تحقيقات «حادث الإسكندرية»: العثور على «رأس» ذى ملامح «أفغانية أو باكستانية» وسط الأشلاء

كتب: اخبار الإثنين 03-01-2011 20:53

تسلمت نيابة شرق الإسكندرية الكلية، الاثنين ، تقرير الصفة التشريحية الخاص بضحايا الحادث، الذى أسفر عن مصرع 22 شخصاً وإصابة 70 آخرين. قال التقرير إن نتائج فحص 18 جثة - 10 إناث و8 ذكور- وبعض الأشلاء لضحايا لم يتم التعرف عليهم، أثبتت أن الوفاة حدثت بسبب تهتك فى أماكن مختلفة فى أجسادهم، وبتر أجزاء منها، واحتراق البعض نتيجة احتراق السيارة التى كانت تقف أمام الكنيسة، مشيراً إلى أن معظم الضحايا أصيبوا بإصابات تفجيرية، وبعضهم بحروق لهيبية، وتهتك داخلى فى أعضاء الجسم، نتيجة تطاير الشظايا، واختراق أجسام معدنية أجسادهم.


وأضاف التقرير - الذى ورد فى 30 ورقة - أنه تم استخراج بعض الأجسام المعدنية من جثث الضحايا عبارة عن مسامير، ومعادن أخرى، وأمر المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام لنيابات استئناف الإسكندرية، بالتحفظ عليها وعرضها على رجال المعمل الجنائى الذين يواصلون العمل لكشف غموض الحادث وكيفية تنفيذه، وطلب استعجال تقرير الأدلة الجنائية والمعمل الجنائى حول الحادث.


وكشفت التحقيقات عن أنه تم العثور على رأس مبتور بين الأشلاء فى موقع الحادث، تم إرساله إلى المعمل الجنائى ولم يتعرف عليه أحد من أهالى المنطقة، أو أهالى الضحايا والمصابين، وأمرت النيابة بانتداب رسام ومصور وخبير تجميل لإزالة بعض التشوهات التى حدثت فى الرأس نتيجة الحادث، والتقاط صورة له لمساعدة أجهزة الأمن فى التوصل إلى باقى المتهمين، أو مساعديهم، وتحديد الجهة التى ينتمون إليها.


وقالت مصادر أمنية إن هناك مؤشرات تدل على أن الرأس لمتهم شارك فى ارتكاب الحادث، أو منفذ الجريمة، مشيرة إلى أن ملامحه تشير إلى أنه قد يكون أفغانياً أو باكستانياً، لافتة إلى أنه تم إلقاء القبض على أحد المصابين الذى يشتبه فى ارتكابه الحادث، بعد تعرف عدد من المصابين عليه.


وتواصل النيابة بإشراف المستشار عادل عمارة، المحامى العام لنيابات شرق الإسكندرية، تحقيقاتها فى الحادث، وأعادت الاثنين  الاستماع إلى أقوال أفراد الحراسة المعينين على الكنيسة، وأصحاب السيارات التى حدثت بها تلفيات نتيجة الانفجار.


وتكثف أجهزة الأمن جهودها لكشف ملابسات الحادث، وكشفت مصادر أمنية عن مشاركة 3 جهات سيادية فى التحقيقات، إلى جانب جهازى الأمن العام، ومباحث أمن الدولة، بهدف التوصل إلى هوية مرتكبى الحادث، فضلاً عن تشكيل فريق بحثى كبير للوقوف على أبعاد الحادث، مشيرة إلى أنه تم استجواب بعض المتسللين، وعدد كبير من المشتبه بهم، إلى جانب تشديد الإجراءات الأمنية فى المنافذ والمطارات، وتوسيع دائرة الاشتباه للوصول إلى أى خيوط تؤدى إلى كشف الجريمة.


وقالت المصادر إن هناك احتمالين للحادث، الأول أن المتهم ربما كان واقفاً إلى جوار السيارة الـ«سكودا» الخضراء وفجر نفسه، والثانى أنه دخل وسط الخارجين من الكنيسة وفجر نفسه بالقرب من السيارة، خاصة أن تقرير المعمل الجنائى استبعد أن تكون السيارة مفخخة.


وأضافت المصادر أن احتمالات وقوف جهات أجنبية وراء الحادث أصبحت مؤكدة، خاصة فى ظل تهديدات تنظيم القاعدة التى أطلقها منذ أكثر من شهرين، مؤكدة أنه رغم ذلك فإن أجهزة الأمن تبحث فى جميع الاتجاهات، ولا تترك ملفاً يمكنه كشف الأبعاد الكاملة للجريمة. وتابعت المصادر أن هناك تعليمات بإلغاء الإجازات والراحات لجميع الضباط فى جميع القطاعات، وضرورة تواجد الضباط فى الشوارع لتأمين المناطق الحيوية، خاصة دور العبادة، وضبط النفس عند التعامل مع أى أحداث شغب قد تقع أمام الكنائس والأديرة، على جانب زيادة الخدمات الأمنية على الكنائس من الخارج، مشيرة إلى أنه تم تزويد بعضها بعناصر سرية.


فى السياق نفسه، قال التقرير المبدئى للمعمل الجنائى إنه أصبح مؤكداً بشكل قاطع أن مرتكب الحادث كان يحمل عبوة شديدة الانفجار، ووقف بجوار السيارة ماركة «سكودا» خضراء اللون، وفجر نفسه، مما أدى إلى اشتعال السيارة، وأخرى ماركة «فولكس» رمادية اللون، مشيراً إلى أن الموجة الانفجارية وآثارها التدميرية تتطابق والوصف الجنائى للحادث، وأنها أحدثت تلفيات فى أبواب السيارة، ما يعنى أنها ليست صادرة من الداخل، ولو كانت من داخل السيارة لحدث العكس، كما أنها لم تكن على الأرض أو تحت السيارة، لأنها فى هذه الحالة كانت ستُحدث آثاراً تدميرية فى الأرض.