صحف تل أبيب: الكنيست يدعو لمقاطعة شركات «تتعاون مع الإرهاب الاقتصادي الفلسطيني»

كتب: أحمد بلال الثلاثاء 04-01-2011 12:31

 

اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، بالتحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في حادث مقتل الفلسطينية «جواهر أبورحمة» أثناء مشاركتها في مظاهرة ضد جدار الفصل العنصري في بلدة بلعين الفلسطينية، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وقالت «يديعوت أحرونوت» إن تحقيقات الجيش الإسرائيلي شككت في سبب الوفاة، وقالت إن الرواية الفلسطينية «رواية ملفقة»، فيما قالت «هاآرتس» إن أعضاء الكنيست الإسرائيليين سيتلقون اليوم دورة تدريبية لتعليمهم كيفية التعامل مع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، وقالت «معاريف» إن 42 عضوا من أعضاء الكنيست وقعوا على وثيقة تطالب بمقاطعة الشركات الإسرائيلية التي تعمل في بناء مدينة «روابي» الفلسطينية بتهمة «التعاون مع الإرهاب الاقتصادي الفلسطيني».

يديعوت أحرونوت

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «العاصفة الداخلية» التي ضربت حزب العمل قبل بضعة أشهر، مازالت مستمرة، الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة التحالف الذي تقوم عليه حكومة «بنيامين نتنياهو»، وأضافت الصحيفة أن مقربين من رئيس الحكومة، وعددا من الوزراء الإسرائيليين البارزين يعتقدون أن حزب العمل سينسحب من الحكومة خلال عدة أشهر بسبب حالة «الجمود السياسي»، ونقلت الصحيفة عمن وصفته بأنه «وزير بارز من أحد أحزاب اليمين» قوله إنه يعتقد أن الكنيست سيشهد انتخابات مبكرة.

وبحسب مصادر «يديعوت أحرونوت» المقربة من «نتنياهو» فإن حزب العمل سينسحب من الحكومة خلال شهر مارس أو أبريل المقبلين، وأشارت الصحيفة إلى أن تحالف «نتنياهو» يقوم حالياً على 74 عضوا بالكنيست، وأنه في حال انسحاب حزب العمل سيكون التحالف قائما على 61 عضوا، وسيلقى التحالف دعما بسيطا من حزب الاتحاد القومي.

كما أشارت الصحيفة إلى أن أعضاء الكنيست من حزب الاتحاد القومي كانوا قد قرروا قبل أسبوعين دعم «حكومة ضيقة»، وأضافت أنهم امتنعوا عن التصويت على ميزانية الدولة، مما يشير إلى تعاون مستقبلي مشترك بين كتلة المعارضة اليمينية والليكود، في حال انسحاب حزب العمل.

من ناحية أخرى، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي قولهم إن المتظاهرة الفلسطينية جواهر أبورحمة، التي توفيت أثناء المظاهرة الأسبوعية المحتجة على جدار الفصل العنصري في بلدة بعلين- لم تتوف بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع وإنما بسبب السرطان، وقالت المصادر إن الرواية الفلسطينية في هذا الشأن «رواية ملفقة».

وقالت الصحيفة إن التحقيق الذي قام به الجيش الإسرائيلي يثير العديد من الشكوك والتساؤلات التي تطعن في صحة الرواية الفلسطينية، وزعم التحقيق أنه تم اكتشاف نسبة كبيرة من أدوية السرطان في دم «أبورحمة» بعد تحليله، مما يشير إلى أن الوفاة حدثت بسبب مضاعفات هذه الأدوية، وقال التحقيق إن الجانب الفلسطيني رفض تشريح الجثة، وأنه لم يتقدم بطلب لنقل «جواهر أبورحمة» لتلقي العلاج في مستشفى في إسرائيل كما هو معتاد في مثل هذه الحوادث، بحسب «يديعوت أحرونوت».

«هاآرتس»

صحيفة «هاآرتس» قالت إن وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» غاضب على الموظفين في وزارته بعد أن اتفقت روسيا وإسرائيل صباح أمس، الاثنين، على إلغاء زيارة الرئيس الروسي «ديمتري ميدفيديف» إلى إسرائيل، وأشارت الصحيفة إلى أن «الروس قرروا إلغاء الزيارة التي كان من المقرر لها أن تتم خلال أسبوعين، وإرجاءها إلى موعد آخر، تخوفاً من تعرض الرئيس الروسي لموقف محرج بسبب غضب الموظفين في وزارة الخارجية واحتجاجهم على تدني رواتبهم».

وقالت الصحيفة إن العاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية كانوا قد أعلنوا في إطار احتجاجهم أنهم سيعملون على إفشال زيارة الرئيس الروسي، وتابعت: «الموظفون قالوا إنهم لن يشاركوا ولن يساعدوا في الاستعدادات للزيارة، وأرسلوا رسالة بهذا الأمر إلى وزارة الخارجية الروسية، وأعلنوا ذلك عبر إعلانات تم نشرها في الصحف الإسرائيلية باللغة الروسية».

