فى الوقت الذى طالبت فيه السلطات السورية بعثة الأمم المتحدة بمغادرة مدينة حمص بسبب ما أثاره وجودها من مظاهرات، اقتحمت القوات الأمنية والعسكرية السورية، الثلاثاء مجدداً العديد من المدن والبلدات السورية أمام تواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، وذلك بعدما أرسلت الأمم المتحدة بعثة إنسانية إلى سوريا مطلع الأسبوع الجارى، لمتابعة تأثير أعمال القمع التى تمارسها السلطات السورية، ضد المحتجين المناهضين لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، فيما تسربت أنباء عن مشروع قرار أمريكى أوروبى بمجلس الأمن الدولى يشمل عقوبات جديدة ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قوات أمنية تدعمها قوات عسكرية اقتحمت مدينة حرستا فى ريف دمشق بعد قطع جميع خطوط الاتصالات وشبكة الإنترنت، وأصيب 10 أشخاص فى اشتباكات مع الأمن ببلدة الكسوة.
كما اقتحمت قوات الأمن المدعومة بالدبابات مناطق: الميادين والقرية والطيانة فى محافظة دير الزور، التى بلغ عدد المعتقلين فيها 300 شخص خلال 24 ساعة، وأكثر من 3 آلاف منذ بداية اقتحامها حسب المصادر الحقوقية - بحسب الجزيرة نت.
ووقعت انفجارات قوية هزت بلدة الرستن بمحافظة حمص بعد تحليق مكثف للطيران الحربى السورى فوق المدينة، وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبدالرحمن، «إن 6 أشخاص قتلوا أمس وأصيب آخرون عندما أطلق رجال الأمن والشبيحة النار على متظاهرين فى حمص».
وسمع إطلاق نار كثيف ودوى انفجارات فى حى الغوطة بالمدينة التى ارتفع فيها عدد القتلى إلى 10 أشخاص منذ أمس الأول، كما داهمت قوات الأمن بلدات: كفر نبودة والقصابية وقلعة المضيق التابعة لمحافظة حماة، وأفادت المصادر بأن قوات الأمن السورية اعتقلت عشرات الناشطين فى حى الرمل بمدينة اللاذقية.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عدداً من المدرعات والحافلات التى تقل عناصر أمنية ومن يوصفون بالشبيحة وصلت إلى إدلب، كما قطعت الكهرباء عن مدن وبلدات فى محافظة درعا.
وفى غضون ذلك، طالبت السلطات السورية بعثة الأمم المتحدة بمغادرة مدينة حمص بسبب ما أثاره وجودها من تظاهرات، بحسب ما أكده المتحدث باسم الأمم المتحدة. وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن «البعثة توجهت أمس الأول إلى حمص كما كان مقررا وكانت هناك مظاهرة وطلب من البعثة المغادرة لأسباب أمنية».
وعلى الصعيد السياسى، اعتبر وزير الخارجية الفرنسى ألان جوبيه أن الرئيس السورى بشار الأسد لا يستطيع البقاء فى السلطة، مضيفا أن السقوط الوشيك لنظام معمر القذافى فى ليبيا ستكون له تداعيات كبيرة على سوريا.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، إن الرئيس السورى لم يف بتعهداته للمتظاهرين بوقف العمليات العسكرية، وطلب من الأسد «التجاوب مع المناشدات الدولية التى تطالبه بالكف عن قتل مواطنيه».
وقالت مصادر دبلوماسية إنه يتم إعداد قرار بمجلس الأمن الدولى سيدعو إلى فرض عقوبات جديدة من المجلس على النظام السورى. وأضافت المصادر أن مشروع القرار الذى صاغته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يتضمن عقوبات على عدة شركات سورية، ويدعو إلى إحالة الملف السورى إلى المحكمة الجنائية الدولية.
يأتى ذلك فيما صوت مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، على قرار يطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا. واعتمد القرار الذى اقترحته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول العربية الـ4 فى المجلس (السعودية والأردن وقطر والكويت) غداة جلسة استثنائية، بغالبية 33 صوتا مقابل 4 أصوات ضد وامتناع 9 عن التصويت.