اهتمت الصحف الإسرائيلية، الصادرة صباح الأربعاء، بخبر إلغاء زيارة الرئيس الروسي «دميتري مدفيديف» إلى إسرائيل، في الوقت الذي قرر فيه عدم إلغاء زيارته إلى الأردن والضفة الغربية.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تدريب قام به عدد من الضباط الإسرائيليين للتعامل مع غاز الأعصاب السام في الولايات المتحدة، تحسباً لهجوم كيماوي على إسرائيل. وقالت «معاريف» إن النسر الإسرائيلي الذي تم إمساكه في السعودية والمتهم بالتجسس عبر جهاز إرسال، ليس إلا «دليل إضافي على خصوبة خيال قوات الأمن العربية».
وقالت «هاآرتس» إن «نتنياهو» توجه بالفعل، الثلاثاء، برسالة إلى الرئيس الأمريكي يطلب فيها إطلاق سراح الجاسوس «جوناثان بولارد» لأسباب إنسانية.
«يديعوت أحرونوت»
اهتمت الصحيفة بنبأ إلغاء زيارة الرئيس الروسي «دميتري مدفيديف» إلى إسرائيل، وقالت الصحيفة: «المحادثة التليفونية بين الرئيس الإسرائيلي بيريز والرئيس الروسي، دميتري مدفيديف، كشفت أن الأخير لن يزور إسرائيل بسبب احتجاجات الموظفين في وزارة الخارجية الإسرائيلية على تدني أجورهم، إلا أنه لم يلغي زيارته للأردن، والسلطة الفلسطينية».
وقالت الصحيفة إن مكتب الرئيس الإسرائيلي، أعلن الثلاثاء، أن «رئيس روسيا استجاب لدعوة بيريز لعقد لقاء عمل سياسي معه في نهاية الشهر في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي سيعقد في دافوس، وفي هذا السياق أشار مدفيديف إلى أنه بعد زيارته للأردن ولقائه المرتقب مع الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، في أريحا سيكون للرئيسين فرصة للمناقشة في دافوس حول سبل إحراز تقدم في العملية السلمية».
وكان مقرراً أن يتوجه إلى إسرائيل في الفترة ما بين 17 و19 يناير، على رأس وفد مكون من 500 شخصية، من بينهم 300 رجل أعمال، بالإضافة إلى وزراء بارزين، إلا أن الزيارة تم إلغاؤها بعد تهديد الموظفين في وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم مشاركتهم في استقبال الرئيس الروسي، احتجاجاً على تدني أجورهم.
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، نقل ملف المحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية إلى مساعديه «دينيس روس»، و«جورج ميتشل»، وأنه ابتعد عن التعامل مع الملف بشكل شخصي بسبب شعوره بالإحباط من جراء رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» كشف موقفه في القضايا الجوهرية، كالقدس واللاجئين والحدود.
وقالت الصحيفة إن «روس» سيصل إلى إسرائيل لبحث قضية الأبعاد الأمنية لتسوية مستقبلية، وكشفت عن حالة من التوتر تسود العلاقة بين «روس» و«ميتشل» بسبب الاختلاف على صلاحيات كل منهما في هذا الملف.
من ناحية أخرى قالت «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان: «تدريب حي بغاز الأعصاب: جنود داخل سحابة من الغاز السام»، إن 97 ضابطاً من وحدات الوقاية من الأسلحة الكيماوية في الجيش الإسرائيلي أنهوا دورة تدريبية في الولايات المتحدة على التعامل مع غاز الأعصاب.
وقالت الصحيفة إن الضباط الإسرائيليين تعرضوا للغاز وخرجوا منه دون أن يصبهم أذى، وذلك في مناورة تحاكي هجوم على إسرائيل بأسلحة كيماوية.
وقالت الصحيفة إن هدف التدريب هو «تأهيل الضباط المسؤولين عن تشخيص ومعالجة المواقع الملوثة بالمواد الكيماوية السامة للتعامل مع هذا التهديد الخطير غير التقليدي من خلال إخضاعهم لتدريب حي بصورة عملية وليس فقط بصورة وهمية ونظرية».
«معاريف»
صحيفة «معاريف» تابعت ما كشفته، الثلاثاء، عن توجه كتلة حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» بطلب إلى الكنيست لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق مع عدد من المنظمات الحقوقية في إسرائيل بتهمة الكشف عن معلومات شخصية للجنود الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة، الأربعاء، إن 16 منظمة حقوقية إسرائيلية أصدروا بياناً الثلاثاء طالبوا فيه «ليبرمان» بدعوتهم للتحقيق معهم، وأشارت الصحيفة إلى أن البيان تم توجيهه لأعضاء الكنيست الذين يؤيدون مبادرة لجنة التحقيق.
وجاء في البيان الذي نشرت «معاريف» مقتطفات منه «تريدون التحقيق؟ حققوا معنا كلنا، لا يوجد لدينا ما نخفيه، أنتم مدعوون لقراءة تقاريرنا ونشراتنا».
وأضاف البيان: «هذا لم ينجح في الماضي، وسيفشل هذه المرة أيضاً»، ومن المتوقع أن يناقش الكنيست الإسرائيلي في جلسته، الأربعاء، طلب تشكيل لجنة التحقيق.
