أجمع عدد من الشخصيات العامة القبطية، على أن حادث «كنيسة القديسين» فى الإسكندرية، استهدف جميع المصريين، مسلمين وأقباطاً. ودعوا الأقباط إلى التحلى بالصبر، لحين انتهاء التحقيقات فى الحادث. وطالبوا الدولة بتطبيق قانون الطوارئ على الجميع، دون تمييز أو إلغائه. واستبعدوا قيام الأقباط باللجوء إلى ارتكاب أعمال عنف، ردا على الحادث، الذى قالوا إنه استهدف هز المجتمع وتهديد جميع أجهزة الدولة، كما دعوا لإخراج قانون العبادة الموحد إلى النور.
قال هانى عزيز، أمين عام جمعية «محبى مصر السلام»، إن الحادث أثيم وأليم ويستهدف مصر وليس الأقباط فقط. وأضاف: «الأقباط اليوم مستفزون بسبب وقوع الحادث فى نفس توقيت حادث يناير الماضى، الذى لم يتم حتى الآن محاكمة مرتكبيه، وهو ما يجعل الأقباط يشعرون بالحنق والاستفزاز».
وأكد أن الكنيسة، منذ وقوع الحادث، تحاول تهدئة الأقباط حتى لا يجرهم انفعالهم إلى عمل متهور، وأن الكنيسة كلفت الأنبا باخوميوس والأنبا يوأنس، سكرتير البابا، بتهدئة أهالى الضحايا، وتمت الجنازة بحضور مجموعة من الوزراء، موضحا أن الجميع متألم ومنفعل. وأضاف: «أعتقد أن تنظيم القاعدة هدد، قبل فترة، بارتكاب أعمال تخريبية، ويبدو أنه نفذ تهديده، فهذا الحادث عمل كبير ومنظم وغير مفتعل وتم التخطيط له جيداً».
وتابع عزيز: «الأقباط دائما ينفسون عن أنفسهم، بعيدا عن ممارسة العنف، ولا أتوقع أنهم قد يلجأون إلى الرد على العنف بالعنف، وارتكاب أى تصرف متهور، لأنه لا تعليم ولا ثقافة الأقباط تدعو للرد على الفعل بفعل، وكل ما نطالب به هو سرعة القبض على الجناة وتقديمهم للنيابة العامة وعندنا ثقة قوية فى النيابة العامة، والشرطة عندنا متميزة جدا وتستطيع الوصول إلى الجناة، لكننا نطالب بسرعة القبض على الجناة».
وكان عزيز قد أكد فى حواره مع الداعية الإسلامى خالد الجندى، عبر برنامج «مع الجندى» على قناة «أزهرى» الإسلامية يوم الإثنين وجود مشاكل حقيقية للأقباط مازالت معلقة منذ عقود عديدة تستوجب الحل، وأكد أن هناك مسلمين يتبرعون لبناء كنائس وآخرها كنيسة العمرانية التى شهدت فى نوفمبر الماضى صدامات عنيفة بسبب عدم وجود ضوابط تقنن بناء الكنائس بمصر، وقد أهاب بالسلطات التشريعية والأجهزة التنفيذية سرعة إقرار إصدار قانون خاص ببناء الكنائس، وأشار إلى حقيقة وجود بعض المندسين فى صفوف الأقباط الغاضبين، لافتاً إلى أن هؤلاء المندسين يحاولون استثمار مشاعر الغضب بسبب الأحداث الأخيرة مع سرعة الكشف عن الجناة ومحاكمتهم لتكون رادعا لكل من تسول له نفسه المساس بوحدة مصر.
وقالت جورجيت قلينى، إنه لا يجب أن نسبق الأحداث ونقوم بدور الجهة التى تصدر الحكم على هوية وطبيعة الجناة. وأضافت: «وارد جدا أن تكون هناك أصابع أجنبية وراء الحادث، ووارد أيضا أن يكون الذين قاموا بهذا الفعل (الدنىء) مجموعة متشبعة بفكر القاعدة داخل مصر، وأن تكون المظاهرات التى حدثت فى الإسكندرية مؤخرا لها دور فى ارتكاب هذا الحادث«. وقالت: «من المؤكد أن منفذى الحادث من الداخل».
أضافت جورجيت: «فى جميع الأحوال لن أقول إن الجريمة استهدفت المسيحيين فقط، لأننى أتصور أن هذا الحادث تحديدا الهدف منه بث الرعب والإرهاب فى نفوس المواطنين المصريين مسيحيين ومسلمين، والمقصود هز الكيان المصرى برمته وسلطة الدولة وأجهزتها، مما يشير إلى أن هناك تحديا للدولة وأمنها».
وتابعت: «تنظيم القاعدة هدد بارتكاب أعمال تخريبية، وخرجت أصوات عديدة قالت بمنتهى الحماس إنه لن تقع فى مصر أى أحداث عنف فنحن بلد الأمان وهمشوا هذه التهديدات واستبعدوها، وهذا استفزنى وجعلنى أسأل هذه الأصوات حاليا، بعدما حدث: (هل جاءت لها الجرأة الآن لتحاسب نفسها على ما فعلت، وإذا فرض صحة ما قيل بعد الحادث من أن رجال الأمن ليسوا مسؤولين عن منع الجريمة، ودورهم الحد منها، مثلما صرح المسؤولون، فلماذا لم تجهز الاستعدادات الأمنية القصوى تحسبا لوقوع أى جريمة وهذا هو السؤال الذى يفرض نفسه حاليا؟!)».
وطالبت «جورجيت» الدولة بتنفيذ توصيات لجنة تقصى الحقائق، التى صدرت منذ 35 عاما، فهى بمثابة روشتة لعلاج كثير من النقاط، التى من شأنها تحسين أوضاع المسيحيين والمواطنة. وقالت إن هذه التوصيات صدرت قبل إصدار مادة المواطنة فى الدستور، كما أنها تشمل قانون دور العبادة.
وقال منير فخرى عبدالنور، سكرتير عام حزب الوفد: «أنا أرفض تماما الخوض فى هذا النوع من الاستنتاجات، دون أى دراسة أو تحليل علمى أو تحقيق، فمن السهل أن أجد شماعة أعلق عليها ما حدث، سواء أسميها الخارج أو القاعدة أو إسرائيل». وأوضح: «لا أعتقد أن تهديد (القاعدة) سبب قاطع بأنه ارتكب الحادث رغم أنه تم بطريقة جديدة على مصر، لم تتطابق والجرائم التى حدثت من قبل». وتابع: «الكنيسة حدثت فيها مشاكل من قبل، ومن ناحية أخرى فإن الإسكندرية أصبحت بؤرة للتطرف، ومن ناحية ثالثة، فإن مصر تشهد مظاهرات منذ فترة تخرج من المساجد وبالتحديد من مسجد القائد بالإسكندرية ومسجد الفتح بالقاهرة تهاجم وتهتف وتشتم وتهدد واتهموا المسيحيين بأنهم جعلوا من الكنيسة مخزنا للسلاح وأنها تحتجز سيدتين مسيحيتين أسلمتا». واستطرد: «مافيش شك إن المناخ فى مصر أصبح متوتراً وقد يكون هذا هو سبب الحادث». وأضاف: «الحكمة ستفرض نفسها على المجتمع المصرى، وكى أكون واقعياً سأقول إن المجتمع المصرى يتعامل مع قضايا الوحدة الوطنية بشكل موسمى، ومثال ذلك حادث نجع حمادى الذى تم نسيانه، لدرجة أن مرتكبى الجريمة حتى هذه اللحظة لم يتم عقابهم على جريمتهم».