بيضة الديك!

سليمان جودة الثلاثاء 29-11-2016 21:39

يلفت النظر فى الكويت أن ارتفاعات الأسعار، خصوصاً البنزين والكهرباء، هى أكثر ما يؤرق حياة أى مواطن، فضلاً بالطبع عن الوافدين الذين جاءوا من كل اتجاه ليعملوا فى البلد!

ورغم أن دخل المواطن هناك أعلى طبعاً من دخل المواطن هنا، إلا أن الشكوى الأولى تقريباً تظل من تكاليف الحياة التى كانت فى متناول اليد، ثم صارت مرهقة لكثيرين!

وكانت هذه القضية تحديداً هى المزاد الذى تسابق فيه مرشحو البرلمان إلى يوم انتخاب أعضائه، أول هذا الأسبوع.. وكان كل مرشح يتخذ من ملف الأسعار سبيلاً مضموناً إلى قلب ثم عقل كل ناخب، وكيف أنه، كمرشح، سوف يتبنى الملف حين ينجح ويصبح ممثلاً للناخب الذى أعطاه صوته، وللأمة كلها!

وكانت الحكومة قد رفعت جزءاً من دعم البنزين، فى صيف هذا العام، وكان البرلمان القديم فى إجازته السنوية وقتها، فلما عاد، أو كاد يعود، راح بعض نوابه يتوعدون الحكومة، ويلوحون بأنهم سوف يستجوبونها، وسوف يعملون على إلغاء قرار رفع الدعم، لولا أن الأمير قد سبق بحل المجلس، فأصبح الملف على جدول أعمال البرلمان الجديد بالضرورة!

وقد حاولت الحكومة أن تخفف من وطأة قرارها، فخصصت 75 لتراً يتم صرفها بالمجان، لكل مواطن، فى كل شهر، ورغم أن قرار الـ75 لتراً قد جرى اتخاذه فى أكتوبر إلا أنه لم يخرج إلى النور بعد، وكان آخر كلام فيه أن المواطن سيحصل على هذا الدعم فى أول ديسمبر، وبأثر رجعى شهرين!

وكان دعم البنزين لكل نائب برلمانى يصل إلى ما يوازى 80 ألف جنيه سنوياً، فى صورة بونات يجرى صرفها لكل عضو فى مجلس الأمة، وهى بونات تم إلغاؤها تماماً مع قرار رفع الدعم، على سبيل التضامن مع المواطن العادى فى مواجهة متاعب الحياة!

ولابد أن العين سوف تكون على المجلس الجديد، الذى سيعقد جلسته الأولى يوم 6 ديسمبر، وما إذا كان سيجارى الحكومة الجديدة فى قرار رفع بعض الدعم، أم أنه سيراجعها فيه ليرجعها عنه؟!.. ثم إن العين سوف تتجه أكثر إلى النائبة صفاء الهاشم، لأنها المرأة الوحيدة التى نجحت من بين 14 مرشحة، ولأنها كانت عضواً فى برلمان 2012 الذى جرى إبطاله قضائياً، ثم لأنها كانت عضواً فى برلمان 2013 المنحل، ولكنها استقالت منه، منذ وقت مبكر، وقبل أن يدركه قرار الحل!

الطريف أن اسمها كان قد تم شطبه من قائمة المرشحين قبل إجراء الانتخابات بأيام قليلة، فلجأت إلى القضاء الذى أعادها فى آخر لحظة، لتنجح، بل وتتفوق، ويكون ترتيبها الخامس بين عشرة نواب نجحوا فى دائرتها!

هى تشبه بيضة الديك، التى يقال إنه إذا باضها لم يضع غيرها!