رفض المسؤولون فى إحدى الشركات العاملة فى مجال الاستشارات الصمت أو السكون تجاه الحادث الإرهابى الذى وقع فى مدينة الإسكندرية، منتصف ليل الجمعة الماضى، وأسفر عن مصرع 22 شخصاً وإصابة العشرات، مؤكدين أن عدم القيام بأى فعل يتنافى مع ما يدرسونه من مفاهيم الإيجابية، والمشاركة، والاحترام، فقرروا تنحية مشاعر الحزن والأسى التى سيطرت عليهم باعتبارهم مصريين أولاً وأخيراً جانباً، والتفكير فى عمل إيجابى يهدف إلى لم شمل طرفى الأمة من مسلمين وأقباط.
قال المسؤولون إنهم قرروا أن يتوجه جميع موظفى الشركة بمن فيهم عمال المطبخ والنظافة إلى كنيسة الأقباط الأدفنست المجاورة للشركة، لتقديم واجب العزاء إليهم باعتبارهم جيرانهم، ورمزياً إلى جميع المسيحيين بشكل عام، وأكدوا لهم أنهم يشعرون بعميق الأسى والحزن تجاه الحادث الذى أحدث جرحاً غائراً فى قلوبهم ونفوسهم.
ولفت المسؤولون إلى أنهم لم يكتفوا بزيارة الكنيسة فحسب، لكنهم توجهوا إلى جيرانهم الأقباط فى نفس العمارة، وزاروا الموجودين منهم، فاستقبلوهم بنفس الحفاوة والترحاب الممزوج بالأسى والحزن، مشيرين إلى أنهم اكتشفوا أن لهم جارة مسيحية كبيرة فى السن، وتعمل على خدمتها وتطبيبها ممرضة مسلمة تعيش معها منذ سنوات، واستقبلتهم السيدة بمشاعر جياشة وفياضة، وأعربت عن شديد امتنانها لزيارتهم.