفي، إن ترامب «يهدد بقراره أمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة ويبشر الفلسطينيين بالمزيد من الحرمان والطرد، وسيزيد من جرأة المستوطنين»، وانتقدت منظمة «جي ستريت» اليسارية المؤيدة لإسرائيل بشدة تعيين فريدمان، معتبرة أنه «خطوة متهورة». ولا يزال اختيار فريدمان بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ قبل تولي المنصب.