البابا شنودة: سنحتفل بأعياد الميلاد.. ولا نرغب فى التصعيد مع الدولة

كتب: عماد خليل الثلاثاء 04-01-2011 20:29

أكد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستحتفل بأعياد الميلاد المجيد لأن عدم الاحتفال يعنى من جهة أننا غير متدينين، ومن جهة أخرى يعتبر تصعيدا للأمور بطريقة خطيرة لا تؤدى إلى نتيجة، كما أن عدم الاحتفال بالعيد فيه نوع من الاحتكاك بالدولة، والإيحاء بأن الاقباط تحكمهم العواطف وليس العقل والحكمة.


وأضاف البابا، فى حوار مع التليفزيون المصرى مساء أمس الأول أجراه عبداللطيف المناوى، رئيس مركز أخبار مصر، أن هناك من «اندس» داخل مظاهرات الأقباط فى الفترة الأخيرة، كما أن هناك ألفاظا غير لائقة وعنفاً حاول البعض استخدامه وهو أسلوب بعيد كل البعد عن قيم الأقباط، وأضاف: «أرجو أن نتحكم فيما نفعله وأن نحسب ردود الفعل حتى لا نخسر القضية».


وأشار البابا إلى غضب الجميع بسبب الشرور التى تحدث، ولكننا، كأقباط، نحسب حسابا لما نفعله وكذلك ردود الأفعال المقابلة، وهذا لا يعنى كتم المشاعر وإنما ضبطها حتى لا نخطئ.


وأنكر شنودة حدوث صدام بين الأقباط والمسلمين بعد الأحداث، مشيرا إلى تعاطف المسلمين مع الأقباط ضد عدو مشترك يريد أن يزلزل سلام هذا البلد، وأضاف: «نرفض زعزعة هذا الاستقرار على الإطلاق».


وعن كيفية قطع الطريق أمام الاحتقان بين المسلمين والأقباط، قال البابا إن الدولة عليها واجب ويجب أن ترى ما هى مشاكل الأقباط وتحلها، ونحن من جانبنا نؤمن بسيادة القانون، ولكن يجب أن ننظر أيضا إلى ضرورة عدالته، ومن ضمن عدالة القانون أن يسرى على جميع المواطنين.


وحول مفهوم المواطنة فى مصر قال البطريرك إن كلمة المواطنة كلمة جميلة، وإن كل الناس تتغنى بها دون الدخول فى تفاصيلها وكيفية تطبيقها على أرض الواقع. مشيرا إلى حساب الله يوم القيامة للمسؤولين وأصحاب السلطات، محذرا فى الوقت ذاته من استغلال مشاكل الفقر والبطالة لتبرير أعمال غير قانونية. وقال: «لابد أن ننتبه لكل أنواع الخلل الموجودة فى المجتمع ومحاولة علاجها لأن السكوت عليها لا يعنى أنها غير موجودة».


وعرّف البابا شنودة الوحدة الوطنية بأنها وحدة العمل والمشاعر، وأنها تحتاج إلى مفهوم عام يؤمن به الجميع، وبعد تحديد هذا المفهوم العام نبدأ العمل لتحقيقه، ونحتاج فى كل هذا إلى ثقافة اجتماعية وسياسية وأيضا روحية وتثبيت قيم إيجابية فى المجتمع.


وحول الإعلام وتناوله المسائل المتعلقة بالأزمات الطائفية، قال البابا: «إن كثيراً من وسائل الإعلام والصحافة لا تتحرى الدقة، وينقل بعضها تصريحات على لسانى لم أتحدث بها، وتنسب الصحف أحيانا لمصدر موثوق لكن لا أحد يعرف من هو المصدر الموثوق».


وعن تفاصيل لقائه مع شيخ الأزهر قال بطريرك الكرازة المرقسية: «إن اللقاء تطرق إلى أمرين، الأول تقديم واجب العزاء، والأمر الثانى هو التفكير فى تكوين ما يسمى بالعائلة المصرية، واقتراح أسماء لتتكون منها تلك العائلة لمناقشة عدد من المواضيع التى تخص العلاقة بين المسلمين والأقباط».


وقال البابا إن رحلاته للخارج للعلاج وليست للحديث مع رعايا الكنيسة فى المهجر. وأضاف: «أريد توجيه كلمة لأبنائنا فى القاهرة الذين يتظاهرون ويندس البعض بينهم، أن المشاكل تحل بالهدوء وليس بالهياج، وأن هناك اخطاء تعطل قضيتهم، وعلى الدولة أن تفعل لهم شيئا».