من ناحية أخرى، نقلت «معاريف» تصريحات لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي «داني أيالون» تسخر من اعتراف بعض دول أمريكا اللاتينية بدولة فلسطينية على حدود 67، وهي التصريحات التي تأتي متناقضة تماماً مع كل المواقف التي صدرت عن الحكومة الإسرائيلية مؤخراً وعن «أيالون نفسه».
تصريحات «أيالون» التي جاءت في مناقشة للجنة الهجرة واستيعاب المهاجرين في الكنيست، قال فيها: «الفلسطينيون يحاولون الحصول على دعم دولي من أجل أن يفرضوا هنا حلاً أحادي الجانب، عن طريق الضغط الدولي على إسرائيل، وأنا لا أرى أن هناك خطراً كبيراً باعتراف دول كهذه وغيرها بفلسطين»، وأضاف «أيالون»: «هذه محاولة متطورة قليلاً من الفلسطينيين، الذين يحاولون الحصول على دعم بحدود 48»، وتابع: «أبو مازن لم يتوجه إلى دول قريبة منا، ومتدخلة في المسيرة، ولها مصالح في الوصول إلى حل متفق عليه، لكنه ذهب إلى دول عبر المحيطات، متوسلاً وطالباً الاعتراف، وحتى الآن لم يحصل إلا على أربعة رسائل».
وعلى حد قول «أيالون» فإنه «حتى هذه الدول التي أعلنت دعمها لدولة فلسطينية شددوا على الحاجة إلى حل متفق عليه، يتضمن ضمان أمن إسرائيل».
وأضاف: «في نهاية الأمر ما سيحدد الوضع هو الموقف على الأرض، اليوم إسرائيل تدافع عن نفسها، نحن لسنا ورقة في مهب الريح، ونحن لن ندير مفاوضات بينما هناك سلاح مرفوع، وكما كان الوقت لا يعمل ضدنا طوال 63 سنة، فإن الوقت لن يعمل ضدنا في المستقبل، والمفاوضات ستعقد هنا، ولن تتم بالإكراه».
وعلقت «معاريف» على قضية النسر «الإسرائيلي» الذي تم إمساكه في السعودية، الذي قالت عنه الصحيفة أن «كل خطأه أنه كان يحمل جهاز جي بي إس مكتوب عليه «جامعة تل أبيب»، في السعودية اعتبروا النسر جاسوساً إسرائيلياً»، بحسب «معاريف» التي أضافت: « هذا الحادث دليل آخر على خصوبة خيال قوات الأمن في الدول العربية، النابعة من خوف من الأذرع الطويلة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، ويأتي بعد حوالي شهر من نشر أخبار في مصر مفادها أن أسماك القرش في شرم الشيخ هي مؤامرة من الموساد الإسرائيلي».
وقالت الصحيفة إن النسر المسجل في إسرائيل تحت رقم R65«يتم استخدامه لأغراض بحثية ولذلك تم تزويده بجهاز إرسال»، وأشارت الصحيفة إلى أن النسر «تم إمساكه بالقرب من أحد المنازل في مدينة حائل بالسعودية، ومن أمسكوه أعربوا عن استغرابهم من أن الحلقة الموجودة حول قدمه والمكتوب عليها بالإنجليزية اسم جامعة تل أبيب، وأيضاً الإشارة إلى أن المنشأ إسرائيل، ولكن الضجة الكبيرة حدثت من جهاز الإرسال، الذي اعتقدوا بسببه أن الأمر بغرض التجسس، لذلك استدعوا قوات الأمن السعودية»، بحسب «معاريف».
«هاآرتس»
قالت صحيفة «هاآرتس» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، أرسل، الثلاثاء، رسالة للرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، طلب فيها إطلاق سراح الجاسوس «جوناثان بولارد»، لأسباب إنسانية، وقرأ «نتنياهو» رسالته من على منصة الكنيست في جلسة الثلاثاء.
وقالت الصحيفة إن هذه هي المرة الأولى التي تتقدم فيها إسرائيل بطلب رسمي وواضح للولايات المتحدة من أجل الإفراج عن «بولارد»، وأشارت إلى اجتماع «نتنياهو» مع «إستر بولارد» زوجة الجاسوس الإسرائيلي، التي نقلت له خطاباً من زوجها يطلب فيه من رئيس الوزراء التوجه بشكل رسمي للإدارة الأمريكية بطلب من أجل إطلاق سراحه، وأيضاً إلى لقاء «نتنياهو» بنائب وزير الدفاع الأمريكي السابق «لورانس كورف»، الذي أبلغ «نتنياهو» «أن توجها رسميا وواضحا للإدارة الأمريكية في هذه القضية من شأنه إطلاق سراح بولارد».
وقالت «هاآراتس» إن «نتنياهو» أبلغهما أن «توجهاً من هذا النوع قد يضر بالجهود الرامية لإطلاق سراح بولارد»، إلا أنهما أبلغاه باستعدادهما تحمل خطورة هذا التوجه، وأوضحت «هاآرتس» أن «نتنياهو» تحدث في الشهور الأخيرة في قضية «بولارد» مع وزيرة الخارجية «هيلاري كلينتون»، ومع الرئيس «أوباما» وأيضاً مع مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية، وأشارت الصحيفة إلى أن «نتنياهو» سبق له أن زار بولارد في السجن بشكل شخصي.
يذكر أن «بولارد» المسجون في الولايات المتحدة منذ 25 عاماً، هو مواطن أمريكي كان يتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، وتمت إدانته بالسجن مدى الحياة.