كما نشرت «هاآرتس» خبراً عن دورة تدريبية، تبدأ اليوم الثلاثاء، يشارك فيها أعضاء الكنيست الإسرائيلي، الذين سيتعلمون خلالها كيفية التعامل مع الشبكات الاجتماعية، مثل الـ«فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يتدرب أعضاء الكنيست على كيفية الاستفادة من هذه الشبكات في أغراض برلمانية مثل تقوية العلاقة مع الناخبين وتعزيز الأفكار السياسية لدى الجمهور، وأضافت الصحيفة أن الدورة التدريبية بادر إليها رئيس الكنيست، «رؤوبين ريبلين»، بعد طلب توجه به إليه 10 من أعضاء الكنيست.

كما سيستعرض أعضاء الكنيست، بحسب «هاآرتس» الأنشطة التجارية والجماهيرية التي تتم عبر الـ«فيس بوك» في إسرائيل، وأيضاً استخدام الشبكات الاجتماعية من قبل الوزارات الحكومية، وحكومات وأعضاء البرلمان في أماكن مختلفة من العالم.

وقال أعضاء الكنيست العشر في رسالتهم إن: «الشبكات الاجتماعية هي سلاح هام جداً للحفاظ وتنمية العلاقة مع الناخبين»، وأضافوا أن «الناخبين يريدون معرفة أخبار نوابهم بشكل دائم، ومن المهم أن نحافظ على العلاقة مع الناخبين باستخدام هذه الشبكات».

معاريف

من جانبها، قالت صحيفة «معاريف» إن حزب «إسرائيل بيتنا»، الذي يتزعمه وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان»، بدأ حملة جديدة ضد عدد من منظمات المجتمع المدني في إسرائيل، التي اتهمها بجمع معلومات عن الجنود الإسرائيليين، في محاولة لجمع شهادات تثبت تورطهم في القيام بجرائم حرب، ونقلت الصحيفة عن عضوة الكنيست «فاينا كيرشنباوم» أن: «كتلة إسرائيل بيتنا ستعمل من أجل إقامة لجنة تحقيق برلمانية تبحث في أنشطة المنظمات وتبحث في مواردهم المالية».

وقالت «معاريف» إن من بين هذه المنظمات التي طالب حزب «إسرائيل بيتنا» بالتحقيق معها، منظمة «كسر الصمت»، «بتسليم»، «ماحسوم»، وبعض الأشخاص الذين اتهمهم الحزب بأنهم سربوا معلومات شخصية عن ضباط وجنود في الجيش الإسرائيلي على الإنترنت.

وبحسب عضوة الكنيست «كيرشنباوم»، فإن هذه المنظمات التي سيتناولها التحقيق «أضروا بشكل حقيقي بشرعية إسرائيل في العالم»، وأضافت «سنعمل بكل قوتنا من أجل إنشاء لجنة التحقيق»، واتهمت «كيرشنباوم» المنظمات الإسرائيلية المذكورة في اقتراحها بأنها «تتلقى تمويلاً من منظمات دولية مناهضة للصهيونية، ودول أجنبية من أجل الإضرار بشرعية إسرائيل في العالم».

وذكرت «معاريف» أن اقتراح تشكيل اللجنة تم تقديمه الاثنين، وستتم مناقشته في الكنيست غداً الأربعاء، وبحسب المذكرة التفسيرية للاقتراح، فإن «منظمات دولية تساعد منظمات إسرائيلية بهدف الإضرار بشرعية أنشطة الجيش الإسرائيلي، وبضباطه وجنوده»، وقالت الصحيفة إن اقتراح كتلة إسرائيل بيتنا لاقى دعماً كبيراً من قبل أحزاب اليمين في الكنيست، ومن بينهم معظم أعضاء كتلة حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».

من ناحية أخرى، قالت «معاريف» إن 48 عضوا بالكنيست الإسرائيلي وقعوا على وثيقة تطالب وزراء الحكومة بعدم التعاون مع حوالي 20 شركة تشارك في بناء «روابي»، المدينة الفلسطينية الجديدة التي يتم بناؤها على بعد 22 كيلو مترا شمال رام الله، والسبب بحسب الوثيقة هو أن الشركات التزمت بعدم شراء منتجات من مستوطنات بالضفة الغربية، ومن شرق القدس، ومن الجولان في مقابل توقيع العقد، وأشارت «معاريف» إلى أن حوالي نصف أعضاء كتلة حزب «كاديما» المعارض، الذي تتزعمه وزيرة الخارجية السابقة «تسيفي ليفني»، وقعوا على الوثيقة.

ووصفت الوثيقة الشركات الإسرائيلية التي وقعت عقد «روابي» بأنها: «شركات إسرائيلية باعت روحها الصهيونية وتضامنها الوطني، من أجل حفنة دولارات»، وأضافت الوثيقة أن: «كل الشركات الإسرائيلية التي تقدم خدمات البناء في روابي وافقت على التوقيع على اتفاق، سيشاركون بموجبه في الحصار الاقتصادي الفلسطيني، وبموجبه لن يشتروا منتجات من يهودا والسامرة (التسمية الصهيونية للضفة الغربية)، شرق القدس، وهضبة الجولان»، وتوجه الموقعون على الوثيقة بالنداء للحكومة لمقاطعة هذه الشركات قائلين: «نطالبكم، أنتم وزراء الحكومة من كل الكتل، بأن تمنعوا أي اتصال تجاري من الآن وصاعداً وأن تقاطعوا هذه الشركات التي وقعت أو ستوقع، على هذا الاتفاق المخجل، الذي يمثل تعاوناً مع الإرهاب الاقتصادي الفلسطيني».