«أبوالغيط»: إسرائيل تتصور أنها ابتلعت فلسطين.. وإيران تطالب بموانئ فى دول عربية

كتب: سوزان عاطف الأحد 27-11-2016 20:35

اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أن إسرائيل فى شهر عسل، لأنها تتصور أنها ابتلعت فلسطين نهائيًا.

وقال فى محاضرة ألقاها، مساء السبت، بجمعية القانون الدولى، عن المخاطر التى تحيط بالدول العربية: «إن إيران تتحدث عن الهيمنة على 4 عواصم عربية، واليوم قائد البحرية الإيرانية قال: سوف نطلب موانئ ومرافئ بحرية على البحر المتوسط فى سوريا، وفى اليمن على البحر الأحمر لخدمة البحرية الإيرانية، وأردوغان قال الأسبوع الماضى إن حلب والموصل كانتا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وبالتالى يريد استعادتها مرة أخرى، وأمريكا أخطأت عندما تدخلت فى العراق لأنها أدت إلى سقوط الدولة العراقية وتدمير الجيش العراقى وتصور البعض فى إيران أنها سقطت فريسة فى يده».

وتابع: «عندما توليت هذا المنصب، كنت أعرف جيدًا أن المنطقة تمر بواحدة من أكثر اللحظات خطورة فى تاريخها الحديث، رغم أن بلادنا لم تكن فى أى وقت بمنأى عن الصراعات والحروب، أو بعيدة عن القلاقل والفتن والأزمات، إلا أن اللحظة الحالية تختلف عن أى شيء عهدناه فى السابق، هى لحظةٌ يشوبها التشويش والبلبلة، يسود فيها الانقسام، بل التشرذم والتفتيت، لكن اليوم لم يعد الأمر كذلك، فالكثير من المواطنين العرب لم يعودوا يفهمون ما يجرى، لا يعرفون من يقتل من، ولأى غاية، لا يفهمون لماذا يسيل الدم العربى أمام أعيننا بهذه الغزارة،؟».

وواصل: «إننا نواجه اليوم سؤالين كبيرين: ما الذى يجرى؟ وكيف نخرج مما نحن فيه؟ ولا غنى عن إجابة السؤال الأول من أجل محاولة العثور على جواب للسؤال الثانى».

وحول رؤيته للوضع الحالى قال «أبوالغيط»: «القاسم المشترك بين أزمات الدول العربية هو العجز عن صهر الولاءات الأولية للقبائل والعشائر والمذاهب والمناطق فى بوتقة وطنية جامعة، هذا العجز صاحب الدولة العربية منذ نشأتها، تتحمل نخبنا المسؤولية عن استمراره بهذه الصورة القبيحة والمُفزعة»، وأضاف: «الدول العربية لم تواجه التهديد من كيانات أصغر منها فحسب، وإنما أيضاً من أحلام - أو قل أوهاماً - أكبر، لقد شهدنا من يُبشرون بالانتماء للخلافة الإسلامية، وينسبون أنفسهم - زوراً - لها. هؤلاء أيضاً يقصمون ظهر الدولة الوطنية، ويضربونها فى مقتل لأنهم يُبشرون بكيان أكبر منها، لا وجود له سوى فى خيالاتهم، هم يستغلون ارتباطنا الوجدانى بتجربة الخلافة الإسلامية ليقفزوا إلى السلطة، وجميعنا شاهد ما يفعلونه عندما يتربعون على كرسى الحكم، الوضع يُذكّرنى شخصياً بلحظة سقوط حائط برلين، لحظة مُرتبكة تشهد ميلاداً جديداً لا يُمكن استيضاح معالمه أو تبين محدداته».

وطرح «أبوالغيط» رؤيته للحل للأوضاع الراهنة قائلًا: «لا خروج للعالم العربى من هذه الأزمة الكبرى إلا بالتلاحم والتعاضد بين مكوناته الأساسية»، رافضًا التعليق على العلاقات المصرية القطرية قائلًا: «أرجو أن يراعى الحضور أننى أمين عام لمنظمة تضم جميع الدول العربية».