قال خبراء دبلوماسيون إن اتحاد دول التعاون الخليجى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً على نمط الاتحاد الأوروبى، فى حال قيامه، لن يستطيع مواجهة إيران عسكرياً، بعد أن تمكنت من تطوير أسلحتها بشكل كبير، بعد حربها التى استمرت 8 سنوات مع العراق، موضحين أن قلة عدد سكان الخليج، وعدم تنوع منتجاتهم، لن يؤديا إلى قيام اتحاد ناجح، بل هم فى حاجة إلى دولة كبيرة مثل مصر من أجل ضمان نجاح هذا الاتحاد.
وقال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق: «مجلس التعاون الخليجى الذى بدأ عام 1982 نجح فى الكثير من الخطوات نحو الاتحاد الكامل بين دول الخليج، فهناك حرية فى انتقال الأفراد، وتوحيد للجمارك، وشبه اتحاد اقتصادى، وتتبقى خطوة توحيد العملة، وهى الأخيرة التى تعطل الاتحاد بشكل كامل، وتعترض عليها سلطنة عمان».
وأضاف «بيومى»: «فى زيارة لمهاتير محمد إلى دبى، عام 98، عرضت عليه فكرة الاتحاد، فقال إنها تجربة جيدة، لكن لكى تنجحوا فى تطبيقها على أرض الواقع يجب أن تكون معكم دولة بحجم مصر، فعدد سكانكم لا يتجاوز 40 مليون نسمة، وبالتالى فأنتم- كسوق مستهلكة- لا تكفون لإقامة اقتصاد قوى، لكن دول الخليج لم تستمع لكلام (مهاتير)، ورفضت وجود مصر فى الاتحاد بصفة مراقب، وبالتالى لن ينجح هذا الاتحاد إلا فى حال انضمام مصر إليه». وتابع: «حتى إن دول الخليج لن تستطيع مواجهة دولة مثل إيران، وهى التى تمثل التهديد الأكبر لها، وذلك بسبب عدم امتلاك دول الخليج مجتمعة جيشا قويا، بدليل حاجتها إلى قوى عظمى، واجتماعها مع رئيسة وزراء بريطانيا حتى تُخوِّف بها إيران». وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأولويات التى وضعها الاتحاد تثير الاستغراب، وهى قيام اتحاد سياسى عسكرى أمنى اقتصادى، وقيادة العمل العربى المشترك.
وقال: «وهناك عدة معوقات أمام هذا الاتحاد، أولها أنه منذ سنتين طُرحت فكرة إقامة جيش موحد لمجلس التعاون الخليجى، وأعلنت عُمان أنها ستنسحب فوراً فى حالة تكوين هذا الجيش، لأنها لا تريد أن تدخل فى أى تحالف عسكرى ضد إيران، فعُمان ترى أن التقدم يجب أن يكون بالمنافسة وليس بالمواجهة العسكرية المباشرة، والدبلوماسية الهادئة هى السائدة فى السياسة العمانية، وفى الأساس لا يمكن الحديث عن أمن الخليج دون أن تؤخذ إيران فى الاعتبار، وهى التى تسيطر على الضفة الشرقية للخليج بالكامل، إضافة إلى نفوذها القوى فى العراق، وتفوقها العسكرى الذى بدأته منذ حربها فى الثمانينيات مع العراق، حيث طورت صناعات الأسلحة والصواريخ». وأضاف «رخا»: «التحدى الأكبر أمام الخليج هو التحدى الاقتصادى، فدول الخليج ليس لديها أى تنوع فى المنتجات، حيث تعتمد على تصدير سلعة أساسية، وهى البترول أو الغاز، وهما المورد الرئيسى لدخلها القومى، ومازالت تعتمد على الخارج فى استيراد السلع الاستهلاكية والعدد الأكبر من السلع الكبيرة والمتوسطة». وتابع: «أما دعوة رئيسة وزراء بريطانيا- وقولها إن أمن الخليج من أمن بريطانيا- فهى محاولة من الدولة العظمى للبحث عن استثمارات وسوق لاستيعاب منتجاتها، بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبى».