عزيزى نيوتن...
«أكرر شكرى لكم للاهتمام بالمشكلة السكانية وتخصيص عمودكم المقروء ثلاث مرات فى أقل من أسبوع لعرض آرائك (الخميس 8- 12- 2016)، وتعليق الدكتور على عبدالحميد، السبت (10- 12- 2016)، وتعليقى على تلك المشكلة، التى تُعد وبحق أخطر وأهم المشاكل والتحديات التى تواجه مجتمعنا فى المستقبل القريب (الأربعاء 14- 12- 2016).. وأستغل كرمكم بالاستجابة لطلبى باستغلال هذا المكان للتوعية بحقائق تلك المشكلة وانعكاساتها السلبية الخطيرة، وأيضاً لتوضيح خريطة طريق للتغلب على تلك المشكلة، وتحقيق التوازن بين النمو السكانى والنمو الاقتصادى.
ونبدأ بإعادة التذكير بحقائق تلك المشكلة، التى تكمن فى جانبها الأكبر فى عدم التوازن بين النمو السكانى والنمو الاقتصادى، وعدم كفاية الموارد والإمكانيات لتقديم الخدمات الضرورية من تعليم ورعاية صحية وطرق وإسكان ومواد غذائية أساسية بأسعار مناسبة.. وأدى هذا الخلل فى التوازن بين السكان والموارد وعجز الدولة عن القيام بدورها التنموى إلى تراجع مستويات معيشة فئات عديدة فى المجتمع، وتدنى خصائصها السكانية، فبلغ معدل الأمية 20.9% عام 2015 من إجمالى السكان عشر سنوات فأكثر، وترتفع هذه النسبة بين الإناث إلى 27.3%، وبلغ معدل البطالة 12.8% عام 2015 من قوة العمل، ويزداد هذا المعدل بين الشباب من 15 إلى 29 سنة إلى 26.1%، وبين الإناث إلى 24.2%.. ووصلت نسبة الفقر- فى آخر مسح للدخل والإنفاق والاستهلاك عام 2015- إلى 27.8% من السكان، ترتفع تلك النسبة فى معظم محافظات الوجه القبلى إلى أكثر من 50%، كما بلغ متوسط الاستهلاك الفعلى للأسرة لأفقر 10% من السكان 21.8 ألف جنيه سنويا للأسرة، بواقع حوالى 1800 جنيه شهريا، أى تحت متوسط خط الفقر، الذى تبلغ قيمته حوالى 2000 جنيه للأسرة.
كما يتضح ارتفاع معدل الخصوبة (متوسط عدد المواليد للسيدة خلال فترة حياتها الإنجابية)، الذى بلغ 3.5 طفل لكل سيدة عام 2014، مقابل 3 فقط عام 2008، وتبرز ظاهرة الزواج المبكر كأحد روافد وأسباب هذه المشكلة، حيث بلغت نسبة الإناث المتزوجات (أقل من 20 سنة) 26.9% من إجمالى الإناث المتزوجات عام 2015، وفى هذا الإطار أوضح أن بيانات تعداد 2006 (آخر تعداد) أظهرت أن عدد الأرامل أقل من 20 سنة بلغ حوالى 4500، ومثله عدد المطلقات أقل من 20 سنة.
مما سبق تتضح الآثار السلبية على خصائص السكان من ارتفاع معدلات النمو السكانى».
اللواء أبوبكر الجندى