مؤخرا صدر عدد من الكتب الشابة التى تتناول قضية الفتنة الطائفية، مثل كتاب «مرة واحد مسلم ومرة واحد مسيحى» للشاب «محب سمير»، وكتاب آخر بعنوان «استجماتيزم فى المخ» لـ«مينا شنودة» و«مصطفى الصياد»، الكتابان على اختلاف الأسلوب وطريقة التعبير تناولا أزمة الطائفية فى مصر بأسلوب مباشر وصريح وساخر فى نفس الوقت، واجه المؤلفون العديد من الانتقادات لكنهم يصرون على أنه لا سبيل من التعامل مع الأزمة سوى المواجهة الصريحة بعيدا عن الأكليشيهات.
«محب سمير» مؤلف كتاب «مرة واحد مسلم ومرة واحد مسيحى»، يقول إنه واجه الكثير من الطائفية بعد صدور كتابه بالرغم من كل ما كان ينادى به داخل الكتاب «لاقيت مثلا واحد بيسألنى انت مسلم ولا مسيحى؟ وواحد تانى بيسألنى ليه ما عملتش اسم الكتاب مرة واحد مسيحى ومرة واحد مسلم؟ وفجأة لاقيت نفسى باتصنف على إنى كاتب قبطى، ومفيش حاجة اسمها كده، فيه كاتب مصرى أو كاتب أمريكى، لكن مش كاتب مسلم وكاتب قبطى»، قرر «سمير» كتابة «مرة واحد مسلم ومرة واحد مسيحى» لأنه مؤمن بأن العلاج لا يكون عن طريق المهدئات بل التعمق فى مشكلاتنا: «الكلام الجميل لما بيتقال عمال على بطال مابيعملش حاجة، علاج الجرح مش بالمكروكروم لكن بالكى، لازم نواجه المشاكل بجرأة علشان نخف». اختار «سمير» الكتابة بأسلوب ساخر لأن «الموضوع- على حد قوله- مسخرة»: «لو قلنا إن الأقباط أو المسلمين كلهم ولاد حلال يبقى بنكذب»، ويحكى «سمير» عن صديق له قام بشراء حوالى 20 نسخة من الكتاب لتوزيعه على أهله وأصدقائه لتوضيح الكثير من المفاهيم الخاطئة، وتحدث «سمير» أيضا عن عدد من المسلمين وعدد آخر من المسيحيين الذين اعترضوا على الكتاب، لأن كل طرف- كما يقول- أراده لصفه.
أما «مصطفى الصياد» كاتب «استجماتيزم فى المخ»، فيحكى عن اعتراض الكثير على الكتاب لعدم تقبلهم الفكرة، يقول «مصطفى الصياد» عن فكرة الكتاب «أنا ومينا شنودة أصحاب من حوالى 6 سنين وأقرب اتنين لبعض، فابتدينا نلاحظ إن فيه مشاكل كتير بين المسلمين والمسيحيين ومفيش حد بيتكلم عنها غير الكبار وبشكل سطحى، فقررنا نتكلم عنها فى كتاب بلغتنا إحنا كشباب وبشكل ساخر»، ويضيف: «الصياد» إن حل المشكلة يحتاج إلى تغيير الفكر، وتغيير الفكر يحتاج لمثل هذا النوع من الكتابة المباشرة، ويضيف «الصياد» أنه كما جاء بالكتاب المشكلة تبدأ من تربية الطفل، «فى الفصل مثلا يقول لك المسلم يرفع إيده والمسيحى لأ أو العكس ... وبعدين تبص تلاقى مطعم بيشغل مسلمين بس وشركة بتشغل مسيحيين بس»، ويؤكد «مينا شنودة» صديق «الصياد» والمؤلف الثانى للكتاب، أن حل المشكلة يحتاج إلى الكثير والكثير من الكتب وليس فقط كتاب واحد، ويقول «شنودة» إنه قبل كتابة «استجماتيزم فى المخ» لم يكن يعرف هو أو صديقه سبب الأزمة الموجودة لأنه- كما يقول- لم يشهدها فى دائرة معارفه وأصدقائه، ولكن بعد البحث وتوثيق العديد من المواقف الحقيقية اتضحت الرؤية قليلا، ويضيف «شنودة» قائلا «فيه ناس عاجبهم الكتاب ورحبوا بمناقشة مشكلة زى دى، وفيه ناس اعترضت، لأن فى النهاية محدش بيحب يتقال له انت غلطان، والكتاب ما كانش بينحاز لمسلمين أو مسيحيين وكان بيغلط الاتنين»، ويقول «شنودة» إنه يخطط لجمع اقتراحات من فئات مختلفة من الشعب لحل المشلكة، ودراسة الاقتراحات وتطوير الجيد منها وتقديمه للمسؤولين.