أطلق الصحفي الألماني، كونستانتين شرايبر، والمخرج السوري، فراس الشاطر الذي يقطن في برلين، حملة في وسائل التواصل الاجتماعي للتضامن مع حلب #maketwitterred و#makefacebookred.
ومن خلال حملتهما التي تحمل شعار «لا تنسوا حلب»، يوجه «شرايبر» و«الشاطر» دعوة لاحتجاج صامت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول «شرايبر»: «رؤية الصور المروعة للأطفال المصابين والقتلى لا يطاق.. والمرء عاجز وحائر أمامها، فعبر هذه الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن للمرء أن يعبر عن تعاطفه ويلفت الانتباه إلى وضع الناس في حلب».
وأضاف: «التضامن هو في نهاية الأمر أقل ما يمكن إظهاره»، مشيرًا إلى أن «الحملة لا تقدم مساعدة عملية، بل تريد القول إننا نعرف ما يحدث».
ووقع حوالي 500 ألف مستخدم للإنترنت، وفي غضون أربعة أشهر عريضة «يا قادة العالم: تحركوا الآن وأنقذوا حياتنا في حلب»، ووجه النشطاء هذه العريضة، التي كتبها حمزة الخطيب، طبيب من شرق حلب، للقادة الغربيين بما فيهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
والسؤال المطروح هنا: هل ستدفع العرائض والتعليقات والرسائل المباشرة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي الدبلوماسيين للتدخل بدرجة أكبر للأشخاص الذين يعانون في حلب؟، في حالة ألمانيا دفع العدد الكبير من النداءات والرسائل الموجهة إلى المسؤولين الألمان بوزارة الخارجية في برلين للتجاوب معها، وقدمت شروحات مفصلة حول كيفية العمل على إيجاد حل للوضع.
وقال الباحث في العلوم السياسية، إلياس بيرابو: «أخروجوا إلى الشارع، حاولوا بطريقة أو بأخرى إقناع المجتمع الدولي بأننا لازلنا نستطيع مغادرة هذا المكان أحياء».
يقول إلياس بيرابو، في حديث لـDW: «صحيح أننا مستضعفون غير أنه بإمكاننا على الأقل أن نظهر للناس في حلب بأننا نراهم ونحاول القيام بشيء من أجلهم».
وتابع: «نحن نرى هنا كيف يموت الناس أمام أعيننا والآن، ولهذا السبب يجب أن يكون هناك رد فعل سياسي آني».
ويرى «إلياس» أن الفرق بين جرائم حلب وبين مذبحة سربرينيتسا (البوسنة) أو الإبادة الجماعية في رواندا، هو أن الجرائم في تلك الدول ظهرت بشكل تدريجي، بينما في حلب تحدث مباشرة أمام الأعين.
ويسعى إلياس بيرابو وزملاؤه إلى ممارسة الضغط من خلال المظاهرات، وفي يوم الثلاثاء الماضي، نظموا مسيرة في العاصمة الألمانية برلين انطلقت من مقر سفارة الولايات المتحدة إلى مقر سفارة روسيا، وشهدت المظاهرة مشاركة حوالي 500 شخص.
ديتر شوتس، المتحدث باسم الصليب الأحمر، في مقابلة مع DW، قال: «نساعد أيضًا الناس في حلب، ونقدم يوميًا 6500 وجبة، ونصلح خزانات مياه الشرب، كما نشرف على ثلاث عيادات طبية متنقلة».