حين انطلقت منافسات الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي، كان الإسباني دييجو كوستا مهاجم تشيلسي مرشحًا للخروج من «ستامفورد بريدج» والعودة لفريقه السابق إتليتكو مدريد بعدما قدم أداءً مخيبًا للآمال الموسم الماضي.
وبعد مرور 14 جولة من المسابقة، يتربع الإسباني على قمة هدافي البريميرليج برصيد 11 هدفًا، وأصبح العنصر الأبرز في تشكيل فريقه، الذي يتصدر الترتيب بـ34 نقطة، حيث سجّل المهاجم ذو الأصول البرازيلية هدفًا في شباك مانشستر سيتي في قمة مباريات الجولة 14، السبت، وصنع هدفًا آخر سجله البرازيلي ويليان.
عودة للتألق
انتقل كوستا إلى تشيلسي في يونيو 2014، وفي موسمه الأول سجّل 20 هدفًا خلال 26 مباراة لعبها مع الفريق في الدوري، وتوّج تشيلسي باللقب لكنّ الموسم التالي كان سلبيًا للاعب الإسباني، الذي بدا غير قادر على الحفاظ على لياقته البدنية.
سجّل كوستا 12 هدفًا في الدوري، ودخل في خلافات مع مدربه البرتغالي خوزيه مورينيو وابتعد البلوز عن المنافسة حيث أنهى الفريق الموسم في المركز العاشر.
في موسمه الأول، قدّم لاعب البلوز نفسه باعتباره مهاجمًا متكاملاً يندرُ وجوده حاليًا. لا يعد كوستا المهاجم الأبرز فيما يتعلق بإنهاء الهجمات وإسكانها في الشباك، ولا يصنف أيضًا كأسرع مهاجم في العالم أو حتى ضمن أسرع المهاجمين. كما أنه ليس الأمهر بين لاعبي الخط الأمامي في الفرق الأوروبية الكبرى.
ورغم ذلك، يعد لاعب أتليتكو السابق الأكثر تكاملاً، لأنه، كما وصفته «سكاى سبورتس» في تقرير لها، الأحد، قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه كرأس حربة بجودة عالية.
وشرح أسطورة تشيلسي السابق جيانفرانكو زولا في تصريحات نشرتها صحيفة «مترو» الأحد، نقاط قوة هداف البلوز وقال: «ما يميّز كوستا؛ أنه من هذا النوع الذي بإمكانه أن يتواجد بمفرده في خط الهجوم بينما يتراجع باقي اللاعبين للدفاع». وأضاف: «لن تحتاج للهجوم بعدد كبير من اللاعبين في وجوده، كما أنه قادر على تحويل أي هجمة لهدف محقق في شباك منافسيه».
وأشار زولا إلى أن «الجاهزية البدنية لكوستا ولاعبي تشيلسي يعود الفضل فيها لأنتونيو كونتي» المدير الفني الحالي للفريق.
واستغل كوستا ثغرة في دفاع مانشستر سيتي وراوغ أوتاميندي مدافع السيتزنز وسجل هدف التعادل للبلوز.
ويملك كوستا مزايا أخرى عددّها أسطورة آرسنال تيري هنري وقال في تصريحات نشرتها «مترو» الأحد: «الأمر لا يتعلق بالأهداف التي يسجلها؛ كوستا يركض دائمًا في المساحات الخالية بين المدافعين. يظهر دائمًا للاعبي الوسط للحصول على الكرة، وحين يتسلم مدافعو المنافس الكرة يواجههم ويزعجهم، كما أنه قادر على صناعة الأهداف بين الحين والآخر»، وأضاف: «إذا كنت تدربه لن تستطيع أن تحتفظ به على مقاعد البدلاء»، وسجل كوستا هدفين من خارج منطقة الجزاء هذا الموسم، وهو أمر لم يحدث في أيّ من الموسمين الماضيين.
ميزة إضافية
عقب مباراة مانشستر سيتي قال البلجيكي إدين هازار لاعب تشيلسي: «كوستا دائمًا يسجل الأهداف، لكن الأمر مختلف هذه المرة؛ كان يسجل ويحصل على بطاقات صفراء وأحيانًا حمراء؛ لكته الآن أكثر هدوءًا»، ويعد هذا الهدوء ميزة إضافية للاعب الإسباني، ورغم السجل الحافل بالبطاقات في مسيرة كوستا إلا أنه لم تُوجّه له أي بطاقة خلال آخر 8 مباريات، وإذا حافظ اللاعب على سجله نظيفًا في المباراة المقبلة ستصبح المرة الأولى منذ 5 مواسم التي لا توجه له أي بطاقة خلال 9 مباريات متتالية.
يُذكر أن كوستا ينافسه التشيلي أليكسس سانشيز على صدارة هدافي المسابقة إذ رفع لاعب آرسنال رصيده إلى 11 هدفًا بعد ثلاثيته في مرمى وستهام السبت، ويتواجد خلفهما سيرجيو أجويرو لاعب مانشستر سيتي الموقوف.