هدوء حذر فى منطقة الحادث.. و20 كميناً فى مداخل ومخارج الإسكندرية

كتب: مصطفى المرصفاوي, عماد خليل الأحد 02-01-2011 20:14


عاد الهدوء الحذر، صباح الأحد، إلى مكان الحادث.. وسيطر الخوف والقلق على سكان المنطقة مع استمرار تواجد قوات الأمن المركزى بالمكان.. المحال التجارية أغلقت أبوابها خوفا من تجدد المصادمات مع الأمن.. الإجهاد والتعب ظهر بوضوح على وجوه جنود الأمن المركزى.. وداخل الكنيسة أقيم صباح الأحد قداس الأحد برئاسة كاهن الكنيسة «مقار فوزى»، بحضور ما يقرب من ألف قبطى وسط تشديد أمنى بفحص جميع المترددين على الكنيسة وتفتيشهم. مئات من شباب الأقباط وأسر الضحايا توافدوا على الكنيسة منذ الساعات الأولى للصباح، جمعوا ما تبقى من آثار الحادث من ملابس ممزقة مختلطة بالدماء ونظارة سليمة لم تحطمها الأحداث لأحد الضحايا وورق جرائد ملوث بالدماء علقوها على باب الكنيسة، وطالبوا عشرات من المصورين الصحفيين بالتقاط صور لها ونشرها للعالم كله حتى يروا حجم الكارثة التى ألمت بهم.


أما داخل الكنيسة فتجمع الأقباط وأدوا الصلاة ولم يتبق غير عدد من أسر الضحايا والمصابين وأقاربهم، ظلوا يهتفون ضد الإرهاب وضد من نفذ الجريمة وقالوا غاضبين «ما ذنب هؤلاء الشباب الذين راحوا دون ذنب لهم.. جاءوا لأداء الصلاة داخل كنيستهم للتهنئة بالعام الجديد، ولم يعودوا إلى منازلهم.. وسيدات لا ذنب لهن قتلن دون أن يرتكب أى جرم؟». وأضاف عدد من الشباب الغاضب: «الأمن هو المسؤول عن الجريمة.. يعلمون أن هناك تهديدات للمسيحيين والكنائس منذ شهرين.. وكل الصحف ووكالات الأنباء أذاعت تلك التهديدات.. ولم يتحرك أحد للتأمين.. فقط كان هناك ضابط وأمين شرطة لتأمين الكنيسة.. فهل هذا يعقل؟.. يعرفون أنه يوم عيد.. وأقل شخص لديه خبرة أمنية.. يعرف أنه لابد من تشديد الحراسات على الكنائس.. لماذا لم يغلقوا الشارع ولماذا سمحوا للسيارات أن تنتظر أمام الكنيسة؟.. بالتأكيد هناك تقصير أمنى فى هذا الحادث».


أما خارج الكنيسة فكانت قوات من الأمن فى حالة تأهب قصوى.. أكثر من 50 سيارة أمن مركزى تنتشر فى المكان تقف فى الشوارع الجانبية، وبداخلها مئات من المجندين أتعبهم السهر وتفريق المتظاهرين وظلوا يلعنون منفذ الجريمة ومن يعاونه قائلين: «منهم لله، البرد هيقتل الناس وإحنا واقفين طول الليل فى البرد.. عاوزين نروح يا رب تنتهى على خير». أما مداخل ومخارج الإسكندرية فقد حاصرها أكثر من 20 كميناً أمنياً على الطرق السريعة وسط تفتيش ذاتى لكل المغادرين من الإسكندرية والسماح لهم بالمغادرة بعد التأكد من هويتهم.