هضبة الجلالة.. «الإرادة العسكرية» تتحدى المستحيل

كتب: داليا عثمان الجمعة 02-12-2016 20:52

على قدم وساق يتواصل العمل لإنجاز مشروع هضبة الجلالة السياحى العالمى بالعين السخنة، والذى يعمل به ٥٥ شركة وطنية، وترفرف روح الوطنية وتسود بين الجميع، لا فرق بين مشرف أو غفير، فالكل يعمل كأسرة واحدة لإخراج المشروع العملاق إلى النور في الوقت المطلوب وفى أبهى صورة للعالم أجمع.

لا صوت يعلو فوق أصوات المعدات و«الشواكيش» و«البلودزرات» و«الجرارات»، فالجميع يعملون في صمت، ويرفضون الراحة، ويواصلون الليل بالنهار من أجل إنجاز المشروع العملاق، حيث تم الانتهاء من حوالى ٧٠٪ من المشروع بخامات محلية 100% ذات مواصفات عالمية، ليظهر في جوف هضبة الجلالة إنجاز تاريخى يسطر بسواعد المصريين الذين قهروا الصعاب ونسفوا التحديات.

تبدأ الرحلة من الكيلو ١١٨ بطريق «القاهرة- العين السخنة» وبالتحديد من نفق «وادى حجول» لتظهر معالم طريق «هضبة الجلالة» الجديد في الظهور والذى يربط بين العين السخنة والزعفرانة بطول ٨٢ كيلومترا، ومن المقرر أن يخرج منه وصلتان إلى طريق «السخنة» القديم، الأولى بمنطقة «رأس أبوالدرج» بطول ١٧ كيلومتراً، والثانية في «وادى ملحة» بطول ١٣ كيلومترا، وتم تنفيذ ٧٥ كيلومترا بنسبة ٨٥٪ تقريباً من الطريق.

ويضم «منتجع الجلالة السياحى العالمى» مدينة دولية تنادى زائريها وهى «مارينا لليخوت»، وبها ٢٣٩ يختا مجهزة بالكامل وعمقها ٥٥ متراً، ويستطيع أي سائح أن يأتى من الخارج ومعه أكبر يخت يمكن أن يحضره معه، وبها مقار لحرس الحدود، والتموين، والجمارك، ومنطقة كافيهات وممشى سياحى. كما يضم المشروع فندقاً ساحلياً.

كما يحتوى المشروع على ٣٨ فيلا، ومنتجع «رويال كمبوند» عبارة عن مساطب ٦ مستويات، بإجمالى ٧٨ فيلا وشاليه، علاوة على إتاحة بعض الأراضى للمستثمرين، و«تليفريك» على مسار ٤.٥ كيلو، وبه ٩ كابينة وجزء منها مجهز بالزجاج بالكامل على ارتفاع ٦٦٥ متراً، ويعتبر أكبر «تليفريك» في الشرق الأوسط، ويوجد مدينة الجلالة العالمية على مساحة ١٧.٥ ألف فدان ويقام عليها جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والمستشفى السعودى الألمانى، وممشى سياحى وتم إنجاز حوالى ٦٠٪ من المدينة. ويضم المشروع أيضا «مدينة العاملين بالمنتجع» خاصة أن حجم العمالة المخطط لهم بالعمل داخله حوالى ١٠ آلاف عامل، لذلك يتم إنشاء مدينة متكاملة لها بها مدارس ومستشفى وكافيهات، وكل ما يمكن أن يحتاجه العاملون بالمدينة، أما مدينة الألعاب المائية «الأكوا بارك» فهى عبارة عن ١٨ لعبة و٣ حمامات سباحة، وموتيلات للمبيت «فنادق صغيرة»، وتم إنجاز حوالى ٨٠٪ منها، ويتم إنشاء مجرى نهر سيل المنتجع و٣ سدود لمواجهة السيول، و٣ محطات معالجة لمياه الصرف، و٣ أخرى لمعالجة مياه البحر، وجراج سيارات كبير.

كما وجهوا رسالة لأهل الشر الذين يشككون في إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى قائلين: «لن تستطيعوا هدم البلاد بأفعالكم المغرضة.. تعالوا هنا واتعلموا الوطنية وحب البلد».

وقال سيد الطيب «مقاول»: «أقوم بالعمل في ٢٠٠ متر طول بوصلة (أبوالدرج) التي تربط بين الطريق الرئيسى والغردقة، وتخدم المنتجع، وقرى بورتو، ونعمل تحت ضغط للتسليم في الموعد المحدد». وأضاف: «ما نقوم به أحد المشروعات القومية العملاقة التي سوف تدخل موسوعة (جينيس)، خاصة أن هناك بعض المناطق وسط الجبال لكى تفتح فيها طريق تم الاعتماد على التفجير، ونظام الاستلام يتم عن طريق استلام المشروع على مراحل متتالية وفقا للشروط».

وقال المهندس أشرف السافورى، مدير مشروع المقاولين العرب للفندق الساحلى، إن المشروع يتكون من فندق 5 نجوم على شكل حرف y عبارة عن ٣ قطاعات شرقى وغربى وجنوبى، ويوجد جراج كبير يسع ٦٠٠ سيارة، ومبنى قاعات ملحقة متعددة الأغراض، والمساحة على ٩١٢٥ مترا.

وقال محمد على «سائق لودر»: «أشعر بالفخر والعظمة لمشاركتى في هذا المشروع العملاق وتعالوا العمل يحتاج الجميع». وأوضح ناصر سليمان «سائق لودر» أن العاملين في مشروع هضبة الجلالة يعملون 24 ساعة في اليوم لسرعة إنجاز المهمة الوطنية المطلوبة منهم قبل الموعد المحدد.