«أوكسفام»: توطين 3% من 5 ملايين لاجئ سوري بالبلدان الغنية 

كتب: متولي سالم الجمعة 16-12-2016 10:55

أعادت الدول الغنية توطين ما يقلّ عن 3% من أصل حوالي خمسة ملايين لاجئ سوري يعيشون في دول الجوار السوري، وفقًا لما جاء في تقرير جديد نشرته منظمة أوكسفام الدولية، الجمعة.

وقالت المنظمة، في تقرير لها، إن ضعف الإرادة السياسية وتنامي الخوف من الغرباء أدى إلى ردّة فعل عنيفة ضد اللاجئين في العديد من الدول.

واستعرض التقرير إعادة التوطين في ثماني دول هي أستراليا وكندا وألمانيا وهولندا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وخلصت إلى وجود معوقات في بعض الدول تؤخر وصول اللاجئين السوريين كالإجراءات الطويلة والتدقيق الأمني والمناخ السياسي العام الذي يزداد عدائية تجاه اللاجئين، أمّا في دول أخرى، فقد أدّت زيادة الموارد البشرية والمالية والسياسية إلى تحسّن في عملية إعادة التوطين.

وأوضح التقرير أن الأردن ولبنان وتركيا يستضيف الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين يصل عددهم إلى حوالي خمسة ملايين شخص مسجّل، وقد واجهت هذه الدول الثلاث مع العراق ومصر أزمة اللاجئين بدعم مالي محدود من الدول الأخرى، موضحًا أنه حتى ديسمبر الجاري لم يسدّد سوى نصف تمويل الاستجابة الإنسانية لأزمة اللاجئين السوريين.

ويقول آندي بايكر، مسؤول الاستجابة للأزمة السورية في منظمة أوكسفام: «نتج عن التغطية الإعلامية لغرق الأطفال دعم هائل من عدة دول، واستجابت بعض الحكومات الغنيّة لدعوة مواطنيها وما تمليه عليها ضمائرها، فتعهدت بإعادة توطين اللاجئين الأشدّ ضعفًا، ولكن في كثير من الأحيان خلال العام الماضي رأينا بعض القادة يصغون لردات الفعل الشعبية التي تمثلت في التعبير عن خوف وكراهية متناميين تجاه اللاجئين، ويدفع اللاجئون السوريون الأشدّ ضعفًا ثمن ذلك كله».

وأضاف: «ينتشر حوالي 130 ألف سوري في الدول الغنية حول العالم، وهو عدد ضئيل، ولاسيّما إذا ما قارنّاه بعدد اللاجئين في لبنان، حيث يشكل خمس السكان، وفيما لن تحلّ إعادة التوطين أزمة اللاجئين، إلا أنها طريقة ملموسة لتوفير الأمل للعديد من اللاجئين ووسيلة من وسائل التضامن مع دول الجوار السوري التي تستضيف الغالبية العظمى من الرجال والنساء والأطفال الذين فرّوا من الحرب».

وخلال العام الماضي، أعادت كندا توطين قرابة 35 ألف لاجئ سوري في الوقت الذي لم تعد بريطانيا فيه توطين سوى ما يزيد بقليل على ثلاثة آلاف، وتشير مقارنة سريعة لحجم الاقتصاد في كلا البلدين إلى أنّه منذ بداية النزاع في سوريا استقبلت كندا 248% من حصتها من اللاجئين الأشدّ ضعفًا مقابل حصة ضئيلة بلغت 18% فقط للمملكة المتحدة.

وطالبت منظمة أوكسفام، المجتمع الدولي، بتشارك مسؤولية اللاجئين السوريين بصورة أكثر إنصافًا من خلال إعادة التوطين أو تقديم أشكال أخرى من القبول الإنساني لما لا يقل عن 10% من اللاجئين يكونون من الأشدّ ضعفًا بحلول نهاية العام 2017، ذلك بالإضافة إلى أشكال القبول الأخرى مثل لم شمل الأسر ومنح التأشيرات للطلاب، مشددة على أنه يتوجّب على بعض الدول الغنية أن تحسن عملية استقبال اللاجئين الأشدّ ضعفًا، وأن تستقي الدروس من الدول الأخرى التي أخذت بزمام المبادرة، كما أن عليها في الوقت ذاته محاربة المخاوف السلبية وغير المبرّرة والخطاب الشعبي المعادي للاجئين.

وأشارت المنظمة إلى أن إعادة توطين اللاجئين في هولندا تستغرق ما يعادل ستة أشهر، فيما قد تستغرق العملية في دول أخرى خمس سنوات، فيما نشرت كندا قرابة 500 موظف إضافي في سفاراتها في دول الجوار السوري تسريعًا لعملية إعادة التوطين، وعلى الرغم من إرسال الولايات المتحدّة المزيد من الموظفين وتعزيز مواردها في المنطقة، لم تسهم سوى بـ10% فقط من حصتها العادلة.

ورفضت إسبانيا طلب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إصدار 500 تأشيرة لطلاب سوريين من الأردن ولبنان، على الرغم من التأييد الشعبي العام لإعادة توطين اللاجئين في إسبانيا، بينما في روسيا حصل سوريان فقط على اللجوء، على الرغم من كون موسكو طرفًا في اتفاقية اللاجئين لعام 1951.