تعيش 25 أسرة من أهالى منطقة تل العقارب بحى السيدة زينب، التى تم إخلاؤها ويجرى الآن تطويرها ضمن تطوير المناطق العشوائية، داخل مخيمات بشارع السد أو عين الصيرة القديم المواجه لـ«تل العقارب»، بعد استبعادهم من كشوف الحصر التى على إثرها تم نقل 530 أسرة كانت تعيش فى المنطقة العشوائية إلى مدينة 6 أكتوبر، لحين بناء مساكن عمرانية لهم بدلا من التى تم هدمها.
«المصرى اليوم» انتقلت إلى شارع السد البرانى بدوران زينهم، وهناك تفترش الأسر الشارع ليعيشوا حياة غير آدمية داخل خيام بدائية منذ 6 أشهر، ولا تحميهم وأطفالهم من حرارة الشمس أو برودة الجو.
معناة يومية تعيشها هذه الأسر، فمياه الشرب تتسولها من سكان المنطقة، وينتظرون مواعيد الصلاة لدخول حمامات المساجد المجاورة، وآخر الليل يحتمون من الأمطار فى مداخل العمارات.
رضا عزت إبراهيم، إحدى المقيمات بالمخيمات، تقول إن الأمطار تسببت فى إصابة ابنتها حبيبة سيد فهمى بالتهاب رئوى تم على إثره احتجازها فى مستشفى أبو الريش، مؤكدة أن الأمطار التى سقطت مؤخرا على محافظة القاهرة دمرت خيامهم ومقتنياتهم وجعلتهم يفرون إلى مداخل العمارات المجاورة للاختباء والاحتماء بها، الأمر الذى تسبب فى إعياء عدد كبير من كبار السن والأطفال واحتجازهم بالمستشفيات.
وتروى شرين منير عبدالجواد أنها كانت تعيش فى 7 حارة الشناوى بتل العقارب قبل إخلائها بالقوة الجبرية، وأن كل مأساتها تتلخص فى أنها كانت تعيش مع زوجها الضابط بالقوات المسلحة، وأنه تم الاستعلام عنه فوجد أنه يملك مساكن فى أماكن أخرى، إلا أنه الآن أصبح طليقها ولا تجد مكانا آخر يأويها سوى هذه الخيام، مؤكدة أن المخيم التى تعيش فيه يضم 6 أسر من أهالى تل العقارب.
ويذكر مدحت السيد يوسف أنه يعيش داخل خيمة هو وزوجته وأبنائه الـ4، بعد أن قام مسؤولو الحى بحصر أسرة واحدة بالعقار رقم 13 بحارة الشناوى الذى كان يقطنه، وكانت به 7 أسر، لافتا إلى أنه حرر عدة محاضر لإثبات حقه دون جدوى، وأن رئيس حى السيدة زينب وعده أكثر من مرة منذ شهر يوليو الماضى بحل مشكلته، وقال له: «هاشفلك تصريفة قريب»، وتدخلت سميرة زينهم فى الحديث قائلة إنها كانت تعيش مع أسرتها المكونة من بنتين وولد فى 21 حارة الحطاب قبل طردهم وهدمه، والآن أصبحوا مشردين فى الشارع، وأنها تخشى على أبنائها من الشارع وما يحدث فيه، مطالبة المسؤولين بإيجاد حل سريع لهم وإنقاذهم وأبنائهم من الضياع. ومن جانبها قالت جيهان عبدالرحمن، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إن عملية الحصر اعتمدت على تحريات الشرطة بمن يستحق ومن لا يستحق، والتى تضمنت بألا يكون للقاطنين بتل العقارب محل إقامة آخر، أو مستفيدون بوحدات سكنية من مشروعات الدولة فى السابق، كون المنطقة أملاك دولة، مع تقديم المستندات التى تدل على الإقامة الفعلية لحى السيدة زينب، مشددة على أن كافة المستحقين تم نقلهم فى وحدات سكنية بمنطقة 6 أكتوبر لحين بناء مساكن عمرانية حديثة لهم بتل العقارب، وأن كشوف الحصر استبعدت من لم تنطبق عليه شروط التخصيص من الذين لهم مساكن فى أماكن أخرى، أو الذين تم تخصيص وحدات سكنية لهم من المشروعات السكنية للدولة فى السابق.